الخطة الأمنية في شهرها الرابع تحقق نتائج متواضعة
القوات الأمريكية استعادت السيطرة على نحو ثلث بغداد

منتديات الفرات

مثيرة للقلق تلك هي الارقام المتسربة عن النتائج المتحققة حتى الان من الخطة الامنية لمدينة بغداد التي تقترب الان من اكمال شهرها الرابع على الرغم من الاف الجنود الامريكيين الذين تدفقوا على المدينة وفقا لاستراتيجة بوش الاخيرة.
فعلى الرغم من عشرات العمليات العسكرية التي نفذتها هذه القوات بالتعاون مع القوات العراقية من شرطة وجيش، وعلى الرغم من الاف الاشخاص الذين اعتقلوا او قتلوا على انهم ارهابيون، فان الحقيقة الماثلة تقول ان القوات الامريكية استعادت السيطرة على اقل من ثلث مدينة بغداد فقط. فهي الان تمسك بـ 146 منطقة، من اصل 457، وفقا لمقاييس النجاح التي حددها تقويم امني اخير اطلعت صحيفة »نيويورك تايمز« الامريكية عليه. وهذه المقاييس هي: حماية سكان المنطقة من الارهابيين، وتأمين حضور عسكري مؤثر ملموس فيها. وهذا لم يتحقق الا في المناطق المذكور عددها.
واذا اردنا ان نتخيل الزمن المتبقي لأكمال السيطرة على هذه المناطق، وطرد الارهابيين منها، فاننا سنكون في هذه الحالة بصدد ثمانية اشهر اخرى تقريبا، وهذا ما يوصلنا الى شهر يناير/فبراير من عام 2008. وبذا تكون الخطة متأخرة عن موعدها الاصلي بحوالي سبعة اشهر.
في البداية تحدث القادة العسكريون الامريكيون عن شهر يوليو كموعد لاكمال الخطة اعمالها وتحقيق هدفها بتأمين بغداد، ثم جرى تمديد الموعد الى شهر سبتمبر، والان بالقياس الى ما تحقق خلال الاشهر الاربعة، قد يجد القادة العسكريون انفسهم بحاجة الى تأجيل جديد.
ماذا بشأن المناطق الـ 311 المتبقية؟
امران: اما ان القوات الامريكية لم تبدأ بعد عملياتها هناك، او انها ما زالت تواجه »مقاومة« فيها.
لماذا؟
لأربعة اسباب:
اولا، لأن عدد القوات العاملة مازال اقل من المطلوب، حيث لم يكتمل عديد القوات الامريكية من جهة، ولم توفر الحكومة العراقية العدد الذي وعدت به من قوات الجيش والشرطة، من جهة ثانية.
وثانيا، لأن اداء القوات العراقية المتوافرة ليس جيدا بما يكفي لمواجهة الارهابيين.
وثالثا، لأن هذه القوات مخترقة سواء من قبل المليشيات الشيعية او السنية وهذا يجعلها غير فاعلة في تنفيذ الخطة الامنية.
ورابعا، لأن المليشيات الارهابية عرفت نقاط الضعف هذه بعد فترة من جس النبض شهدت انحسارا مصطنعا لعملياتها.
وهذا ما يفسر جزئيا عودة نشاط المليشيات الى بعض المناطق مرة اخرى.
وكل هذه المعطيات تجعل من كلام الجنرال فينسيت بروكس صحيحا حيث يقول »ان الخطة تمر الان بلحظاتها الحرجة«.
ومن اجل ان تتجاوز الخطة لحظاتها الحرجة، فانها بحاجة الى عدة خطوات واجراءات:
اولا، وصول عديد القوات الامريكية والعراقية الى العدد المطلوب. وهذا سوف يحصل على الجانب الامريكي على الاقل خلال الاشهر الاربعة المقبلة، حيث سيرتفع العدد الى 30 الف، اضافة الى ما سوف يتم نشره من قوات شرطة وجيش عراقية.
ثانيا، التأكد من ولاء القوات العراقية، وضمان بنائها على اساس الولاء الوطني وليس الولاء لانتماءاتها الطائفية او الحزبية، فضلا عن الاعداد المهني والعسكري الذي يجعلها قادرة على اداء وظيفتها بكفاءة عالية.
واخيرا، بناء جسور ثقة متينة بين القوات العراقية والامريكية التي تنظر الان بعين الشك الى الاولى، بسبب امتلاكها ادلة قوية على تورط بعض عناصرها باعمال ارهابية والتعاون مع المليشيات المسلحة.
سلحة.