+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: نكهات الحياة والوانها في الايس كريم وبائعها الصريح....

  1. #1

    Icon8 نكهات الحياة والوانها في الايس كريم وبائعها الصريح....

    نهض البائع في وقته المعتاد ، تماماً مع الشمس صباحاً ، شرب قهوته الصباحية الساخنة عكس حرارة ما اعتاد على بيعه ، و ودع زوجته ما أن انتهى من تحميل أدواته المعقمة في سيارة الايس كريم تلك ، و كذلك بعد أن حمَّل نكهاته المثلجة التي مزجها بطريقته السرية بالأمس بينما كانت موادها لا زالت دافئة و سائلة في معمله في السيارة ذاتها .
    اتجه بسيارته الكبيرة المزخرفة الملونة إلى مكانه المعتاد حيث اعتاد زبائنه على وجوده فيه ، أي في الحديقة العامة المسماة باسم أحد الفلاسفة " أرخميدس" التي كانت تقع بين تقاطع جادتي شارع الإغواء و شارع الأهواء ،
    وصل إلى هناك الأول ، و لم يسبقه إلى الحديقة غير الضباب ، و الندى الذي استقر مبللا العشب ، إضافة إلى سرب من الغربان الكاملة سوادا التي لم تخشى البرد ، تماما كما هي سيارة الايس كريم القوس قزحية و سائقها ، اللذان لا يعترفان بوجود موسما معينا للبيع ، بل يؤمنان أن البرد يعمل عمل الثلاجة بالنسبة لهم ، و يبقى ما هو الأهم ، النكهات ، تلك التي تبرد صيفا و تدفئ شتاءا رغم تجمد كتلتها فيتهافت عليها الزبائن غير مبالين بالموسم ، إضافة إلى ذلك اللحن الذي تصدره مكبرات السيارة لتعلن عن وجودها و أن يومها قد ابتدأ .

    الزبون الأول :

    بحلول الصباح و باقتراب موعد العمل ، ركن موظفا سيارته و نزل ببذلته الرصاصية الفاخرة ، بينما تطايرت ربطة عنقه مع الريح و يفرك هو يداه من البرد مرتجفا !!!!
    صباح الخير يقول باستعجال ،،، أريد بوظةً ،
    بينما يبتسم له البائع و يقول بصوت حماسي : صباحك سعيد ، النكهة المعتادة ؟
    نعم ، نكهة النصب مع الاحتيال و صلصة الرشاوى ،
    تفضل يقول البائع ببهجة ،
    ليس لدي فكه الوطنية كنقود ، خذ الضمير ثمنا ،
    البائع : حسنا ، إليك الإحساس ، و هو ما تبقى من مبلغك المدفوع ،
    لا لا احتفظ بالباقي لست بحاجة إليه ، يقول الزبون ،
    شكرا لك ، وفقك أي من كان من يوفقك .
    مر على البائع صباحا الكثير من العاملين من أرقى إلى أكدح الطبقات ، و باع الكثير من هذه النكهة و من النكهات المشابهة مثل الغش و التحايل و الاختلاس و النهب ، و بصلصات أكثر تنوعا مثل السرقة و الاحتكار و الوساطة و الإفشاء ،
    و كان يصنع من المبالغ بعد عصرها نكهات يضيفها إلى مخزون نكهاته الخاصة " الفارهة " ، أما عن المكسب فقد كان أشبه بما يقدمه الناس لوجه الله ، باختلاف أن الموجه المقصود ليس وجه الله تماما .
    بحلول الظهيرة ، يتوقف الطلب لتلك النكهات ، بينما يشتد الطلب و يزدحم على نكهة راحة البال و التي تكلف كذلك الضمير ، و في بعض الأحيان يرتفع سعرها لتكلف إنسانية الزبون و ذاكرته ، و على الرغم من ارتفاع سعر نكهة راحة البال ، إلا أنها مطلوبة خصوصا من الذين تقدموا صباحا لطلب تلك النكهات الصباحية و كأن نكهة راحة البال تساعدهم على هضم النكهات الصباحية بعد يوم عمل شاق ،، !!!

