من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
من روائع الشتاء والمطر
المطر يغسل جراحنا ، وينكسر على مرايا الشوارع
http://www.youtube.com/watch?v=RJEtLsC-m-M
في شتاء ماض ٍ كنا معاً ، قبل ان يبتلعنا الزحام انهمرت قطرات المطر على الطريق المؤدي لباريس، كإنّ تلك القطرات دموعي ، وذاك الطريق وجهي ..
شعرت ببرد قارص في تلك الامسية الشتائية التي ابتلعت ريحها صوتي ، لكن ثمة صوتاً بعث الدفء الى قلبي إذ احتوى غربتي وضياع خطواتنا بين آلاف الخطوات .. كان ذاك صوت فيروز.
الأسماء والذكريات
مازال صوت فيروز يرافقني في اماسي الشتاء الطوال مثلما في الأصبح الندية ، ويجعلني ابكي إذ تتنبأ العاشقة الكامنة في اعماق فيروز بما ستفعله الريح الباردة بإسمها :
"اكتب اسمك ياحبيبي على الحور العتيق..
تكتب اسمي ياحبيبي على رمل الطريق..
بكرة بشتي الدنيا على القلوب المجرحة..
يبقى اسمك ياحبيبي وإسمي بينمحى .. "
نعم ، انها ريح الشتاء تهدد هدوء الرمال ، تمحي بعض الاسما ء ، تبقي بعض الجراح والذكريات المتقادمة..
في كتابه ِ (جماليات المكان) يقول الفيلسوف والكاتب جاستون باشلار:
"الشتاء اقدم الفصول ، فهو لايضفي قدماً على ذكرياتنا حسب آخذاً إيانا الى الماضي البعيد ، بل انّ البيت نفسه يصبح في الايام الثلجية قديماً كأنه عاش عبر القرون الماضية ".
زمن للتأمل
الشتاء ليس فصلاً للبرد والليالي الغارقة في الصمت الطويل وانكسار الامطار على مرايا الشوارع فقط ، ان الشتاء زمن للكثافة تتلجلج فيه الاشتاء ويتحول فيه الكلام الى نسيج ممدود بالحلم والانتظار والايحاء.
ربما نحب الشتاء لإنه طقس من طقوس اشتراك الطبيعة معنا بأحزاننا ؟!
وحين نقرن ، لامحالة ، موسم البرد بالحب ومن ثم البكاء ، فذلك لإننا نرى الشتاء يزحف على سمائنا زحف الحب على القلب ، يداعبه ببطء حيناً ويحوله الى اعصارمن العواطف .. فالشتاء يحرك في القلب مشاعر احترقت خلال الصيف وينعش رغبة خفية وحاجة الى الدفء، الى البحث عن شيء لايستطيع الصيف منحه، وحين يدب الألم في النفس نجده يمنح الطبيعة مطراً ينهمر مع دموعنا حتى تبدو الطبيعة وكأنها تقاسمنا الالم .
الشتاء ليس فصلاً للبرد
، وإنما للحلم والانتظار
اتوقف عند نافذة ما تتوق دائماً للندى ، اتأمل غيمة تحتضن قمة مبنى شاهق ، اتخيلها عاشقة تظن حبيبها ساكناً في المبنى، يشعر المبنى بحنانها ، يمر الوقت وتدرك الغيمة خلو المبنى من الحبيب، فتبكي مطراً وتنتهي..
وإذ أرى الغيمة بهذه الصورة، فإنّ خيال الطفل يجعله يتصور انّ في تلك الغيوم بلاداً سحرية إذ انها تتجمع بأشكال وجغرافيات تجذب الناظر الى التطلع لإقتحامها عسى أن يجد فيها بلاداً وأحلاماً غير مألوفة تدغدغ طفولتنا الساكنة في اعماق نضوجنا !
http://up.arb-up.com/i/00090/4421cg6vu8a3.jpg
اساطير الشتاء
بودلير، الشاعر والكاتب المسرحي، الفرنسي يرى "ان الحالمين يحبون الشتاء القاسي ويتضرعون الى السماء ان ترسل اقصى ما تستطيع من الثلج والبرد، لإنّ بهذا تصبح اعشاشهم اكثر دفئا ونعومة".
وربما يحب بعضنا الشتاء لإنعاش رغبة طفولية راسخة في التعلق بقوس قزح حين تنكسر جدائل الشمس في اثناء تموجها مع زخات المطر، وقد يحبه البعض لرغبته في التحليق وسط امواج الضوء حينما تبرق السماء بصحبة الرعد.
