من منهم اقل شرا , أيران , القاعدة أم امريكا؟
أفهم تماما لماذا يوجد العدد الكبير من العراقيين ممن يريد رحيل قوات الاحتلال الامريكية من العراق, فالكثير يتمنى خروجهم البارحة فبل اليوم ان صح التعبير. انه لامر طبيعي بان نرى الغالبية تريد خروج قوات عسكرية اجنبية دفعة واحدة ولكن يجب أن نكون حذرين من عواقب امنياتنا !!!
العديد منا ممتن للولايات المتحدة للتخلص من الطاغية ، ولكن كثيرين فقدوا أحباءهم خلال الغزو -- أو في الأعوام الثمانية منذ الاحتلال على يد الارهابيين والمقاتلين الاجانب الذين جاءوا ليفرضوا عقيدتهم النجسة علينا عندما رأوا فرصة لذلك في سقوط صدام. الكثير يتأسف على وجود القوات الامريكية وهذا الامر مفهوم تماما.
ولكن دعونا نلقي نظرة الى المستقبل. دعونا نتصور أن الولايات المتحدة سوف تغادر بحلول نهاية العام. من الذي سيسد فراغ السلطة بعد رحيلهم؟ إيران أم مقتدى الصدر وجيش المهدي أم تنظيم القاعدة؟
أنا لا أحب الاميركيين كأي شخص عراقي آخر ، ولكن يجب أن أعترف ببعض الأشياء :
فرق إعادة إعمار المحافظات الامريكية تقوم بعمل جيد. يبنون المدارس والمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء ومحطات معالجة المياه و يقومون بتدريب الأطباء والممرضين والمهندسين والمزارعين و بالتأكيد لم و لن ارى القاعدة او جيش المهدي يقومون بمثل هذه الامور كما انني لا أرى ايران تقوم بمثل هذه الامور. على العكس ، أرى إيران تقصف قرانا الحدودية. أرى ايران تحول المياه من شط العرب. أرى ايران تحتل آبار النفط في ما يسمونه "الأراضي المتنازع عليها."
سواء كنت من السنة اوالشيعة او من المسيحيين حتى لو كنت ملحدا، يجب أن تكون صادقا مع نفسك وتعترف بأن إيران ليست بجارا جيدا للعراق.و هذا أمر مؤكد فقبل 23 عاما كنا مع حربا دامية معهم و قتل مئات الآلاف منا في ثماني سنوات من القتال ، وترك عدد لا يحصى من الارامل.
أما السيد مقتدى فانه ليس الا ناطق باسم إيران. و حتى عندما كان يخفتي فان اختفاءه كان في إيران. مقتدى إما ان يكون غير مكترث بالعراق و اما يعمل بمجندات ابران. فما هي الوعود التي وعدوه به الايرانيين.
واما القاعدة فلا داعي لشرح اعمالهم الارهابية بالعراق فمن قصف المساجد والاختطاف وسرقة المصارف و القتل و الاغتصاب ، وتكتيكات التخويف التي لا تنقطع. أعتقد أنني أستطيع أن أقول بثقة أن القاعدة غير مرحب بها في العراق.
والسؤال هو هل هناك من يجرؤ على قول الحقيقة : نحن لا نزال نحتاج إلى الأميركيين لحمايتنا من أكبر الشرور التي تتيحها هذه التهديدات الخارجية حتى يتسنى لقواتنا المسلحة بالتطور عدة و عددا. أعتقد أن الغالبية العظمى من السياسيين يرون ان الوجود الأمريكي هو لصالح العراق ولكنهم لا يجرؤون على التصريح بذلك علانية. إما أنهم يخشون على مستقبلهم السياسي أو على سلامتهم و سلامة أسرهم