الغرور
الغرور حالة نفسية تعتور الأنانية من الشعور بالقوة والعظمة والكمال ، فيتصور انه في قمة الخير والفضل ، بينما الواقع خلاف ذلك ، فشأنه شأن العطشان الذي يبحث عن الماء فيتصوره في السراب الذي يتراءى له من بعيد وقد وردت أحاديث كثيرة بشأن الغرور موضحة حقيقته وعاقبته ومحذرة منه .
وللأمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) كلمة رائعة ننقلها لأهميتها : " المغرور في الدنيا مسكين ، وفي الآخرة مغبون ، لأنه باع الأفضل بالأدنى ، ولا تعجب من نفسك ، حيث ربما اغتررت بمالك وصحة جسمك أن لعلك تبقى .
وربما اغتررت بحالك ومنيتك ، وأصابتك مأمولك وهواك ، وظننت أنك صادق ومصيب .
وربما اغتررت إلى الخلق ، أو شكوت من تقصيرك في العبادة ، ولعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك .
وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفا والله يريد الإخلاص .
وربما افتخرت بعلمك ونسبك وأنت غافل عن مضمرات ما في غيب الله .
وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه .
وربما حسبت أنك ناصح للخلق ، وأنت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك .
وربما ذممت نفسك ، وأنت تمدحها على الحقيقة .
واعلم انك لن تخرج من ظلمات الغرور ، والتمني إلا بصدق الإنابة إلى الله ، والإخبات له ، ومعرفة عيوب أحوالك من حيث لا يوافق العقل والعلم ، ولا يتحمله الدين والشريعة ، وسنن النبوة وأئمة الهدى ، وإن كنت راضيا بما أنت فيه ، فما أحد أشقى بعلمه منك وأضيع عمرا ، فأورثت حسرة يوم القيامة
مماراق لي كثيراا