الموت
سمعت هذه الكلمات فأدخلت في تفسي خوف كبير... واثارت تساؤلات كثيرة... ارجو منكم يا اخوتي ات تقرأوها بأمعان... ياترى ماهو مصيرنا نحن اذا ان هذا ما حدث للصالحين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في البحار وفي مناقب شاذان ابن جبرائيل عن الاصبغ ابن نباتة قال......
كنت مع سلمان الفارسي وهو امير المدائن في زمان امير المؤمنين (ع) وقد تمرض مرضه اللذي توفي فيه.. لما
اشتد به المرض قال........ يا اصبغ سمعت رسول الله (ص) يقول لي يا سلمان يكلمك ميت اذا دنت وفاتك. وقد اشتهيت ان ادري هل دنت وفاتي؟؟؟
فقال الاصبغ... بماذا تأمرني؟؟؟
قال اتني بسرير وحملني عليه الى المقبرة
فقال.. حبا وكرامه
ففعل ما امره حتى وضعه بين القبور.. واستقبل سلمان القبلة بوجهه ونادى....
السلام عليكم يا اهل عرصة البلاء... السلام عليكم يا منحجبين عن الدنيا... السلام عليكم يا من جعلت المنايا لهم غذاء... السلام عليكم يا من جعلت الارض لهم غطاء...السلام علكم يامن لقوا اعماله في دار الدنيا... السلام عليكم يا منتظرين النفخة الاولى... سألتكم بالله العظيم والنبي الكريم لا اجابني منكم مجيب... فأنا سلمان الفارسي مولى رسول الله (ص)
فأذا هو بميت قد نطق من قبره وقال....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة يا اهل البناء والفناء... والمشتغلين بعرصة الدنيا... ها نحن لكلامك مستمعون.. ولجولبك مسرعون... فسل عما بدا لك... يرحمك الله تعالى
قال سلمان... ايها الناطق بعد الموت.. والتكلم بعد حسرة الفوت.. امن اهل الجنة انت؟؟؟ ام من اهل النار؟؟؟
قال يا سلمان.. انا ممن انعم الله تعالى عليه بعفوه وكرمه.. وادخله جنته برحمته..
فقال سلمان.. يا عبد الله صف لي الموت كيف وجدته؟؟؟ وما عانيت منه؟؟؟
قال يا سلمان.. فوالله ان قرضا بالمقاريض.. ونشرا بالمناشير.. لاهون من نزعة من نزعات الموت.. اعلم اني كنت في دار الدنيا ممن الهمني الله الخير واعمل به.. وأأدي فرائضه واتلو كتابه.. وابر الوالدين واجتنب الكبائر والحرام.. واطلب الحلال خوفا من السؤال.. فبينما انا في العيش والسرور.. اذ مرضت في مرضي اياما..حتى دنى موتي.. اتاني عند ذلك شخص عظيم الخلقة.. فظيع الهيئهلا الى السماء صاعد ولا الى الارض نازل.. فأشار الى بصري فأعماه.. والى سمعي فأصمه.. والى لساني فأخرسه..
فقلت.. من انت يا عبد الله؟؟؟ لقد شغلتني عن اهلي وولدي
فقال.. انا ملك الموت.. اتيت لاقبض روحك .. فقد انقطعت مدتك وجائت منيتك
فجذب الروح من جسدي.. وليس من جذبة يجذبها الا وهي تقوم مقام كل شيء حتى صارت الروح في صدري.. فأشار الي بجذبة لو اشارها الى جبال الارض لذابت.. فقبضت الروح من عرمين انفي..
فعلى من اهلي الصراخ والبكاء.. وظهر خبري الى الجيا والاحباء.. وليس من شيء يقال او يفعل بجنبي وحولي الا وانا عالم به.. فلما اشتد صراخ القوم علي.. التفت ملك الموت اليهم بغضب وقنوط
فقال.. مما بكائكم؟؟ فوالله ما ظلمناه فتصيحون.. ولا اعتدينا عليه فتبكون.. لقد اتقطعت مدته.. وفني رزقه.. وصار الى ربه الكريم.. نحن وانتم عبيد رب واحد يحكم فينا ما يشاء وهوعلى كل شيء قدير.. فأن صبرتم أجرتم وان عجزتم أثمتم..كم لي من رجعة اليكم.. اخذ البنين والبنات.. الاباء والامهات... ثم انصرف عني والروح فوق رأسي تنظر الي حتى جاء الغاسل وجردني من اثوابي.. واخذ في تغسيلي فنادته الروح
يا عبد الله رفقا بالبدن الضعيف.. فوالله ما خرجت من عرق الا انقطع ولا عضو الا انصدع... فوالله لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميت ابدا
فلما فرغوا وضعوني على سريروالروح امامي حتى وضعوني على شفير قبري... فلما انزلوني في قبري عانيت هولا عظيما.. يا سلمان لقد تمثل لي اني سقطت من السماء الى الارض في لحدي... ثم شرج علي اللبن وحثي التراب علي ورجع المشيعون... فعند ذلك اخذت بالندم...
