+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شهر رمضان دواء للنفوس والأرواح

العرض المتطور

  1. #1
    فراتي ذهبي مروان خالد is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    2,033

    افتراضي شهر رمضان دواء للنفوس والأرواح

    الحمد لله الذي أعزَّنـا بالإسـلام، وأكرمنـا بالإيمان، وجعلنا من أمةِ خير الأنام سيدِنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام،
    الحمد لله الذي جعل شهر رمضان دواءً للنفوس والأرواح، لِيُغَذِّي بذلك قلوبَ عباده المؤمنين، وليُربيَ ضمائرهم على المراقبة في السر والعلن لله رب العالمين،
    foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?ه جَلَّ في علاه، وأسأله أن يتجلى علينا في شهر العطاءِ والرحمة شهرِ رمضانَ العظيمِ بأنوارِه القرآنية، وأتوبُ إليه وأتوكل عليه وأسأله التوفيق لما يحبه ويرضاه. وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في محكم تنزيله: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) . وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خير من صام وقام، القائل: ((جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفْتَحُ أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم)) . اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه الكِرام الذين عالجهم الصيام، وهذبهم القيام، وأدبهم القرآن، (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) .

    عباد الله:
    أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإن تقوى الله خير طريق إلى الجنة. أما بعد:فيا أيها الإخوة المؤمنون: في هذا اليوم المبارك نستقبل شهر رمضانَ المعظمَ بنفحاته السماوية، وتجلياته القدسية ليكون ميدانَ خيرٍ وبركةٍ يستبق في ساحته المسلمون إلى طاعة مولاهم العظيم، فهو خير غائب ينتظر لما فيه من الخير والبِرِّ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)) . وفي رواية لمسلم: ((فُتِحت أبوابُ الرحمة)). ألا ما أعظم هذا الشهر وما أكرمه فيه يتقرب العباد إلى الله يرجُون رحمتَه ويخشَوْنَ عذابَه، وكم كان المسلمون السابقون ينتظرون حضور هذا الشهر لينالوا فيه الخير العميم والثواب العظيم، قال عبد العزيز بنُ مروان:(كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحَضَرَ فسلِّمه لنا، وسلِّمنا له، وارزقنا صيامَه وقيامه، وارزقنا فيه الجِدَّ والاجتهاد والنشاط، وأعِذنا فيه من الفتن).

    فما أحوجنا نحن المسلمين في هذا العصر إلى أن ندعوَ بهذا الدعاء ونقف عند معانيه ونتدبر مراميه فإن كثيراً من المسلمين اليوم إذا دخل هذا الشهرُ العظيم دخلت معه شهواتهم من طعام وشراب ولهوٍ وغفلةٍ عن الله سبحانه وتعالى فيقضُون نهاره في نوم وليلَه في سَهَرٍ ومتابعاتٍ للبرامج الهابطة في القنوات الفضائية وغيرِها فهُم المحرومون حقاً، البعيدون عن بركات رمضان، المنتهكون لقدسيته وخصوصيته.

    فتنبهوا لهذا يا عباد الله واعلموا أن سلفنا الصالح كانوا يَدْعُون الله ستةَ اشهرٍ أن يُبَلِّغَهُم رمضانَ، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم، وقال يحيى بنُ أبي كثير كان من دعائهم: (اللهم سلمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمْه مني متقبلاً). فاللهم اجعله لنا شهر خيرٍ ورشدٍ وأمنٍ وإيمان، واغفر لنا كُلَّ ذنبٍ سلَفَ وكان، واعتقنا من لفحات النيران، ولا تجعلْ فينا يا ربنا شقياً ولا محروماً ولا مطروداً ولا مُقَتَّراً عليه في الرزق، وأعِنَّا على الخير ياكريم يامنان، فإن المحرومَ من حُرِمَ بركاتِ هذا الشهر العظيم فَضَيَّعَ وفرَّط وقَصَّر، فلم يحفظ سمعَه، وبصرَه ولسانَه في هذا الشهر، ولم يشتغل بطاعةٍ مولاهُ والتَّعَرُّضِ لرحمةِ خالقه، فعن جابرِ بنِ سمُرَةَ قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين آمين آمين، قال:”أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله فقل: آمين قلت: آمين قال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين قال: ومن ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين )) .

