عندما اغتالوك اغتالوا العراق
من يوم ان ضربوك بالسيف على هامتك سال دم العراق والى الآن لم يتوقف ذاك النزيف ..
لماذا قتلوك .؟
لماذا ضربوك .؟
لماذا غيبوك ..؟
هل كان المقصود انت ام العراق .؟
هل رأوا انك لاتصلح للبلاد والعباد ( حاشاك ) .
ام رأوا ان الآخر اصلح منك ( خسأ) ان كان كذلك .
من اوحى لهم ..؟
من حرضهم .؟
من هيأ لهم .؟
من تبرع بالقيام بكل ذلك ..؟
لاتهم اسماء المتآمرين لكن يهمنا اسم من تآمروا عليه ..
فقد كنت نحن.....
وكنا انت ..
وان عاند من عاند وان تكاسل من تكاسل وأن تحجج من احتج ..
فلا ذنب لنا وان كانوا اجدادنا ..
فقد ذبحونا كما ذبحوك .. والى الآن هم يذبحون بنا ..
كلامهم كالشهد وتصريحاتهم كالبلسم ولقائهم بالاحضان ولكن خنجرهم مزروع في الظهر كلما عانقناهم طعنونا من الخلف ... وكثرت الطعنات والضربات وكلها ياسيدي موجعه وقاتله وتصل الى العظم ..
وآه والف آآآآآآآآآه . من ضربة الأخ وابن العم . فانها لاتُداوي ولا يندمل جرحها ...
كانت ضربتك قاتله ولم تمهلك الا ايام ثلاث .
ولكننا ضلت الطعنات تلاحقنا من يوم ان طُعنت ولحد الآن. بعدك جاءنا ملك عضوض .. ثم جاء بني العم باسمك وبأسم الثأر لولدك الشهيد المظلوم وكل هؤلاء يطعنون في السر والعلن ومن الأمام والخلف..
ثم جاء من خارج البلاد من جاء .. من تتار ومغول وترك وافرنجه .
وبقينا نتجرع الطعنه من خلف الطعنه ونحن صابرون محتسبون لانملك الى الدعاء بقرب الفرج ..
ولكن الى متى .. ؟
حتى ابناءنا الذين فرحنا بهم جاءوا ضدنا .. وقتلونا وسرقونا وانتهكوا اعراضنا بأسم القوميه والعروبه والأسلام ...
واين هم من اسلام محمد صلى الله عليه وآله واسلامك . هَجرونا من بيوتنا .. استحلواحرماتنا .. اغتصبوا نساءنا .. استولوا على املاكنا ثم ذبحونا من الوريد الى الوريد ..
ونحن ارتضينا بكل ذاك الذل والهوان .. لقد تعودنا على الذل من يوم ان خذلناك ياسيدي . من يوم ان صدح صوتك فينا هبوا للقتال فاحتججنا عليك ببرد الشتاء مره وبحر الصيف أخرى وبجني محصول الزرع ثالثه..
حتى تمكن العدو منا بقتلك .. استحقينا ماجرى لنا لحد الآن فنحن من ساعدنا عدونا علينا..
لقد كان سيفك اول سيف في الأسلام حارب الأنس والجن ولقد تخاذلت عن نصرته السيوف فبقى وحيدا يشكو الم رقدته في غمده..
لقد حاربت القاسطين والمرتدين في زمانك .. وما اكثرهم في زماننا..
لقد ارجعت الأموال المسلوبه ممن ادعى احقيته بها دون وجه حق ..
واليوم يحاربوننا من اجل ان يسلبوا اكثر وهم يعرفون انك غير موجود فينا فتطاولوا وتكالبوا على نهبنا ولا من رادع يردعهم ..
فسيفك هاجر الى متاحف تركيا المسلمه وسيوفنا قتلها الصدأ .. أشد رحالي الى قبرك الشامخ شموخ علو همتك ونبلك وعدلك وشجاعتك وأيمانك بالله العلي العظيم ..
استأذن بالدخول عليك وانا خجل منك لتقاعسي عن نصرتك ونصرة اولادك من بعدك .. اقدم رجلاً وأؤخر اخرى خائفاً من ان تشيح بوجهك عني .. ولكني عندما ارى ذراعك مفتوحه لأستقبال الزائرين تطمئن نفسي ويحدوني امل .. فأسال على استحياء ووجل :
سيدي هل لك من عوده لتعيد لنا ماسلب منا من الف وبضع مئات من السنين .. فتبتسم وانت تنظر اليَ ودماء نزف هامتك لازالت طريه وتقول.. وهل انا غادرتكم حتى اعود ..؟
اتسائل متعجباً . ولكن اين انت ياسيدي فأنا لاراك ..
تربت على كتفي وتقول . ابحث عني جيداً فانا موجود في كهولكم وفي شبابكم وفي اطفالكم في سُنيكم وفي شيعيكم..
فانا لايختلف عليَ اثنان الا من كان مارقاً وخارجاً من ملة الأسلام ودين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
فأنا علي أبن ابي طالب
أخ . وابن عم نبيكم وزوج ابنته البتول وابو السبطين الحسن والحسين
تترقرق بعيني دمعة حائره ويختلج سؤال على شفتي .. وكيف السبيل الى لقياك ياسيدي .. تقول صفوا قلوبكم واغسلوا ماعلق بها من ادران وانبذوا نعراتكم التي جاءتكم في آخر الزمان وستجدوني بينكم .. اينما توجهت ببصرك ستجدني .. اشحذوا سيوفكم بوجه كل ظالم وسترى ان سيفي اول سيف بين سيوفكم .. لاتسكتوا على الظلمه والطغاه وستجدني في كل حسينيه وجامع وفوق كل المنابر اوجه لكم خطبي ونصائحي تمسكوا بحبل الله القوي المتين وقولوا لبعظكم بعظاً نحن اولاد اولاءك العظام عندها سيرتفع شأنكم وتعلوا رايتكم وسيأتيكم نصر الله مباركاً مختوماً برحيق الفوز في الدنيا والآخره ..
ومن سألكم عني فقولوا له انه منا وفينا وبيننا
ولو كان راقداً في النجف لكنه في كل العراق انه امام المتقين وسيد الوصيين .. انه علي ابن ابي طالب .. انه العراق
طركاعه
9/9