مقدمة للدخول
يسعدني ان اقدم مشاركتي الاولى الى منتديات عراقية تحمل اسم اقدس نهر هو الفرات
ذلك النهر الذي شقة جبرائيل بجناحه وأستشهد عليه خير شباب اهل الجنة وسيدهم
واصحابة البررة الميامين سلام الله عليهم اجمعين
يضعُ نهر (الفرات) بضلاله على مجمل الرواية البكائية السردية كربلاء, والممتدة على طول العصور. مشكلاً عنصراً لافتاً فيها, فمجمل الأحداث تدور حول النهر, او تتعلق بشي من أجزائه. فالاستشهاد بجانب النهر يرسم صورتين بحجم الفرات البطولة في الصبر والصمود والمأساة في طريقة القتل والاغتيال.
هذه الصورة شكلت امتداد تاريخي –وموضوعي للنهر في القرآن الكريم, فالنهر في كربلاء صورة-ظل للنهر في قصة طالوت, فجريان الماء وانسيابه لون من ألوان الإغواء الجسدي والافتتان الوجودي للعطشى والمنهكين.
فالنهر في المشهدين انتقل من الوجود الفطري الصامت, إلى الوجود الفاتن والمثير, وفي مرحلة لاحقة للوجود الموحي والمبكي, فهو لم يبتعد كثيراً عن شجرة آدم التي اختزلت في ايحاءاتها الخلود حين اختزل البقاء والوجود.
غير أن النهر في كربلاء كان أشد قسوة وأكثر ألماً من نهر طالوت, فجنوده لم يحرموا ارتشافه حين لامسته أقدامهم وداعبته أيديهم. غير أن النهر في كربلاء كان سوطاً من سياط الجلادين في وجه الأطفال والنساء, وكان حربة في يد إبليس يرميها في صدور المتألهين بالجمال الأبدي ..
والنهر في المشهدين كان مرحلة التحدي الأخيرة قبل الفتحين (النصر والشهادة) , والنهر في المشهدين كان الفيصل بين الأخيار والأشرار "فالجنود في الظاهر مع طالوت لكن لم يتحقق بعد أن الذين هم مع طالوت من هم، ثم النهر الذي سيبتليهم الله به سيحقق كلا الفريقين و يشخصهما فيعين به من ليس منه و هو من شرب من النهر، و يتعين به من هو منه و هو من لم يطعمه" [1]
إذاً النهر والجنود صورة رمزية لاجتياز الرغبات الجامحه ’ نحو النصر ماداما البقاء للاقوى في غابة الحياة, لذا من المهم اجتياز نهر الذات من أجل النصر, والنهوض والتحول. إنه المشهد الدرامي الأكثر غرابة حين يسقط البطل (المنتصر) ويتسربل في دمه بجنب النهر العاجز والضعيف.
***
[1] تفسير الميزان –تفسير الاية 249
***
من الفرات نبتكرُ التهجي
عتابٌ لا يقابلهُ عتابٌ
وذنبٌ لا يطهره ُ العقابُ
**
أذيب الفجر في حجر الشظايا
فسال الضوء من فمهِ لعابُ
**
فراشات التامل سرنَ لاءً
بسرب الكيف؟ الّفها الذهابُ
**
فهذي الشمس تبحر في سمائي
ويحكي ضوء قصتنا اغترابُ
**
لعيشِ خلف قضبانِ المرايا
واهلٍ في ضريح البحر غابوا
**
علوا في اثر ناي الحزن نجما
على رمش الضحى دمهم شبابُ
**
رأوا وطنا يمدّ بياض كفٍّ
فمدّوا الروح كفّا واستجابوا
**
فظلّ الترب يلثمُ في دماهم
ولو الله قبّلها السحابُ
**
وارضٍ منذ فجر الخلق كانت
كعين الشمس يخشاها اللجابُ
**
غريب الريح ان مرّت رباها
رماح الارض يخطئها الحسابُ
**
اتتها الف قارعةٍ وليلٍ
واركان السماء بها اضطراب
**
فصلّت خلفها سحب الاماني
وخلف الخلف ما قتل الجوابُ
**
تجرّح في رياض الماء نهرٌ
واجرى دمع ضفّتهِ اكتئابُ
**
ومرّت نشوةُ الاحزانِ سكرٌ
تحيّر في تناقضها اللبابُ
**
ولا حت خلف اقبية الثواني
سنينا شاخ يحرسها الغيابُ
**
نعم في اثر هذا الغاب ضوءٌ
سيغسل كل ما اخفى الضبابُ
**
ويُكشَفُ بعد صمت الصبر زيفٌ
يورّق كل من صلوا ونابوا
**
تعالي غيمة الوجدان جفّت
رياضُ الروح راحتها العذابُ
نواعير الكلام على حروفي
ترقرق في تلألإها عتابُ
**
لماذا نزعةُ الانسان داءٌ
وزيفٌ في تلونهِ عجابُ
**
أما يدري بفجر الروح لمّا
تشعشع في عوالمها الكتابُ
فلاحت دورة الايام طيفا
وكيف الدهر يشربهُ الاياب؟
**
تُكسّرُ بين اضلا عي الحكايا
ويسرحُ في تامّليَ الخطابُ
وتحضنني الاماني الفَ وجدٍ
فاعرضُ حين يرفضها الثوابُ
**
ولي شرف التفرد في سنينٍ
حصيل الجمع في يدها سرابُ
**
نعم سنعانق الالام افقا
ليشرق بين اضلعنا الترابُ
ونمضي في دروب الماء صوتا
يشع الخير يمقتهُ الخرابُ
**
ويفخر في قبائحهم شخوصٌ
كاّنّ الفخر في الدنيا انقلابُ
**
وتقطر من رذائلهم بحورٌ
فهم في الزعم ان ساؤا ذئابُ!!!!
**
ونفخر اننا ابناء شمسٍِ
وبدرٍ ليس يعلوهم شهابُ
**
اذا مرّ الضعيفُ بنا تقوّى
وإن خطأٌ يصحّحه الصوابُ
**
ونعفوا في التمكن عن مسئٍ
فيبقى في الضمير له عقابُ
**
من الفرات نبتكر التهجي
بحرف الافق تشرقه الهضابُ
وتزهرنا الحكايا بعد عمرٍ
ثلوجاً سرّ بقياها التهابُ