وقد نحب الشتاء للسبب الذي ذكره الأديب الروسي (باشلين) من إنّ "الحكايات العظيمة والاساطير الجميلة التي يتناقلها الناس تصبح ذات معنى محدد خلال الامسيات في بيوت معرضة للثلج والرياح الثلجية ، وتصبح تلك الاساطير للذين ينغمرون فيها صالحة للتطبيق فوراً ".
ألم نشعر بإنّ الحكايات التي تقصها جداتنا حول المواقد حقيقية اذ الريح تتنصت لهن حيناً وتزأر حيناً اخر؟
بيد إنّ الريح تخيفنا وهي تحاول اقتحام غرفنا الموصدة .
مراراً ، حاول الشتاء اقتحام غرفتي ، ربما لتغفو ذرات المطر الباردة على وسادتي وأحلامي ، لكنني امنعه من الدخول تاركة الاشجار العارية وحدها تلفها دوامات الريح الباردة.
الشتاء والعواصف و.. أرواحنا
ألسنا نخشى العواصف والاعاصير ايضاً ؟
(ريلكه) الشاعر والفيلسوف الالماني يرى انّ " العواصف ذات طابع عدواني لاسيما في المدن ، وهو يجد في العاصفة تعبيراً عن غضب السماء العنيف ، لكن الاعاصير تكون اقل عدائية لنا في الريف ! انها تحتضن البيت الريفي بأذرعها وتعلمه كيف يواجه الصعوبات " .
بالرغم من كل ذلك ومما يذهب اليه ريلكه، اصرُّ على اننا نحب الشتاء ونترك ارواحنا تمتزج بأمطاره مثلما تمتزج بقصائد الشعراء .
الشتاء والغربة
لم يزل الصوت الفيروزي يهمس ، بدف ء ، في الاعماق الباردة حينما يشعرنا الشتاء بالغربة..
http://up.arb-up.com/i/00090/bvjdqx5b36mc.jpg
تأتيكم كلمات الشاعر علي ا ، مرة ثانية ، وهو يقول :
ـ البرد يجعلنا اكثر قرباً الى انفسنا وأجسادنا ، لذا فإنّ الغربة لم تكن لحظة شتائية خاصة بقدر ما إنها اشبه بالكائنات التي تجد في هذا الفصل البارد فضاءها الذي ترتدي فيه كل ثياب السهرة ، وتقرأ كل دواوين الشعر وتشرب كل فناجين القهوة وتأكل نصف الروح ، لتمارس طقوسها القاسية في الاغواء والحزن والبحث في خطايا الذات عن آخر اوراقها، إنّ غربتنا اثيرة المطر وصديقة المواقد والحكايات التي لاتنتهي .
وبعد البرد ربيع
حبنا للشتاء لاينتهي هو الآخر، لإنّ وراء الشتاء ربيعاً..
في قصيدة ( الشتاء) ينشد السياب:
" وكأنما قوس السحاب وقد بدأ
اوتار قيثار مضت تتنادم
فتقاربت حتى يعاود عزفها
روح الانامل بالملاحن عالم
هذا الشتاء فأوسعوه تحية
فوراءه إنّ الربيع لقادم "
09/01/2010
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
سأقف وراء النافذة ، وغناء فيروز يحتويني ..
أراقب الطريق الرمادي البليل بدموع الغيمات ، ودموع انتظاراتي تحت الاشجار
العارية وهي تتلوى بأذرع الريح، فقد قالوا إنّ الربيع مقبل بعد امطار الشتاء..
إذن ، انت آت ٍ .
......................
وهل هناك سيل يجاري هذا النزف الرائع
كلمات تنسال كقطرات الماء البارده
لتروي ظمأنا
ابو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?.. لااجد مااعبر به عن مدى اعجابي بروعة ماقرأت
فقد تاهت مني حروفي وتوارت خجلى امام سيل حرفك الوارف
سأكتفي بقول استمر بالله عليك
كن بخير بحق السماء
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
ربما نحب الشتاء لإنه طقس من طقوس اشتراك الطبيعة معنا بأحزاننا ؟!
