كلُّ حُكامك يا عراق زيف
من عوجها وبغدادِ والريف
لا علت رايتهم قط ولا بانوا
في مساكن الرجالِ الخيف
منهم من اتخذ جحر الفأر
ومنهم من نفخ نفسه بالجيف
سيان عندنا آمرك يا عراق
فلا خيراً بربيعكَ ولا بالخريف
من لاذ بالجحورِ ابن زنا
وأبناهُ عاثوا الخراب الحفيف
وتنزهت عنهم يا عراق بعزكَ
وتقرهم كما تقرُ القرى الضيوف
وأبن الزناة ما يرتجى منه
إذ كانت أمه على الرجالِ تطوف
نصب العدى لكلِ موالٍ
فراح يدميهم الموت حر الحتوف
فلا ألوم من يبكيك يا قزمُ
فهو ملء أنفاسه دمٍ وكهوف
لله درك يا عراق من صابرٍ
تحملُ جهالاتهم وهذي الصروف
كلما لاحت بصائرهم عموا
لأنهم لم يتعلموا معنى الشغوف
لا تضحك مني إن هجوته
فإني أبصر من بقلبي يطوف
دماً وعزةً وكبرياء ذاك
ما بصرتهُ يا ضاحكٍ يوم الطفوف
أترتجي من له الذلِ مهابةً
فهو لنفسهِ لم يكن مألوف
أنا أرتجي سيداً كريما
عند بابهِ بالحبِ تلوذ ألوف
هو شفيعي يوم الحشرِ
وطريقك يا هذا للنارِ مخوف