بسم الله الرحمن الرحيم
إن ديننا الإسلامي لم يقتصر على تحريم الخبائث الضارة بالإنسان فقط ــ والتى تفسد صحته وفطرته السليمة التى
خلقه الله عليها ــ وإنما ذهب أيضاً لتوجيه الناس إلى الطيبات من الأغذية التى تنفع أبدنهم وتحفظ صحتهم 0000
قال تعالي فى كتابه الكريم :ــ
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
[البقرة : 172]
وقد أشار القرآن الكريم فى العديد من الأيات ــ بالإضافة إلى ما سبق ذكره ــ إلى أنواع كثيرة من الطيبات منها :ــ
لحوم الأنعام :ــ قال سبحانه :ـ
(( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ))
[غافر : 79]
اللبن قال تعالى :ــ
((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ ))
[النحل : 66]
صيد البحر قال عز وجل :ــ
(( َهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
[النحل : 14]
وقد أشار القرآن الكريم ــ أيضا ــ إلى بعض النباتات مثل :ـ
[ التين والزيتون والنخيل ( والطلع) والعنب والرمان و........ ]
قال تعالى :ـ
(( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))
[الرعد : 4]
وقال سبحانه وتعالى :ــ
((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ))
[التين : 1]
وقال عز وجل :ــ
((وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))
[الأنعام : 99]
وقال تعالى :ــ
(( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))
[الأنعام : 141]
وقال سبحانه :ــ
(( يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))
[النحل : 11]
وقال جل ذكره :ــ
((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24 ) َنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25 ) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً(27)
وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً(30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً(31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)
[سورة: عبس]
ولو نظرنا وتأملنا وتفكرنا ــ كما حثنا ربنا عز وجل ــ فى عظيم خلقه سبحانه وتعالى ،وبديع صنعه جل وعلا
وحسن وجمال وكمال تصويره 00 الخالق البارئ المصور ، بديع السماوات والأرض ، العليم الحكيم الخبير ،
الواحد الأحد الفرد الصمد 0
ثم تدبرنا ــ بما وهبه الله لنا من عقل وعلم ــ فيما كشفه الله لنا من الآيات خلقها وصورها فأحسن صورها ،
لايسعنا إلا أن تقول :ــ
(( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))
[آل عمران : 191]
وإذا طبقنا ذلك على بعض مما رزقنا الله به من الثمرات التى نراها ونتناولها يوميا فى طعامنا لوجدنا فيها من
الإعجاز الجمالى ( اللون والشكل والطعم والرائحة ،و.... ) والعلمى والطبى وغير ذلك من ألوان الإعجاز الكثير والكثير
ولو أخذنا جزئية بسيطة من هذه الإعجازات التى حباها الله تلك الثمرات 000 كللون مثلاً ، وتأملنا فيها ملياً ،
وأمعنا النظر فى هذه الألوان الخلابة الجميله لبعض الأطعمة التى أنعم الله بها علينا مثل الفواكه والخضروات
لوجدنا فيها متعة خاصة وجاذبية شديدة يسيل لها لعاب الناظرين ، وتسعد العين بالنظر إليها قبل أن يتمتع الفم
بتذوقها 0
ولا يقتصر مافى هذه الألوان من عظمة وإعجاز على هذه المتع والنعم الظاهرة والمحسوسة التى تشبع أحاسيسنا
وحواسنا بل يتعداها إلى ما تعكسه هذه الألوان بتعدداتها وتعدد درجاتها وامتزجاتها من فوائد غذائية وصحية
شفائية إعجازية كبرى كشفها لنا العلم الحديث بإذن من الله وبفضله ومَنُه وكرمه0
ومن أوجه هذه العظمة الإلهية وهذا الإعجاز الربانى :ــ
أن هذه الألوان (الصبغيات ) بتركيبها الكيميائي تدخل تحت مسمى الكيميائيات النباتية (Phytochemicals)
التى هى تلك المجموعات الباهرة من المواد المكتشفة حديثا ــ المكافحة للأمراض المزمنةــ كمواد مضادة
للأكسدة ومضادة للسموم ، ومانعة ومضادة للأورام ومقوية لمناعة الجسم 0000
وأن هذه الكيميائيات ليست فى حقيقتها سوى مرادفات لذات الألوان التى تتلون بها هذه النباتات ، اى أن الفائدة
واللون هما فى الحقيقة شئ واحد ، و سوف نستعرض بإذن الله ـ بعضا من الفوائد هذه الألوان فى أقسام آخرى
كما أوضح خبراء التغذية فى أبحاثيهم 000