    الزبون الثاني :

    مرحبا ، يقول زبونا جاء وحيدا في حينما اكتظت الحديقة في تلك الظهيرة بالثنائيات تماما كما فعلت تلك الغربان ،
    أريد نكهة الحُب لو سمحت ،
    البائع : لدينا نكهة الحب الطبيعية و لكنها من النكهات الفارهة ، ستكلفك و تعطيني مقابلها شهوتك و المتعة و الحرية و ستكلفك عيناك التي قد تخون و ستكلفك كل أجنحة فندق قلبك ما عدا جناح واحد ، ستعطينني عقد الزوج العرفي ، لأضع لك صلصة زواج ما بعد الحب ،
    و يكمل قائلا : و لكن لا أنصحك بهذه النكهة ، فلدينا نكهة الحب الصناعية ، التي ستعطينني مقابلها الوفاء و الإخلاص و الحياء و وعدك ، و تعطيني إن أردت ذلك عقد زواج رسمي لأعطيك صلصة الزواج العرفي ، و يمكنك التنازل عن هذه الصلصة فنكهة الحب الصناعية وحدها ستكفيك ،
    الزبون : أريد نكهة الحب الطبيعية لو سمحت ، أنا مستعد للدفع ،
    سامحني يا بني وجدت أن نكهة الحب الطبيعي قد ساحت دِفئاً ، في حين أن نكهة الحب الاصطناعية قد التهبت بردا و لا زالت جيدة ،
    حسنا أعطني أيا الصناعية لو سمحت .
    لك ذلك ،،، و حاول أن تستمتع بها هنا في الحديقة ، فهذه النوعية لا تدوم و قد لا تلحق باب الحديقة حتى تجدها قد اختفت من يدك ،، !!!

    الزبون الثالث :

    هيلو ، سمعت أنك تبيع نكهة الضمير ، أرجوك أريد منها أربعة كور ،
    البائع : الكرة الواحدة ستكلفك ، كل أموالك الحرام ، ستكلفك إعطائي كل أسرارك و كلما قلت من أكاذيب ، أسماء كل من نافقت و اغتبت ، ستعطينني كذلك ابتسامتك ، و سأهديك صلصة الدموع ،، !!
    الزبون : في الحقيقة ليس لدي كل هذا المبلغ ،، هل هناك نكهة مشابهة لها نفس الطعم ؟
    البائع : هناك النسيان ، و لكنها نكهة رديئة ، غير قوية في الفم ،،، و لا يمكن أن تتساوي مع نكهة الضمير !!

    الزبون : حسنا ، سأفكر و لعلي أعود إليك يوما ،، !!

    الزبون الرايع :

    يتقدم لشراء ، نكهة الصداقة ،
    البائع : هههههه نكهة الصداقة ؟ يا بني لم نعد نبيع هذه النكهة منذ أجيال فهي لم تعد تربحنا بل إنها تتعفن في ثلاجاتنا !! أنصحك بنكهة كنز الصداقة ، أنها خلاصة روح الصداقة ، نستخلص منها الكنز فقط و نترك نكهة الصداقة التي يتشكي زبائننا من وجود طعم المرارة فيها و غلو ثمنها !!!!
    الزبون : كم ستكلفني هذه النكهة ؟
    سيكلفك ذلك سكين متسخ بالدم ، فيه دم احد المقربين لك ، و احرص على أن يكون دم الظهر ،
    حسنا ،،،، سأعود بعد قليل ،، !!

    الزبون الخامس و السادس و السابع و و و ،،،،،


    تحياتي لكم


  2. #2
    فراتي مهم جدا ذيب الغزالية is on a distinguished road الصورة الرمزية ذيب الغزالية
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    7,152

    افتراضي رد: نكهات الحياة والوانها في الايس كريم وبائعها الصريح....

    عاشت ايدك يا الغالي والله كلمات لا تقدر بثمن

    دمت بود حبيبي الغالي

  3. #3

    افتراضي رد: نكهات الحياة والوانها في الايس كريم وبائعها الصريح....

    تسلميلي عمري انت والله مرورك هو الاكثر من ابداع وتميز






    تحياتي

  4. #4

    افتراضي رد: نكهات الحياة والوانها في الايس كريم وبائعها الصريح....

    يعطيك العافيه أخويه الغالي موضوع مميز تسلم أيدك

    دمت بخير

  5. #5

    افتراضي رد: نكهات الحياة والوانها في الايس كريم وبائعها الصريح....

    تسلميلي حبيبي الغالي على مرورك الذي اسعدني وانار موضوعي



    تحياااااااااتي

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك