كان ياماكان


هم رجعنا على سوالف زمان ..

يحكى ان مجلس سلطان الزمان كان عامراً بالوزراء والمدراء واصحاب الجاه والأعيان . وقد كان ان حضر المجلس ايظاً بعض من عوام الشعب .. جاءوا لتهنئة سلطان الزمان وتجديد البيعه له بانتخابه لدورة حكم جديده ..
كانت القاعه مكتظه بالضيوف والخدم والحبربشيه يقدمون افخر الطعام والمشارب . وكان الجميع بانتظار تشريف السلطان وجلوسه على كرسي العرش المطعم بالياقوت والذهب والمرجان .

وكان هناك من بين الحضور البسيط لعامة الشعب شخص اسمه سلطان .. وقد نظر سلطان الى عرش السلطان
فقال في سره .. مافرقي انا عن السلطان .. هو سلطان الزمان وانا سلطان لكن بدون زمان .. ماذا لو جلست انا على سرير الملك واصبحت انا السلطان . وتقدم بين يدي رجال الدوله ووزراءها ومدراءها وحبربشيتها . !

واخذته افكاره بعيداً وكيف هدى ومنح العطايا وكيف عزل وزراء وعين جدداً بدلاً عنهم ..
وكيف عاقب مدراء واثاب آخرين .
وفجأه وهو في غمرة خياله وافكاره لايدري بنفسه الا وتقدم خطوات حتى بلغ كرسي السلطان وجلس عليه ..
ومايحس الا هي ثانيه او اثنتين وسلطان قد اخذته الايدي والأرجل . واللكمات تنهال عليه من كل جانب . والارجل لاتجد محلاً للرفس من كثرة الارجل الرافسه .

وهنا دخل القاعة سلطان الزمان فوجد كل الحاضرين منهالين على سلطان ركلاً وضرباً وسحلاً .
فأستعجب من هذا الامر وكيف يتم معاقبة شخص وسط قاعة الاستقبال العظمى في القصر الرئاسي للسلطان . أمر الناس بالتفرق عن الشخص الملقى على الارض بلا حراك . وانحنى بجانبه يسأله :
ماذا فعلت ياهذا حتى استحققت كل هذا الضرب والعقاب .
فبكي سلطان بنشيج عال ..
قال له السلطان :هل تبكي من شدة الم الضرب .؟
قال سلطان : كلا يامولاي لكني ابكي عليك .
قال سلطان الزمان : وما يبكيك عليَ يامسكين .
قال سلطان : انا جلست ثانيتين على كرسيك فنالني مارأيت وهكذا اصبح حالي . فكيف سيكون حالك وانت تجلس على ذلك الكرسي كل هذه السنوات الطوال ولازلت متمسكاً به .


فبكى سلطان الزمان امر البكاء وناح اشد النواح ..


ومع هذا ضل متسكاً بالجلوس على الكرسي . !


طركاعه
15/11/2010