لقد عجزت الثورة الأسلامية الأيرانية عن تحقيق أي تقدم سياسي أو أقتصادي وعجزت حتي عن توفير الطعام والحرية للشعب الأيراني منذ قيامها وخلال أكثر من الثلاثين عام الماضية. ولكن تلك الثورة والقائمين عليها مازالوا يحاولون بشكل يائس وعنيد تحقيق نصر ما في مكان ما لتخفيف الضغوط المتزايدة في أيران وتحجيم الغضب الذي ينتشر في أيران منذ الأنتخابات الرئاسية الأخيرة.
ولقد أتهمت هلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية مؤخرا أيران بمحاولة التدخل الواضح بشئون بعض دول الشرق الأوسط من خلال الأتصال المباشر أو غير المباشر بجماعات المعارضة في بلدان مثل مصر والبحرين واليمين. وأكدت كلينتون على أستخدام أيران لحزب الله اللبناني وحماس من فلسطين للأتصال بجماعات المعارضة في تلك البلدان من أجل التأثير على الأحداث الجارية ودفعها بأتجاه نموذج مشابة للثورة الأسلامية الأيرانية. وقالت أن أيران تستخدم الفراغ السياسي الحادث الذي نتج عن الأضطرابات الجارية بالمنطقة للتأثير على تلك الأحداث.
نحن العراقيون نعرف الكثير عن التدخل الأيراني في شؤن الدول الأخري وبخاصة في شؤن العراق ولقد كانت لنا خبرة مباشرة معهم وعانينا الكثير من سلوكهم الهدام الذي لايبالي بأرواح الأبرياء. فنحن نعرف كيف أنهم قاموا بتمويل وتسليح القاعدة وجيش المهدي والكثير من الجماعات المتطرفة الأخرى بالعراق وشجعهوم على قتل الكثير من العراقيين الأبرياء لا لشيئ غير الضغط على الولايات المتحدة بقبول التعامل مع النظام الأيراني. ونعرف كذلك أن أيران قامت بتمويل وتسليح حزب الله في لبنان وجماعة حماس في فلسطين وحرضتهم إلي محاربة أبناء وطنهم ودفع بلادهم إلي حافة الحرب الأهلية لا لشيئ غير الضغط على أسرائيل والغرب بقبول المشروع النووي الأيراني.
أن النظام الأيراني يحاول يائسا أقناع الأيرانيين وبقية شعوب المنطقة أن ثورته الأسلامية هي أفضل النماذج الناجحة في العالم والتي من الأجدر على الشعوب الأخري أتباعها وتقليدها في بلدانهم. أنهم يريدوا أقناع الجميع بأن الثورة الأسلامية الأيرانية مازال في جعبتها الكثير ويمكنها تحقيق المستحيل من النجاحات والأنجازات فقط لو أعطيت الفرصة لها وأختفت أسرائيل وأمريكا من على وجه الأرض.
نحن متأكدون أن النظام الأيراني لن يدخر جهد ولن يترك فرصة من أجل تضليل شعبه وبقية الشعوب الأسلامية حتي يؤمنوا ويقتنعوا بالمعجزة الأيرانية التي بوسعها تغيير وجه العالم. ومتأكدون كذلك أنهم لن يتورعوا عن قتل العراقيين الأبرياء وتمزيق لبنان بين شيعة وسنة ودفعه إلي حرب أهلية من تغيير التوازن بالمنطقة لصالح النظام الأيراني. ونحن متأكدون كذلك أن النظام الأيراني لن يدخر جهدا لدعم الجماعات الأسلامية في اليمن والبحرين ومصر بأمل التأثير على الأحداث الجارية ودفعها على ضرب الثورة الأسلامية الأيرانية والتي نعرف جميعا أنها قد فارقت الحياة منذ فترة طويلة ولاتنتظر غير دفنها في صفحات التاريخ المليئ بالتجارب الفاشلة والمشابة لنظام الشيوخ في أيران.


رد مع اقتباس
