تركتنا حتى قبل ان تلقي الوداع..
بعثت لك برسالة اخيرة...
لماذا اوهمتني انك بخير....؟؟؟؟
لماذا لم تحدثني بالوحشة والغربة التي تنتظرني ....وتنتظرنا ؟
لماذا يحلو لك دائما هذا المزاح...؟
هذا مزاح مر...دعك منه ...اتركه..
وادخل علينا الان...افعلها هذه المرة فقط...
الكل هنا بانتظار تكذيب هذا الخبر العاجل
هكذا... اصبحت خبرا عاجلا...وقدرا مستعجلا على تقويض امالنا؟
ابقيت لنا ارثا عظيما من الاحلام المضيئة..
وحفنة من المسرات التي لم تدشنها بعد...
وزعتها على خارطة ايامك القلقة... وسنواتك المهددة...
وودعتنا خبايا روحك وهي ترسم وتلون الغد... بالوان فارقها جسدكالواهن
وصفرة المرض اللعين...
حزنك الذي رافقنا رحلة القاهرة الاخيرة...
كان شريكك النهم الذي تلقى نجاحاتك بفم مفتوح...
ومواعيد الفرح التي خططنا فيها للقاء الاصدقاء هناك...
ونحن نتوعد للحمام المحشي وكيف ننقض عليه...
ودجلة وكيف نعانقها ونحن على ضفاف النيل...
وكيف ننسج من اشواقنا جسورا نصل عبرها الى مرافيء الوطن
كنت خلالها ساهما في مصيرك الذي لم يجرؤ على حسمه احد غيرك
حين قررت ان تموت...
وحين قررت ان تغمسنا في غمرة حزن اخضر كلون عينيك
حزن ندي لا يجف
كيف يمكن للقبر ان يستوعب موتك؟
وهل ستمضي الايام بعدك؟
لن اقول لك وداعا
سنلقاك حتما
في لحظة زمن هاربة من الوجع والاحزان...
انتظرنا ....انتظرنا ياحبيبي
فبعد رحيلك اصبح للموت معنى
(( منقــــول // للكاتبـــة هـــديل كـــامـل ))