وقلت.. ياليتني كنت من الراجعين لان اعمل صالحا.... فأجابني مجيب من عند القبر... كلا انها كلمة هو قائلهاومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون
فقلت من انت يا هذا.. من انت؟؟؟
قال... انا ملك نبأني الله عزوجلبجميع خلقه لانبئهم بعد مماتهم... ليكتبوا اعمالهم على انفسهم بأيديهم
ثم جذبني واجلسني ورجعت الروح الى جسدي
فقال... اكتب عملك
فقلت.. انا لا احصيها
فقال لي.. اما سمعت قول ربك (احصاه الله ونسوه) اكتب فأنا املي عليك
فقلت.. اين البياض؟؟ اي الورق فجذب جانب من كفني
وقال.. هذه صحيفتك
فقلت.. من اين القلم؟؟
قال.. سبابتك.. اي اصبعك
فقلت.. اين المداد؟؟
فقال.. ريقك
ثم أملى علي ما فعلته في دار الدنيا.. فلم يبقى من اعمالي صغيرة ولا كبيرة الا احصاها.. ووجدوا ما عملوا حاظرا ولا يظلم ربك احدا.. ثم انه اخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي.. فخيل لي ان جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي
فقلت.. لما تفعل ذلك
قال لي.. الم تسمع قول ربك وكل انسان انزلناه طائره في عنقه ويخرج له يوم القيامة يلقاه منشورا... اقرأ كتابك.. كفا بنفسك اليوم حسيبا........ ثم انصرف عني
فأتاني بعد ذلك نكيران بأعظم منظر.. واوحش صورة.. وبأيديهما عمودان من حديد لو اجتمع عليهما اهل الثقلين ما حركوهما من ثقلهما... فروعاني... وازعجاني... وهدداني... وقبضا بلحيتي واجلساني... وصاحوا علي صيحة لو سمعها اهل الارض لماتوا جميعا... وكان من شأنهما ما كان
ثم امل قائلا... فراقب الله ايها السائل خوفا من وقفة المسائل... وخف من هول المطلع... وما قد ذكرته لك هذا ما لقيته وانا من الصالحين... ثم انقطع كلامة
فعند ذلك رمق سلمان بطرفة الى السماء وبكى...
وقال... يامن بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون... وهو يجير ولا يجار عليه.. بك امنت وبنبيك اتبعت... وبكتابك صدقت... وقد اتاني ما وعدتني يامن لا يخلف الميعاد.. اقبضني الى رحمتك.. وانزلني الى دار كرامتك.. فأنا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له... وان محمد عبده ورسوله..
فلما اتم سلمان شهادته قضى نحبه ولقي ربه
قال الاصبغ ابن نباتة... فبينما نحن كذلك اذ اتى رجل على بغله شهباء متلثم فسلم علينا فرددنا عليه السلام
فقال... يا اصبغ جدوا في امر سلمان
فأخذنا في امره.. واتيناه بالماء..وكان معه حنوط وكفن.. فلم يزل يغسله بيده.. فلما فرغ حنطه وكفنه بيده.. وصلى عليه وصلينا معه.. ثم وضعه في حفرته بيدة.. فلما فرغ من دفنه وهم بالانصراف تعلقنا به وقلنا من انت؟؟؟
فكشف لنا عن وجهه فطلع النور من ثناياه كالبرق الخاطفظزز فأذا هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)
فقلت... يا امير المؤمنين كيف كان مجيئك؟؟ ومن اعلمك بموت سلمان؟؟
قال... اخذ عليك عهد الله وميثاقه انك لا تحدث بهذا احد ما دمت حيا
فقلت... ابا الحسن اتموت وانا حي؟؟
قال... نعم
فقلت... خذ ما تريد من العهد والميثاق... فأني لا احدث احد بهذا قبل موتك
قال... يا اصبغ هذا عهذ من رسول الله (ص)... وانا صليت هذه الساعة في المدينة وخرجت اريد المنزل... فلما وصلت منزلي ودخلت واضظجعت اذ اتاني ات في منامي وقال... يا علي ان سليمان قد قضى نحبه... فركبت بغلتي واخذت ما يصلح للموتى... فجعلت اسير وقرب الله لي البعيد... ووصلت كما ترى
فلما اتم كلامة غاب امير المؤمنين (ع) عنهم... فلم يدروا الى السماء صعد ام الى الارض نزل
فأتى المدينة والمنادي ينادي الى صلاة المغرب.. فحضر علي (ع) عندهم في المسجد
فأمير المؤمنين اتى بواسطة المعجزة من المدينة الى المدائن في العراق لدفن سلمان
لان سلمان له شأن عظيم لابد ان يدفنه امير المؤمنين (ع) بعهد من رسول الله (ص)
رد مع اقتباس
مشاركة: الموت
