كربلاء وبيت الله الحرام
عرفنا سابقاً كيف فعل الشارع المقدس بإعطاء المنزلة والمنزلة والشرف لبيته المعظم في مكة المكرمة وجعلها مقياساً للشرفية والكرامة لأشياء أخر , كما جعل حرمة المؤمن أفضل واشرف عند الله تعالى من مكة المكرمة وبيت الله الحرام , وكذلك جعل الأفضلية والاشرفية والكرامة لكربلاء المقدسة على مكة المعظمة . فيذكر الشارع المقدس (مثلاً) ان كربلاء خلقت قبل مكة بآلاف السنين وانها مقدسة منذ ذلك التاريخ , وأنها أفضل بقاع الأرض حتى من مكة , وان الشفاء في تربة كربلاء , وان زوار كربلاء لهم من الأجر والثواب أضعاف ما لزوار بيت الله الحرام , وان الله تعالى ينظر إلى زوار كربلاء بالعطاء والبركة ولجزاء قبل ان ينظر إلى زوار بيت الله الحرام . وان زيارة الحسين (عليه السلام) في طف كربلاء تعادل حجة وحجة وحجة وآلاف الحجج
ويشير لذلك ما ورد :
1- عن الإمام الباقر (عليه السلام) : (خلق الله ارض كربلاء قبل ان يخلق ارض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها , فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة , ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل ارض في الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة ) .
2- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ان بقاع الأرض تفاخرت , ففخرت كعبة بيت الله الحرام على بقعة كربلاء , فأوحى الله اليها , ان اسكتي كعبة البيت الله الحرام ولا تفتخري على كربلاء,.....
...... وانها (كربلاء) خير بقعة عرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها .....) .
3- عن الإمام السجاد (عليه السلام) : (من زار قبر الحسين (عليه السلام) كتب له حجة وعمرتان ) .
4- حنان بن سديد سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)
قال (عليه السلام) : (تعدل عشر حجج)
قال حنان : قلت , عشر حجج ؟
قال (عليه السلام) : (تعدل عشرين حجة)
قال حنان : قلت , تعدل عشرين حجة ؟
قال (عليه السلام) : (تعدل ثلاثين حجة)
قال حنان : قلت تعدل ثلاثين حجة ؟
قال حنان : فلم أزل حتى بلغ المئة حجة .... ولو استزدته لزادني .....
5- كان الإمام جعفر بن محمد (عليهما السلام) جالساً , فأقبلت امرأة من العرب ....
........ قالت المرأة : ازور الحسين (عليه السلام)؟
قال (عليه السلام) : (نعم زوريه فإنه أفضل من حجة وحجة حتى عد عشراً )
قالت المرأة : فما لمن زاره ماشياً ؟
قال (عليه السلام) : (له بكل خطوة حجة وعمرة) .
6- سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن زيارة الحسين (عليه السلام) فقال (عليه السلام) : (بخ بخ , من زار الحسين عارفاً بحقه متولياً لأمره , متبرئاً من عدوه , فله حجة وعمرة , وحجة وعمرة , وحجة وعمرة , مبرورة متقبلة) .
7- عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) :
(أ- من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء , عارفاً بحقه كان كمن زار الله في عرشه .
ب- ومن زار قبر الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة عارفاً بحقه كتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة .
ج- ومن زار قبر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) .
البقعة المباركة
ورد في العديد من روايات المعصومين (عليهم السلام) ان كربلاء هي البقعة المباركة التي نودي موسى (عليه السلام) منها ويشهد لهذا :
1- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... أوحى الله .... ان (كربلاء) هي البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة ....) .
2- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (..... شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في كتابه هو الفرات , والبقعة المباركة هي كربلاء والشجرة هي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)) .
المكان الأقصى
ان كربلاء المقدسة هي المكان القصي الذي آوى إليه مريم وعيسى (عليهما السلام) وغسل فيه عيسى (عليه السلام) واغتسلت مريم (عليها السلام) ويشير لهذا :
1- في تفسير قوله تعالى : (فحملته فانتبذت به مكاناً قصيا) قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (خرجت من دمشق حتى اتت كربلاء , فوضعته في موضع قبر الحسين (عليه السلام) ورجعت من ليلتها) .
2- قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... فأوحى الله تعالى إلى مكة .... انها (كربلاء) الربوة التي أويت اليها مريم والمسيح (عليهما السلام) وانها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (عليه السلام) وفيها غسلت مريم عيسى (عليه السلام) واغتسلت من ولادتها ....) .
