أخي الكريم / أبو علي
تمنيت لو وضِع هذا الموضوع للنقاش
لإنه بالفعل تحتاج هذه الأسئلة لإجابة منكم يامعشر الرجال
جميل ٌ منك هذه اللفتة للتنبيه فهذا شعور جميل منك كونك أعلم بأبناء جنسك
لاأعلم لماذا الحياة الزوجيه تفقد بريقها مع مرور الزمن
بحيث يتضاءل ذلك الشعور العاطفي تدريجيا ً ويكون في قمة ِ أوجهِ في السنة
الأولى من الزواج . ثم مايلبث أن يتضاءل حتى يظهر في أحلك الحياة كتعب
أحد الزوجين وذلك
من خلال التعامل حيث تجد الزوجة تداري زوجها وتقوم على تمريضه وربما هو العكس
فحتي الهدايا أو الدعوة إلى المطاعم تبدو لاتظهر إلا في المناسبات بين الزوجين
هذا طبعا إن وُجِدت من الأساس بينهما .
تُصدق دائما يتبادر إلى ذهني لم َ تنطفىء حرارة الشوق والحب بين الزوجين ؟
يبدو أن هناك خلل من كلا الطرفين فعدم إدراكهما لإحتياجات كل منهما للأخر
يجعل روتين حياتهما هكذا وأقصد إهمال الجانب العاطفي الذي له تأثير
السحر في كلا الإثنين
فأرى لابد من كليهما المحافظة على ديمومة ذلك الحب وتوثيق عُراه من خلال تعويد
الزوج على مداعبته بكلمات الغزل , والتغزل به وإظهار الإهتمام به , والمحاولة في مشاركته
في إختيار أشياءه , جلب الهدايا له من غير مناسبه فبرأيي المرأة الذكيه التي تريد
إستمرار الحب لابد أن تكون على علم بكل مايحب زوجها كأن تعرف هواياته
وتقتني كل مايدخل السعادة إلى قلبه.
لا أحب المرأة الجامده التي تكون في البيت كالتحفة ليس لها من الزوج سوى المتعة
وتحضير الأكل والشرب لابد أن تكون المرأة حذقه تكون أخت وصديقة وأما أيضا له
وبالمقابل هو أيضا لم َ يستخسر أقل الأشياء كقول ( أحبك ) جرب أيها الرجل فلا تندم
تلك الكلمة الصغيره تعني إختصار عدة أشياء تكون حافزا لإعطاء المزيد
هناك رجال ياسيدي تأخذهم العزة بالإثم ويرون إنه لاداعي لمثل هذا
فيكون ذلك بالنسبة لهم أصبح من الماضي وإنهم وصلوا مرحلة الشيخوخه في
مشاعرهم بل أصبحت لديهم المشاعر عقيمه .
سأقول لك هذه القصة التي قرأتها :
زوج بعد ما لف العالم كله لوحده من دوله الي دوله.
وركب الطائرات حتى صارت عنده مثل سياره بالنسبة له
ولا في حياته فكر ان يأخذ زوجته وابنه معه..!!
فإن "ساره" زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة
من بعد..عشرين سنة
وكانت اول رحله لها بالطائره
ومع من؟!
مع أخيها البسيط..
الذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع
واخذها في سيارته البسيطه ووصلها الي المطار ..
وتمنت ان .. تركب الطيارة التي يركبها دائماً زوجها ويسافر لوحده ولا عمرها شافت الطائره الا بالتلفزيون والسماء
وقطع لها اخاها تذكرة ومعها ابنها محرماً لها
ولما وصلت اللي الدمام
وعند وصولها لم تنام ساره .. بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها
وكيف طارت في الفضاء .. بالجووو
طاااااارت! نعم طارت الطائره ياخالد
تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر..
مدهش !
فرحانه !
وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة
حتى ابتدأت ومن ثم وصف الدمام والرحلة إلى الدمام من بدئها الى نهايتها
والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها اول مره تجلس قرب البحر والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام
في رحلة الذهاب أما رحلة العوده فكانت في الطائرة
لطائرة التي لن تنساها إلى الأبد
كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها
وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة فرحاااانه
رأت من شوارع ومن محلات ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم
وكيف أن البحر يضرب بعضهم بالامواج
وكيف أنها وضعت يديها..
هاتين في ماء البحر
وذاقت طعم البحر فإذا به مالح .. مالح..
وكيف أن البحر في النهار أزرق وفي الليل أسود
ورأيت السمك يا خالد ..
نعم رأيته بعيني يقترب من الشاطئ..
وصاد لي أخي سمكة..
ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية..
كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها.
ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر.
رأيت الأطفال يبنون !! جبال ويلعبوون
ـ يووووه نسيت ياخالد صح .."
ونهضت بسرعه فأحضرت حقيبتها ونثرتها
وأخرجت منها "زجاجة من العطر" وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا
وقالت هذه "هديتي" إليك وأحضرت لك ياخالد
**احذيه** تستخدمها للحمام.
وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة.
لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها
فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية..
وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ولم يأخذها معه مرة
لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر
ولماذا يأخذها معه ونسى.
نسي أنها إنسانة..
إنسانة أولاً وأخيراً..
وإنسانيتها الآن تشرق أمامه ... وتتغلغل في قلبه
وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فما أكبر الفرق!!!
بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد
وبين الهدية التي قدمتهاهي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة
إن " الحذااء ** الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه
لها
فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر
وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة
التي تغسل ثيابه ... تعد له أطباقه ...أنجبت له أولاده ....شاركته حياته
سهرت عليه في مرضه
كأنما ترى الدنيا أول مرة ولم يخطر لها يوماً أن تقول له
اصحبني معك وأنت مسافر أوحتى لماذا تسافر
لأنها المسكينة تراه فوق .. بتعليمه وثقافته
وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولا قلب..
أحس بالألم وبالذنب.
وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً
ليس فيها يوم يختلف عن يوم..
فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرةفي حياته
ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين
قال لها: .. (((((((أحبك))))))) ..
قالها من قلبه....
..
وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة ..!!
وتوقفت شفتاها عن الثرثرة !!
وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام
ومن البحر ومن الطائرة !!
وألذ.....!!!!
رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج !!
بدأت بكلمة..
بكلمة صادقة..
((( فانهارت باكية )))
لك جزيل الشكر
دمت بخير
العنود