الاحتراق!..
إن الاحتراق عملية سلبية -كما هو معلوم- ولكن ليس كل احتراق له معنى سلبي،
فمثلاً: الاحتراق الذي يكون في السيارة،
هذا الاحتراق أمر مبارك؛ فلولا الاحتراق لما وجدت الحركة في عالم السير..
إن الذي نفهمه نحن من معنى الاحتراق في هذا المجال: أن نور الله -عز وجل-
إذا سطع على وجود؛ جعله متجانساً وعلى حد سواء..
فلو أن هناك بستاناً احترق، وهذا البستان فيه أشجار مختلفة الثمار؛
فإن كل الأشجار والثمار تتحول إلى فحم وتفقد هويتها،
وتصبح ذات لون واحد.. كذلك المؤمن إذا احترق بهذه النار،
فإن وجوده يصبح وجوداً متجانساً في كل مراحل الحياة..
وهذا الذي يشتكي منه الناس جميعاً: أنهم في شهر رمضان متألقون،
وفي الحج متميزون، وفي شهر محرم حسينيون،
ولكن بعد ذلك تُفقد كل هذه المكاسب، ما ذلك إلا لأنهم لم يحترقوا!..
وإلا لو احترقوا، لكانت الأيام كلها على حد سواء.