إخوتي
إن الشعر إحساس يأتي من خلالها البوح والعطاء ..
ولا يلتزم في بحر ولا قافية ولا قيود ..
لأن هناك فرقا بين صناعة الشعر وبين الموهبة ..
فالموهبة عطاء من الله سبحانه تعالى يملأ بها الصدور بالأحاسيس والمشاعر ..
وتغرق في بحار الكلمات والمعاني الجميلة دون الحاجة التوقف والإختياار ..
فإنها تأتي سيلا من عطاء الله سبحانه وتعالى ..
والموهبة ايضا تختصر لصاحبها المسافات بين السطور ..
واصل ذلك الحب والوفاء والقنااعة واالرقة والخشوع ..
لتخرج منها جماال المعاااني وعذب الكلام ...
مع تحيااتي للقراء الكرام
دجلة كعبة الأحرار
سلــوا قلبــي عن أرض بهــا دجلــــة
عن نهــر تغنــى فيـه آبائــي وأجدادي
عن نهر رعــاه الله تحدا نبعه الــوادي
وأحرق مــائه الطــاهر أقدام أعدائــي
رعــاك الله يــا عنوان قافلــة الطهـــر
أغنّيــك بألحــان بطولاتــي وأشهــادي
وأمشي رافعا رأسـي بــواديك مفتخرا
أنت الكون أجمعه وأنت الحلم والحادي
وأنت القائد والفلاح والسفــان كلهــم
وأنت الملهم والعاشق والعابد والشادي
وأنت الـحب والمحبــوب والمشتـــاق
ونهر علّم الدنيــا بطولاتي وأمجــادي
وأنت من مرت عليه قصص الحمقـى
بــلا وجـل بـلا ورع بلا قيد وجـــلاد
التاريخ مفتخرا بنهرك يــا شدى الدنيــا
فمــائك دم الأحـرار يــا نهــرا ببغــداد
فكم من أمة مرت عليهــا ظلمة الوادي
أيا دجلة الدنيا أنا المسحور والشـــادي
غرامك قيد أشجاني .. وعطر أنت ريحان
سل الخافق المحروم فأنت اليوم وجداني
وأنت الصبح بهجـة العشـــاق ساقيهــا
وأنت الؤلؤ البراق والمغوار والقــاني
نعم يا معقل الأبطال نعم يا دار خلاني
أنت أنت معشوقي وإبداعي وربــاني
وأنت العطــر والوجــدان والراعـــي
وأنت السحر في قلبــي شذى الــوادي
وفي الغربة العميــااء لم تسمع ندائاتـي
كمن يشكو بإصداح به نجوى حكاياتـي
نعم يا دجلة المشرق والمغرب والدنيا
يــا كعبة الأحرار يا صرحا لأجدادي
أنـاديك فتسمعني فيزهر فيك ريحـاني
فكم غنــى بك الثوار ترانيمـــا بإيمـان
أيـا دجلة الأفراح والأحزان والشهداء
يـا دجلة الشعر المقفــى يــا أنغام فنان
سل الرصافـي عن أيـام عزتها لم تزل
تُملــي الصدور شجاعـــات وإقـــــدام
أيــن الرشيد كيـف التبــر فاــرقنــــا ؟
وأين حيدرة الكرار والمقدام والراوي
يــا دجلة الأشجان أين اليوم دجلتنــا ؟
أتُحتل أرضـك وتسري فيهــا الجرذان
فلا غنمت قدم ولا صـالت ولا ربحت
يد الخؤون إذا جــاءت برعديد وخوان
ستبقى يـــا عراق شامخــا ومؤيدا أبدا
فوق العلا مجدا بمجد متحصن البنيـان
يــا ويح قلبي لم يزل يهوى اللقا عجلا
يردد دجلة .. دجلـة يا حمى الشجعان
هيــا اسقنــي كأس الوصــال لمهجتـي
ولا تكن غريمــي فــي ظلمـة الأقــدار
وشروق صبحك لـم يزل فـي خاطري
كالنجمـة الزهراء كالإيحاء كالقمـران
ومرابع التــاريخ تحكــي إرث ديارنـا
وتسوغه شهبــا فـي ســاحة الميـــدان
يـــا دجلة الأصحــاب كــم جالت بنـا
بين الهمــوم والزحــام لواعـج الأقدار
مــا زلت في الوجدان نبعــا وعاشقـا
تزكينــا شوقــا في رضــا وأمــــاني
هـل تجمـع الأقــدار يومـــا لقائنــــا ؟
يـا جنتي وسعادتي وعقيدتي وبيـــاني
وأضـم فـي صدري هــواك معــانقــا
نهر الخلود وقلعة الشجعان والأخيـار
شعر : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العر بية السعودية