مـــن أينَ أبدأ يا حبيـــبَ فُؤادي  *** وقَصـــــيدَتي مَخنوقةُ الإنــشادِ ؟!
من أين أبدأ والمــــشاعرُ أُلهبت  *** وتحرَّقــــتْ بــــحرارةِ الإيــــــقادِ ؟!
من أيـــن أبدأ والحروفُ تزاحمتْ  *** لكـــــنَّها تهفُو إلى إجــــــــهادِي ؟!
تعبتْ قواي أطاردُ الــحرفَ الذي  *** يُزجي خُطاي إلى الرَّسولِ الهادي
يا ســـــاكنَ الأعماقِ من أكبادِنا  *** شرُفـــتْ بأُنسكَ أعمقُ الأكـــــــبادِ
ما زلتَ تــــزرع في ربى أرواحِنا  *** شــــجرَ اليقينِ ونبتةَ الإســـــــــعادِ
ما زلــتَ تنتزعُ الظَّلامَ فتمَّــــحي  *** آثاره وتـــــزيلُ وجــــــهَ ســـــــــوادِ
يا سـاكنَ الأعماقِ فاضتْ عَبرتي  *** أســــفًا لفرقـــة أمةِ الأمــــــــــجاد
كنًّا سيوفًا في الـوغى ونشيــدُنا  *** " الله أكــــــبر " من فَمِ الآســــــادِ
ما بـالنا ضعفــــتْ قوانا بعــــــدَما  *** كــــــــــنَّا نزلزل ساحةَ الأوغــــادِ ؟!
ما بالُ أقــصانا يلُــوك جــــــراحَه  *** ويدُ الفســاد تخــوضُ في بغــدادِ ؟!
ما بالُ أربــابِ السـخافةِ أيقظــوا  *** فتـــنَ العَداء ومــــوجةَ الإفســـادِ ؟!
رســموكَ يا رمزَ الجمالِ مشـوهًا  *** ومـــــدادُهـــم حبــرٌ من الأحقـــــادِ
رسمــوكَ واجترؤوا بعينِ طباعِهم  *** وتــــــناولُوكَ بمنـــــــــطقِ الحسَّــادِ
ما زلتَ تكـبُر في العيـــون مهابةً  *** والحــــاقـــــدونَ تسفُّـــــــهم برمـادِ
الكونُ أشرقَ مذ سكنتَ مشيمةً  *** وهـــــــفا الزمانُ لســــاعةِ الميــلادِ
ووُلدتَ أشـرفَ مولدٍ فتسامقَ التـ  *** ـتاريخ يرســــــمُ لوحةَ الأمجــــــــادِ
وتأهَّــب الفجــــرُ الجديدُ يــــدكُّ ما  *** عبدَ الطـــغـــاةُ ببطـن ذاكَ الـــوادي
ناديـــتَ فانطلقَ النِّـــداءُ مجـــلجلا  *** وأصــــاخــــتِ الدنيا لـــخـــير منـــادِ
شكَّـــلتَ بالإســـلام روحَ حذيــــفة  *** وبـــذرت نــــورَ الحـــقِّ في المقـدادِ
وسـكنتَ بالخُلق العظيمِ قلوبَ من  *** وقفـــــوا لدربِ هـــداك بالــمرصــادِ
أيضرُّ هامتـــــك البـــــهية حــــــاقدٌ  *** يبـــــغي تــــسلُّـــق قمةِ الأنـــجادِ ؟!
أتصُدُّ نورَ الشــــمسِ كفُّ مــــخادع  *** قــصُـــرتْ فلــم تظفَرْ بــغير ســوادِ ؟!
يا ساكنَ الأعمـــاقِ وجهُ قصــيدتي  *** خَجِــــــلٌ يحـــاول أن يصـــوغَ وُدادي
واعدتُ سـيلَ مشاعري بخــواطري  *** فأبـــــــــــتْ وما وفَّيــتُ بالميــــــــعادِ
عذرًا إذا عـجزَ البـــــــيانُ وخاننــــي  *** شِــــعري وذابَ من الجـــراحِ فـؤادي
مهــمَا أفضتُ من المشاعرِ فالــذي  *** بيـــــــــن الجـــوانحِ زادَ عن إنشــادي
حــبُّ الرسول أجـــــــلُّ من كلمــاتِنا  *** والخَــطْبُ أعـــظمُ من حُـروفِ مدَادي
مـــــــــــــــدد ياســـــــــــــــــــــــــــيـــــــدي يارســـــــــــــــــول اللــــــــــــــــــــه
(( منقـــــــــــــــــــول ))
للشــاعر صالح بن سعيد الهنيدي
المشرف العام على شبكة المرافئ الثقافية


		
		
 
  رد مع اقتباس