وحين نقرن ، لامحالة ، موسم البرد بالحب ومن ثم البكاء ، فذلك لإننا نرى الشتاء يزحف على سمائنا زحف الحب على القلب ، يداعبه ببطء حيناً ويحوله الى اعصارمن العواطف .. فالشتاء يحرك في القلب مشاعر احترقت خلال الصيف وينعش رغبة خفية وحاجة الى الدفء، الى البحث عن شيء لايستطيع الصيف منحه، وحين يدب الألم في النفس نجده يمنح الطبيعة مطراً ينهمر مع دموعنا حتى تبدو الطبيعة وكأنها تقاسمنا الالم .
الشتاء ليس فصلاً للبرد
، وإنما للحلم والانتظار
اتوقف عند نافذة ما تتوق دائماً للندى ، اتأمل غيمة تحتضن قمة مبنى شاهق ، اتخيلها عاشقة تظن حبيبها ساكناً في المبنى، يشعر المبنى بحنانها ، يمر الوقت وتدرك الغيمة خلو المبنى من الحبيب، فتبكي مطراً وتنتهي..
وإذ أرى الغيمة بهذه الصورة، فإنّ خيال الطفل يجعله يتصور انّ في تلك الغيوم بلاداً سحرية إذ انها تتجمع بأشكال وجغرافيات تجذب الناظر الى التطلع لإقتحامها عسى أن يجد فيها بلاداً وأحلاماً غير مألوفة تدغدغ طفولتنا الساكنة في اعماق نضوجنا !
*********
اتعلم سيدي الكريم ان تربعت على عرش الفرات برفدك كل ماهو مميز وقيم وله قيمه في الحرف والكلمات
فابدعت هنا بصياغه موضوع رائع جدااا هنا
فشكر ا لكل حرف قمت بصياغته لنا
دمت بالف خير ودام نبضك وقلمك
تحياتي
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
سأقف وراء النافذة ، وغناء فيروز يحتويني ..
أراقب الطريق الرمادي البليل بدموع الغيمات ، ودموع انتظاراتي تحت الاشجار
العارية وهي تتلوى بأذرع الريح، فقد قالوا إنّ الربيع مقبل بعد امطار الشتاء..
إذن ، انت آت ٍ .
الاديب والاخ ابو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?
ماذا يقال بعد هذه الكلمات
وهذا الابداع الرائع
لا يسعنى الا ان اقدم لك احترامى
وانحنى لشخصك وحروفك وكلماتك الذهبيه
مرحبا بك معنا فى المنتدى العام
اشرق المنتدى بقدومك
وتزينت وتعطرت صفحاته
ياصاحب القلم المميز
دمت ودام لنا مداد قلمك
دمت فى حفظ الله ورعايته
واعذرنى لتقصيرى فى الرد
لانك تستحقق الكثير والكثير
احترامى لك يسبق سلامى
لك خالص تحياتى
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام علاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام علاوي
سأقف وراء النافذة ، وغناء فيروز يحتويني ..
أراقب الطريق الرمادي البليل بدموع الغيمات ، ودموع انتظاراتي تحت الاشجار
العارية وهي تتلوى بأذرع الريح، فقد قالوا إنّ الربيع مقبل بعد امطار الشتاء..
إذن ، انت آت ٍ .
......................
وهل هناك سيل يجاري هذا النزف الرائع
كلمات تنسال كقطرات الماء البارده
لتروي ظمأنا
ابو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?.. لااجد مااعبر به عن مدى اعجابي بروعة ماقرأت
فقد تاهت مني حروفي وتوارت خجلى امام سيل حرفك الوارف
سأكتفي بقول استمر بالله عليك
كن بخير بحق السماء
أحـفـرُ بالأضـلاع ِ أرضَ الشـوق ِ
عـلَّ صَـخـرة ًتـَزف ُّ ليْ
بـشـارة َ الـنـبـع ِ لأشـجـاري !
***
سيدتي الاديبة أم علاوي الكريمة: مرور قنديلك البهي في مفازات خواطري
أضاء حروفها وأسرج في قلبي مشكاة الفرح ..
أضاء الله حياتك بشمس التوفيق وقمر السرور ..
شكرا لك مع جزيل امتناني .
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام في الانتظار
ربما نحب الشتاء لإنه طقس من طقوس اشتراك الطبيعة معنا بأحزاننا ؟!
