روي أن هرقل بعث رجلا من غسان وأمره أن يأتيه بخبر محمد ، وقال له : احفظ لي من أمره ثلاثا : انظر على أي شئ تجده جالسا ، ومن على يمينه ، وإن استطعت أن تنظر إلى خاتم النبوة فافعل ، فخرج الغساني حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله فوجده جالسا على الارض ، ووجد علي بن أبي طالب عليه السلام عن يمينه ، وجعل رجليه في ماء يفور ، فقال : من هذا على يمينه ؟ قيل : ابن عمه ، فكتب ذلك ونسي الغساني الثالثة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : تعال فانظر إلى ما أمرك به صاحبك ، فنظر إلى خاتم النبوة ، فانصرف الرجل إلى هرقل ، قال : ما صنعت ؟ قال : وجدته جالسا على الارض ، والماء يفور تحت قدميه ، ووجدت عليا ابن عمه عن يمينه ، وأنسيت ما قلت لي في الخاتم ، فدعاني فقال : " هلم إلى ما أمرك به صاحبك " فنظرت إلى خاتم النبوة ، فقال هرقل : هذا الذي بشر به عيسى بن مريم ، إنه يركب البعير فاتبعوه وصدقوه ، ثم قال للرسول : اخرج إلى أخي فأعرض عليه فإنه شريكى في الملك ، فقلت له فما طاب نفسه عن ذهاب ملكه . (1)
--------
(1) البحار ج20ص378
__________________