رمضان في العراق
محمود: سمك دجلة والفرات لا يفارق مائدتي
الدكتور محمود رزاق الحكيم، أستاذ جامعي في جامعة سطيف بكلية العلوم الاجتماعية، روائي وشاعر وباحث في التاريخ الإسلامي، جاء إلى الجزائر في 1970 رفقة زوجته. وبعد مشوار أكاديمي في جامعات الجزائر، عاد إلى موطنه سنة .2009
يروي محمود يوميات الشعب العراقي خلال شهر رمضان قائلا: ''لا أخفيكم سرا، شعبنا العراقي يعيش ظروفا مأساوية، الكهرباء تقطع عنه لمدة 6 ساعات يوميا، والبنى التحتية تعيش وضعية مزرية. غير أن المستوى المعيشي ارتفع نوعا ما، فالأجور تحسنت، والمواد الغذائية تدخل إلى الأسواق بوفرة''. ومع قرب شهر رمضان، يقول محمود، نعيد طلاء الجدران والمنازل، ونجدد أواني المطبخ ونخزن المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، حتى لا نضيع الوقت في الذهاب إلى الأسواق. يحضر الأغنياء من الشعب العراقي، خاصة التجار، ما يعرف هنا ''بموائد الميسورين''، خاصة في النجف والكوفة، وهي تعادل موائد الإفطار في الجزائر، غير أن الفرق بينهما هو أن هذه الموائد مفتوحة في رمضان للجميع، بمن فيهم الأغنياء، حتى يحس الفقراء بأنهم سواسية مع الأغنياء.
وعن الأكلات الشعبية التي تلازم مائدة العراقيين، يقول محمود: ''الأرز وشوربة العدس، أمراء على مائدة العائلة العراقية، زيادة على ما يعرف بـ''تاجين الأرز''. ومع تعودي على الأكل الجزائري المميز والفريد من نوعه في العالم، فأنا أتعب كثـيرا في التأقلم مع نمط الأطباق العراقية الثـقيلة على المعدة''. ويعترف محمود بافتقاده بشكل لا يوصف شوربة الفريك. أما ما يميز العراق عادة، فهو عدم خلو المائدة من السمك النهري الذي يصطاد من نهري دجلة والفرات. وبعد الإفطار، يركز الدكتور على تلاوة القرآن الكريم كثـيرا والاستغفار من الذنوب والخطايا، فيما تفتح شهيته على الآخر للقراءة في شتى المجالات، خاصة في التاريخ والأدب.
منقول عن جريدة الشروق الجزائرية