النار والساطور ...
عنك.. يا قلبي عنك ..
دع عنك من كنت ترعاه في زمن الغفلة
تاريخ الحب مفقود وليل الليل في وهلة
قد كنت هناك أرعاك وأجوب التل إلى السهلة
أغلق ميقات زمني ويعود الهجر إلى أهله
عنك يا قلبي تمهل أصبحت في عمق زماني
ونسيت أنك مظلوم عند آنستي شيئا لا أعرفه
أنساك الوجد بوجداني
ونسيت آنستي تضحك .. منك من ليل أبله
ونسيت سفينتي أشجاني تبحر
بلا ربان تبحر .. للزمن الغابر
من ماض حرك أيامي وأشعل فيك أحلامي
ليرى آنستي تعلو على الجبل الحاضر بشموخ
ويصرخ قلبي في أعماق أعماقي
أنت النار والساطور
والحداد والنجار والزارع في بستاني
أشجار حنيني وورد القبلات الأحمر
تهيم بأيامي تسعى إليك يا أحلى قبلة
وجدتها في ديوان همومي
لقيتها كما يلقى الربان سفينته
ليرفع عليها أشرعتها لتمضي قدما
إلى مجهول الحاضر ولعنته
لا يدري إلى أين ولكن ...
تلك سفينة دنياه
بلا حدود .. بلا موانئ ..
في بحر لا يعرف أصدقاء
ليس لديه عنوان
فالبحر في عمق الآهات
تتجاذفه أمواج الظلمة المسحورة
في ليل لا صباح له .. في صبح لم يشرق نوره
تلك سفينة أيامي وسوط الدهر على كتفي
يذكر أمثالي بالهجر الموعود
ففي كل مساء تأتيني شهود وشهود
أقبل الليل فهو وفيٌ يغطي من تاه فيه
من يهرب من عذاب حبيبته
يدخل في ظلمة الحاضر .. من قاس وعنود
لا تسأل عني .. فلولاك ما جئت لعقل مفقود
لا تسأل يا من كنت رفيقي بدرب مسدود
لا تسأل .. ولا تسأل عني
كفاك عذابي آلمت عيوني
ألا تعرف ماذا صنعت بأيامي ؟ ..
كم كنت عنودا شقيا ؟.. كم كنت على قلبي قاس ؟..
وها أنت تراوغني بجحود بإصرار وعناد
فأنا من واد لا يعرف القسوة يا أهل الدنيا
من أرض لا تجهل زارعها
يسقيها لا يقطع أزهارها
وتزعم أنك ترعاها .. هل كنت ترعاها حقا ؟...
أنت تقطع أشرعتي .. وتكسر جنبات سفينتي
لتغوص في البحر الأهوج حتى تنعم آنستي بهدوء
على طرف الساحل من عمري
وتزعم أنها آنستي ....
أراها في عيني أفراحي بشموخ تمرح في زهو
أراها تسرق أفراحي .. وتلعب في قلبي في ريب
من ذكرى أشجت أيامي
من طيف حرك أحلامي ليزرع ورد قرنفل
ويترك سعاداتي تمضي بهدوء
وأرقب من فجر أيامي
أشكو لآنستي عمري
أرتب نبراس همومي وأسرج في الطيف خيالي
من بحر شقائي من ذاتي
من سيفي آنستي ..
من ذاك .. وهذا .. وذاك ..
أصبحت ركام ..
قد غط الشيب ولم يبقى في العمر كلام
آنستي أرادت لي بعيدا أن أبقى وحيدا
تمثالا للذكرى .. لتسمعني أحلى الأنغام
أهوى لي أم في الدرب سراب في شكل زحام
إنها آنستي ....
إنها النار والسيف والساطور ...
شعر : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق