تركيا تـسـتـبـيـح كردستان العراق
معاينة لآثار القصف التركي
تركيا تستبيح كردستان العراق مرة أخرى
كركوك تستمع لنصيحة المصالحة من رايس
عواصم ـ العرب اونلاين ـ وكالات: وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء الى كركوك فى زيارة مفاجئة للعراق ترمى الى دعم جهود الامم المتحدة للمصالحة الوطنية فى هذه المدينة المتعددة القوميات وتزامنت زيارة رايس مع الاعلان عن توغل القوات التركية، فى شمال العراق، ضمن مساعيها لاجتثاث مقاتلى حزب العمال الكردستاني، الذين يتخذون من المناطق الجبلية فى إقليم كردستان العراق، منطلقاً لعملياتهم ضد القوات التركية فى جنوب البلاد.
وزيارة رايس تهدف الى دعم جهود المصالحة التى يقوم بها موفد الامم المتحدة الجديد فى العراق ستافان دى ميستورا فى كركوك ""250 كلم شمال بغداد".
وتأتى هذه الزيارة فى حين توغل جنود اتراك صباح الثلاثاء فى كردستان العراق "شمال" لضرب مواقع مقاتلى حزب العمال الكردستاني.
وخلال هذه الزيارة القصيرة التى لم يعلن عنها لاسباب امنية ستلتقى رايس ممثلين عن الاكراد والعرب السنة والعرب الشيعة والمسيحيين والتركمان فى كركوك.
واعلن ديفيد ساترفيلد مستشار رايس فى العراق للصحافيين الذين كانوا يرافقونها ان وزيرة الخارجية اتت للترحيب بانضمام السنة مجددا الى المجالس المحلية الذين علقوا مقاطعتهم لاعمالها.
واضاف ان الادارة الاميركية ترى فى هذه الخطوة "تقدما كبيرا" بالرغم من استمرار مقاطعة الممثلين التركمان لاعمال المجالس المحلية.
وقالت رايس التى التقت ممثلين عن الاكراد والعرب السنة والعرب الشيعة والمسيحيين والتركمان "آمل فى ان اتطرق معكم الى طريقة مساهمة "فرق اعادة الاعمار المحلية" فى الازدهار وايجاد فرص عمل والمصالحة الوطنية".
واكدت على "اهمية المجالس المحلية لمستقبل العراق عراق ديموقراطى لجميع العراقيين بكافة اطيافهم".
من جانبه اوضح ساترفيلد ان ستيفان دو ميستورا ممثل الامم المتحدة فى العراق "ابرم قبل ايام اتفاقا بين بعثة الامم المتحدة فى العراق وكافة الاطراف لاحراز تقدم فى تطبيق المادة 140" فى الدستور العراقي.
وتنص المادة 140 من الدستور العراقى على "تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكانى واستفتاء فى كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول/ ديسمبر 2007".
الا ان التوترات العرقية فى كركوك كبيرة لدرجة ان رئيس وزراء كردستان العراق نشيرفان بارزانى وصف المدينة بانها "قنبلة موقوتة".
واعلن بارزانى الاثنين ان حكومته وافقت على تأجيل ستة اشهر موعد تنظيم هذا الاستفتاء كما اقترحت بعثة الامم المتحدة فى العراق.
ومن المتعذر حاليا اجراء الاستفتاء حول مصير كركوك وسط توتر فى العلاقات بين مكوناتها من العرب والاكراد والتركمان.
وقد اعلنت بعثة الامم المتحدة فى العراق قبل ايام ان القادة العراقيين وحكومة اقليم كردستان توصلوا الى اتفاق يمدد لفترة ستة اشهر عمل اللجنة مؤكدة وجود "صعوبات فنية ولوجستية تحول دون اجراء الاستفتاء قبل 31 كانون الاول/ ديسمبر 2007".
واعربت واشنطن عن ارتياحها لاستئناف الامم المتحدة نشاطاتها فى العراق التى كانت محدودة منذ الاعتداء الذى استهدف مقرها فى اب/ اغسطس 2003 واسفر عن مقتل ممثلها سيرجو فييرا دى ميلو.
توغل
وتزامنت زيارة رايس الى كركوك مع تأكيدات من اكثر من طرف بأن القوات التركية عبرت الحدود ودخلت العراق خلال الليل فى أحدث عملياتها العسكرية المحدودة ضد الانفصاليين الاكراد خلال الاشهر القليلة الماضية.
وقال مسؤول عسكرى تركى كبير طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان القوات التركية دخلت صباح الثلاثاء فى اشتباك محدود مع المتمردين الأكراد داخل العراق قرب الحدود التركية.
وذكر ان الجنود تدخلوا حين رصدوا متمردين من حزب العمال الكردستانى عبر الحدود وخلصوا الى انهم يخططون لهجمات مضيفا "رصدت مجموعتان من حزب العمال الكردستانى عبر الحدود وتقرر انهما يخططان لهجمات وتدخلت كتيبة من الجنود".
ونفى مسؤولون عراقيون حدوث اى اشتباكات وقالوا إن مجموعة تضم 300 جندى تركى دخلت المنطقة الكردية بشمال العراق الليلة الماضية وتوغلت بعمق كيلومترين أو ثلاثة صباح اليوم الثلاثاء فى منطقة غير مأهولة قرب الحدود.
وذكر مصدر عراقى أن الجنود الأتراك كانوا مسلحين تسليحا خفيفا وأنهم تحركوا فى منطقة كلى رش الجبلية الحدودية وانه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات.
وتلقى تركيا اللوم على العراق لفشله فى كبح جماح مقاتلى الحزب وأيضا على الولايات المتحدة لفشلها فى ممارسة الضغط على السلطات العراقية وحشدت تركيا 100 ألف جندى على الحدود وخلال الاشهر القليلة الماضية قصفت قرى عراقية وشنت غارات عبر الحدود بوحدات برية صغيرة.
وقال فؤاد حسين مدير مكتب رئيس كردستان العراق إن الحكومة تدين هذا التوغل وإن تركيا تريد نقل المشكلة إلى أرض كردستان العراق.
وقالت الولايات المتحدة التى تعتبر حزب العمال الكردستانى منظمة ارهابية الولايات المتحدة ولها 155 ألف جندى فى العراق ان تركيا اخطرتها مسبقا بالغارات الجوية التى وقعت فى مطلع الاسبوع. ولم تعلق السفارة الامريكية فى أنقرة على الفور على توغل الثلاثاء.
رد مع اقتباس