وحين نقرن ، لامحالة ، موسم البرد بالحب ومن ثم البكاء ، فذلك لإننا نرى الشتاء يزحف على سمائنا زحف الحب على القلب ، يداعبه ببطء حيناً ويحوله الى اعصارمن العواطف .. فالشتاء يحرك في القلب مشاعر احترقت خلال الصيف وينعش رغبة خفية وحاجة الى الدفء، الى البحث عن شيء لايستطيع الصيف منحه، وحين يدب الألم في النفس نجده يمنح الطبيعة مطراً ينهمر مع دموعنا حتى تبدو الطبيعة وكأنها تقاسمنا الالم .
الشتاء ليس فصلاً للبرد
، وإنما للحلم والانتظار
اتوقف عند نافذة ما تتوق دائماً للندى ، اتأمل غيمة تحتضن قمة مبنى شاهق ، اتخيلها عاشقة تظن حبيبها ساكناً في المبنى، يشعر المبنى بحنانها ، يمر الوقت وتدرك الغيمة خلو المبنى من الحبيب، فتبكي مطراً وتنتهي..
وإذ أرى الغيمة بهذه الصورة، فإنّ خيال الطفل يجعله يتصور انّ في تلك الغيوم بلاداً سحرية إذ انها تتجمع بأشكال وجغرافيات تجذب الناظر الى التطلع لإقتحامها عسى أن يجد فيها بلاداً وأحلاماً غير مألوفة تدغدغ طفولتنا الساكنة في اعماق نضوجنا !
*********
اتعلم سيدي الكريم ان تربعت على عرش الفرات برفدك كل ماهو مميز وقيم وله قيمه في الحرف والكلمات
فابدعت هنا بصياغه موضوع رائع جدااا هنا
فشكر ا لكل حرف قمت بصياغته لنا
دمت بالف خير ودام نبضك وقلمك
تحياتي
سيدتي الاديبة أحلام في الانتظار
لن أستبيحَ مداكِ
لن تطأ السنابكُ وردكِ القرويَّ
لن تشدوا الوتارُ البكرُ
أحرفكِ، ولكن عمِّدي
قلبي بزمزمكِ المعـتَّـقِ
آخرَ اللحظاتِ
جُزي الطينَ في صدري..
اقلعيهِ سواركِ المدفونْ
سيدتي
رأيك سرنا وأنسنا به
أشكر لك رأيك ومرورك السخي
أتمنى أن أكون قد وفقت لاسعادكم
أشكرك اختي الفاضله
تحية وشكرلك من كل قلبي
فعلا ,, يعجبني التزامك العالي بقراءة ما اكتب
تحياتي لك يا طيبة
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الشرق
سأقف وراء النافذة ، وغناء فيروز يحتويني ..
أراقب الطريق الرمادي البليل بدموع الغيمات ، ودموع انتظاراتي تحت الاشجار
العارية وهي تتلوى بأذرع الريح، فقد قالوا إنّ الربيع مقبل بعد امطار الشتاء..
إذن ، انت آت ٍ .
الاديب والاخ ابو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?
ماذا يقال بعد هذه الكلمات
وهذا الابداع الرائع
لا يسعنى الا ان اقدم لك احترامى
وانحنى لشخصك وحروفك وكلماتك الذهبيه
مرحبا بك معنا فى المنتدى العام
اشرق المنتدى بقدومك
وتزينت وتعطرت صفحاته
ياصاحب القلم المميز
دمت ودام لنا مداد قلمك
دمت فى حفظ الله ورعايته
واعذرنى لتقصيرى فى الرد
لانك تستحقق الكثير والكثير
احترامى لك يسبق سلامى
لك خالص تحياتى
شهق الغسق الف مرة
والمساء جنَّ حين تكاسل الشفق
هرب الغروب من نفسه ملايين المرات
وامشاطه امتدت تبحث عن الصدق
بين العشاق..
اما عصافير الفؤاد تشدوا
بما بين العشاق.
شكرا يا أحلى نور في الشرق
سيدتي الراقية
نور الجميلة
لاحرمن الله من كلماتك الحريرية
دمت لكل خير
تحيااتي لكم
رد: من روائع الشتاء والمطر (مشاركة أولى في القسم العام)
جــزاك الله الجنَّــــــة
ويعطيـــك العـــافـيـــــة ع الموضوع الرائـــع وجعل ما مقدمت لنا في موازين حسناتك ونفع بك وكتب الله لك سعادة الدنيا والآخره وما ننحرم من مشاركاتك الرائعــة
دمت بحفظ الرحمن