سؤال وجواب مهم
ـ إننا في بعض الأحيان نقول ياعلي فيسمعنا أحد الناس، فيقول: إن هذا شرك (و العياذ بالله) إذ إنكم تستعينون بالإمام علي (ع)، ولاتستعينون بالله عزة وجل ،فماذانقول لهم في هذه الحالة ، مع العلم إننا إذا قلنا يا علي ليس مشركين كما يدعون؟
لا شك أن حياة الإنسان قائمة على التوسل ببعض الأسباب الطبيعية لرفع حوائجه فالعطشان يتوسل إلى رفع عطشه من خلال شرب الماء و الجائع يرفع جوعه من خلال الطعام و... و كل ذلك يعد أمرا طبيعيا ما لم يفرض لهذه الأمور استقلالية في ذاتها اى تكون مستقلة عن الله سبحانه و هذا المفهوم هو عين التوحيد لا شي آخر: و على هذا الأساس يكون التوسل بالأئمة عليهم السلام أحد الأسباب لرفع حوائج الإنسان . و هذا لا يعنى الشرك بالله سبحانه ]الأمر الذي يلتبس على بعض الأخوة من الناس حيث لا يميزون بين التوسل و بين جعل الاستقلالية للائمه عليهم السلام مقابل الله سبحانه فيعتبرون التوسل شركا.
بل إننا في الواقع نتوسل بأهل البيت عليهم السلام توسل استشفاع فنقول »
اللهم و اجعل توسل به شافعا يوم القيامة نافعا« فنحن نطلب من الله قضاء حوائجنا و لا نطلبها من أهل البيت، إننا نستشفع بهم إليه اى نجعلهم شفعاءنا إلى الله في قضاء الله سبحانه و تعالى حوائجنا، على أساس أن الله أراد أن يكرم أنبياءه و رسله و أولياءه بان يشفعهم في قضاء حوائج عباده و أن يشفعهم في غفرانه و عفوه لعباده، فيمنحهم ذلك الموقع و تلك الكرامة و ليس معنى ذلك أن الشفاعة صورية بل هي حقيقيه، و لكن ضمن البرنامج إلا لهى فيما يأخذون به في فعلية الشفاعة لهذا أو ذالك و فيما يترك، على هدى قوله تعالى:(و لا يشفعون إلا لمن ارتضى و هم من خشيته مشفقون) الأنبياء
28 و لذلك نحن نقول إننا إذ نتوسل فنرفع الأمور إلى الله سبحانه و تعالى نتوسل بالله في ذاته و بحقهم اى مما جعل الله لهم من حق في هذا المجال. و ليس شركا بالله بل هو مظهر لتوحيد الله فأنت عند ما تطلب حاجتك إنما تطلبها من الله سبحانه و تعالى و تجعل رسول الله و وليه بابا من الأبواب التي يمكن أن .يفتحها الله لك بما جعله الله له من ذلك و هذا لا مانع منه.