سأسرد لكم قصة (الحجية صبرية) كما سمعتها من ابنها عباس ، اعرف الحاجة طال الله في عمرها عن قرب : مستقيمة ،حادة الطبع ،لا تجامل على حساب الحق ،تصرف جل وقتها لتربية أولاد أولادها وتصلي .
بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية في العام 91،وبعدما علمت بما حل بمراقد الإمام علي والإمام الحسين وأخيه العباس (ع) ، امتنعت عن الذهاب إلى النجف وكربلاء .
لم يعرف احد منا سر امتناع (الحجية) ،لكن ابنها عباس سرني وقتها قائلا:"الحجية زعلانه على الإمام علي والإمام الحسين والعباس (ع) "!. استغربت كلامه،سألته لماذا؟. أجاب: الحجية تقول:"إذا ما يأخذون حقهم من السوه بيهم هيج ما اروحلهم بعد !".
نفذت الحجية وعيدها ،ولم تذهب إلى النجف وكربلاء بعدها !.
عندما قتل حسين كامل ،عرض أولادها عليها الذهاب لزيارة الأئمة ،لان الله استجاب لطلبها وهلك حسين كامل ،وهو المسؤول عن الخراب الذي حل بالمراقد الشريفة ،لكنها امتنعت ،بعد الإلحاح عليها استجابت.ذهبت للنجف وكربلاء ،ولم تغادر السيارة ،ولم تزر المراقد وقالت:"إذا الله كتبلي عمر أزورهم غير وقت ،من ياخذون حقهم بالكامل".
لم تذهب ثانية لزيارة الأئمة إلا بعد سقوط نظام صدام ،لم تدخل ضريح الإمام علي والإمام الحسين والعباس (ع) إلا بعد إعدام صدام !.
عاد (الزعل) إلى الحجية مجددا قبل أعوام، بعد تفجير ضريح الإمامين العسكري والهادي (ع) وقررت عدم الذهاب إلى سامراء وامتنعت عن زيارة مرقد الأماميين ،إلا بعد ان "ياخذون حقهم من الفجّرهم" هكذا قالت الحجية .
يوم أمس اتصل بي ابنها عباس ،واخبرني بتفاصيل قصتها مع الإمامين (ع)،وقال:"على الرغم من المرض الشديد الذي أصابها مؤخرا ،لكنها مصرة على الذهاب إلى سامراء لزيارة الإمامين (ع) ، وتقول" شفتوا حوبة الأئمة شلون جابت المصري والبغدادي للثرثار قريب على مكان الكبة الفلشوهه؟ وشلون اتفلشت بيوتهم عليهم مثل ما فلّشوا ضريح وقبة الإمام ، لازم ازور الإمامين (ع) لأنهم اخذوا حقهم من الرؤوس الجبيرة ".
الحجية صبرية تصالحت مع الأماميين(ع) ، بعد ان اخذوا بحقهم من البغدادي ،وأبو أيوب المصري حسبما تعتقد .
قد ينسب النجاح لقوات الأمن ،وقد ينسب لخطط أمنية ، وتخطيط وجهد استخباري عراقي ومساندة أمريكية، لكن الخيط الخفي في القضية، والسؤال المهم ، لماذا حل بتنظيم القاعدة ما حل مؤخرا ؟
قال قائل: لأنهم فكروا بتفجير قبة الإمام علي وكان القصاص سريعا .
اعتقد إنها نهاية طبيعية لكل عملية إجرامية ،ولكل مجرم لم يراعي حرمة في دماء الأبرياء وممتلكاتهم. نهاية طبيعية لكل من ينتهك مقدسات الناس ،سواء كانت أضرحة، أو جوامع، أو حسينيات، أو كنائس ،أو معابد لطوائف وديانات أخرى .نهاية طبيعية لمن يتخذ من العنف منهجا لتحقيق أهدافه ،ولمن لا يترك للحجة وللحوار مجالا ،ولمن يكّفر جميع من يخالفوه الرأي.
لا أريد ان اقلل من مقدار قناعة واعتقاد (الحجية) وهو اعتقاد جمهور واسع وكبير من العراقيين. لكني اعتقد:ان الاقتصاص من المصري والبغدادي جاء باسم كل الضحايا العراقيين. باسم: من قتلوا ،وفجروا ،وغيبوا ،وخطفوا .وباسم: الحرمات المنتهكة، الأضرحة المقدسة ،والمزارات ،والجوامع ،والحسينيات، والكنائس،والمعابد.باسم:دموع اليتامى، والأرامل ،والأمهات والإباء الذين فجعوا بأولادهم. باسم: كل قطرة دم أريقت،وأبنية هدت،وشوارع تحطمت، وأملاك عامة دمرت وانتهكت، ومال عام سرق .باسم: كل عائلة هجّرت. باسم :كل من تغرب وترك بلده العزيز تحت تهديد حراب القتلة.
هذه رسالة لكل المجرمين الأحياء، سواء كانوا إفرادا ،أو دولا، أو جماعات، وفي القادم من الأيام سيكون الرد ابلغ، عندما تصيب لعنة الدماء العراقية المسفوكة ظلما الدول التي ساعدت ،ودعمت،وخططت ،ومولت الإرهاب.
حينما تكشف الحقائق ،وتسقط البراقع عن أصحاب المناصب الرفيعة ،ستسقط كل الأقنعة التي سترت المجرمين الذين اختبئوا خلف حصانة المناصب ، وساعدوا القتلة ومكنوهم من الشعب!.
البغدادي والمصري مجرمون مفضوحون لكن ما وجد من وثائق سيفضح حتما أسماء كبيرة ستقع في قادم الأيام .
لا تستعجلوا القصاص، دماء العراقيين ومظلوميتهم هي امتداد لدماء ومظلومية الإمام الحسين ع،كان الحسين ع واثقا من انتصار دمه على سيوف البغي، ونحن واثقون من انتصار دمائنا على همجيتهم .
مبروك للحجية صبرية تصالحها مع الأماميين ،ومبروك لكل العراقيين قصاصهم من القتلة.
هذا الموضوع
من الاستاذ حسن الخفاجي