القوات العراقية تشدد من اجراءاتها الامنية عقب خروج القوات الامريكية القتالية من المدن
ايمن امين
خاص لموقع موطني
شددت قوات الامن العراقية من عمليات التفتيش والانتشار في شوارع العاصمة في خطوة عدها المسؤولون الامنيون جزء من الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها قيادة عمليات بغداد للتصدي باسرع وقت ممكن للجماعات المسلحة.
واشار المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في اتصال مع مراسل (موطني) ان هذه الاجراءات جاء التخطيط لها في وقت سابق استعدادا لتولي كامل المسؤولية الامنية داخل احياء وضواحي العاصمة بعد خروج القوات الامريكية القتالية من داخل المدن العراقية في الثلاثين من شهر حزيران الماضي.
وكانت شوارع بغداد شهدت مطلع الشهر الحالي انتشاراً مكثفاً لوحدات من الجيش والشرطة وذلك عبر نشر نقاط السيطرة وباعداد مضاعفة عن نقاط التفتيش التي كانت متواجدة قبل خروج القوات الامريكية القتالية فضلا عن تسيير العديد من الدوريات التابعة للشرطة حيث يوضح اللواء قاسم عطا بهذا الشأن قائلاً "كما تعلمون فأن حجم القوات المكلفة بحماية بغداد جرى العمل على رفع عديدها لتصل الى نحو مئة وعشرين الف عنصر من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية وهو عدد كبير يلبي الحاجة من وجهة نظر القائمين على قيادة عمليات بغداد بما يؤمن الحماية اللازمة للمدينة".
التواجد المكثف للاجهزة الامنية لم يقتصر على زيادة عناصر الجيش والشرطة في شوارع العاصمة فحسب بل شمل ايضاً نشر العشرات من المدرعات التابعة للجيش فيما يسمى بالمناطق الرخوة امنياً والتي بحاجة الى التركيز عليها وبحسب المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد فان المتابعة الدقيقة لمجريات الاحداث الميدانية والتاكيد على ضرورة التزام الوحدات العسكرية المتواجدة على الارض بالاوامر الصادرة لها والالتزام بتطبيقها حرفياً يجري التركيز على ضمان تنفيذه من قبل المراجع العليا في قيادة عمليات بغداد باعتبار ان الضبط العسكري وعدم الغفلة يشكلان عاملين مهمين في الحفاظ على استقرار المدينة, كما وتشمل الاجراءات الامنية ايضا نشر العشرات من اجهزة الكشف عن المتفجرات لنقاط التفتيش المنتشرة في جميع الشوارع الرئيسية في المدينة وذلك لتسهيل عملية التعرف على السيارات الملغمة او التي تحتوي على مواد متفجرة بداخلها, اما مداخل العاصمة فجرى اتخاذ استعدادات مبكرة لها وذلك عبر تنظيم عملية دخول المركبات الى بغداد عبر ثمانية بوابات رئيسية جرى انشاؤها مؤخرا حيث تحتوي كل بوابة على نقاط تفتيش كبيرة تحتوي على اجهزة سونار خاصة بالكشف عن المتفجرات يجري من خلالها تدقيق كافة المركبات والمواطنين الراغبين بالدخول الى المدينة وذلك للحيلولة دون حصول اختراقات امنية خطيرة وعرقلة وصول الاسلحة والمواد المتفجرة الى يد الجماعات المسلحة والتنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.
جدير بالذكر ان القوات العراقية كانت اثبتت قدرة عالية خلال الايام القليلة التي اعقبت خروج القوات الامريكية القتالية من بغداد على ادارة الملف الامني والتحرك بشكل اوسع نحو مطاردة المسلحين وتحجيم دورهم ما رفع من ثقة العراقيين باجهزتهم الامنية الحكومية في قدرتها عالى تأمين الحماية اللازمة لهم ولعوائلهم فيما ابتعدت دائرة الشكوك التي كانت تحوم حولها ودحضت جميع الاقاويل التي كانت تروج ضدها من عدم اكتمال جاهزيتها وصولاً الى ضعف قدراتها التعبوية واللوجستية.