    رمضانُ أقبَلَ بَعْدَ طولِ حنيني فيـه الهُدى فيـه بشائرُ ديني
    رمضانُ جئتَ بليلةِ القدر التي هي خيرُ ما في أشهري وسنيني

    فمرحباً بك يا رمضانَ رَوْحاً وريحانا، وأمناً وإشراقاً وصفاء، ومغفرةً من الله ورضوانا، مرحباً بك يا رمضان وحياً وإلهاماً وسلاماً وإسلاما، مرحباً بك يا رمضان قرآناً يتلى، وسنةً تُطَبَّق، وعلماً وحكمةً وهدايةً ورشاداً، مرحباً بك يا رمضانُ كرماً وسخاءً، وإنفاقاً وبِراً وإحسانا. مرحباً بك يا رمضانُ صياماً وقياماً وذكراً واستغفارا، مرحباً بك يا رمضان تراحماً وتعاطفاً وتزواراً وتألقاً. مرحباً بك يا رمضان عفةً ونزاهةً وعصمةً وطهارةً، مرحباً بك يا رمضانُ مدرسةً للصبرِ ومعهداً للحلم، وجامعةً تُدْرَس فيها الفضائلُ ومكارمُ الأخلاق. أهلاً بك يا رمضانُ يا شهرَ النصرِ والعزِّ والتأييد والتذكير للمسلمين بمجدهم التليد.
    شَهْرِ الصِّيامِ لقد علوتَ مكَرَّما وغدوتَ من بين الشهور مُعَظَّمَا
    يا صائمي رمضانَ هذا شهرَكم فيـه أباحكـمُ المهيمن مغنمـا
    يا فـوزَ مـن فيـه أطاع إلهه مُتَقرِّبـاً متجنبـاً مـا حرمـا
    والويل كلُّ الويل للعاصي الذي في شهره أكل الحـرام وأجرما

    عباد الله:
    لقد جاءكم شهر رمضان المبارك، وأقبلت عليكم ليالي الجودِ والعفوِ والغفرانِ فشُدُّوا عزمكم للصيام والقيام، وهيئوا أنفسكم لعمل الصالحات، والبعدِ عن المنكرات ونزهوا ألسنتكم عن فُحْش الكلام، ورطِّبوها بذكر الله من تهليل وتسبيح، واستغفارٍ وتلاوةٍ للقرآن، غُضوا أبصاركم عما حرم الله، وكفوا أيديَكُم عن أذى عباد الله، وانزعوا من قلوبكم الحقدَ والحسَدَ والعداوةَ والبغضاءَ، وارحموا من في الأرض يرحمْكم من في السماء فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدت الشياطين ومردةُ الجنِّ، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها بابٌ، وفُتِحت أبـواب الجنة فلم يُغْلَق منهـا باب. وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أَقْصِرْ ، ولله عتقاءُ من النار وذلك كلَّ ليلةٍ)) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم : ((الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفراتٌ ما بينهنَّ إذا اجْتُنِبَتِ الكبائرُ)) .

    فانهجوا ياعباد الله نهجَ الأبرارِ من أسلافكم، وسيروا فيه سيرَ الصالحين من أمتكم، فقد كانوا يقْضُون أيامَ رمضان ولياليَهُ بالصيام والقيام. والذكرِ والدعاءِ والاستغفارِ والمراقبةِ والمحاسبةِ، وصلةِ الأرحامِ، والعطفِ على البائسين والأيتام. نَقُّوا ألسنتَكُم من الكَذِبِ، وأعمالَكُم من الرِّياء، وأعيُنَكم من الخيانةِ، وطهروا قلوبَكم من الكبر والعُجْبِ والخيلاءِ حتى يتقبلَ الله منكم صيامَكم وقيامَكم ودعاءَكم وحتى تفوزوا مع الفائزين بدار النعيم (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا) .

    فاتقوا الله عباد الله وراقبوه في السر والعلانية، وتوبوا إليه توبةً نصوحاً واستغفروه إنه كان غفاراً، اتقوا الله واعلموا أن الصيام ليس الإمساكَ عن الأكلِ والشربِ فحسبُ، ولكنه إمساكٌ عن اللغوِ والرفث والصخَبِ والجدال في غيرِ حق، إمساكٌ عن الغيبةِ والنميمةِ وقولِ الزورِ وشهادةِ الزور، إمساكٌ عن الكذبِ والبهتانِ والهمزِ واللمزِ والأَيْمَانِ الكاذبَةِ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من لم يدع قولَ الزورِ والعملَ به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) . وقال أيضاً ((فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتلَه فليقل: إني صائم، إني صائم)) .

    وذلك تطبيقاً منـه لقـول الله عز وجل: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا) . وقال سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (إذا صمتَ فلْيَصُمْ سمعُكَ وبصَرُكَ ولِسَانُكَ).

    فـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .
    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين

  2. #2
    فراتي ذهبي egyptiantito is on a distinguished road الصورة الرمزية egyptiantito
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    2,307

    افتراضي رد: شهر رمضان دواء للنفوس والأرواح

    الللهم اجعلنا واياك من عتقاء النار في هذا الشهر
    اللهم امين
    تقبل مروري
    وكل عام وانت بكل الخير

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك