دى يجماعه بداية المذكرات بقه
كل انسان يحيا حياته ويعيشها بحلوها ومرها ولكنى مااتذكر ان الدنيا تركتنى فى يوم اعيش فرح الا وقاطعته لى وابدلتنى هذا الفرح حزنا والما وجراح , وفعلت الدنيا معى هذا مرار وتكرار .
انا شاب مصرى عاش بمدينه يحيا فيها مجموعه من اطيب البشر , يتشاركون الفرح , ويتقاسمون الحزن , يقفون بجوار بعض فى الشدائد والمحن , احببت هؤلاء الناس لطيبتهم ونقاء قلوبهم , وعدم بغضهم على بعض فكل منهم يحب لاخيه مايحبه لنفسه,لى ثلاثة اخوات , وانا الابن الثانى لوالداى. نعيش مجتمعين فى بيت واحد مع والداى وجدتى , ولكن لم الحق جدى رحمه الله , ولكن يقولون انى شبيه له كثيرا وانه كان يحبنى كثيرا .
فكل انسان يمر بمراحل العمر (الطفوله, الشباب ,الشيبه او مرحلة كبر السن )
مرحلة الطفوله , تلك المرحله التى يتمنى اى شخص فى هذه الدنيا ان يرجع اليها مرة ثانيه ويعيشها , فهى مرحلة النقاء والصفاء , فلانسان يحيا حياة لا شوائب فيها ولا غبار عليها .
ولكنى عشت طفولتى فى بيت امن بين اب وام طالما دعوة الله لهم ان يطيل عمرهم وان يجعل لقائى به قبل لقائهم , والدى رجل بسيط يشتغل بالحقل , فهو فلاح ومزارع يحب الارض ويعشق تربتها طالما اوصاه جده ووالده برعايتها وحبها , فكان دائما يقول لى وانا صغير :اذا احببت الارض عشقتك وصرت تتمتع بخيراتها , اما اذا كرهتها كرهتك ولعنتك مادمت تسير على ظهرها , وكان دائما يامرنى بالصلاه وانا صغير السن وياخذنى معه للمسجد .
اما والدتى فاعشقها واحبها اكثر من نفسى طالما فديت كل من احبهم بروحى فكيف لا احب من كانت مصدر الحنان وانا صغير ومن تعبت تسع اشهر حتى جئت للدنيا ,(احبك ياامى انتى وابى).
اما حياتى وانا صغير فهى عباره عن حياه عاديه foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الله عليها كلها بحلوها ومرها , فانا كنت الصغير المدلل بعد اخى الاكبر ولطالما ابى وامى انتظرو الطفل الثانى لهم بعد سنوات عديده بعد مجئ اخى الاكبر وابنهم البكر , فكانت والدتى دائما تحكى لى عن فترة انتظارهم لطفل ثانى فانتظرو مايقرب من 6 سنوات بعد مجئ اخى الاكبر , وهذا فارق السن بينى وبينه , فوالدتى قالت لى ان يوم ولادتى كان يوم احتفال للامة الاسلاميه فاستغربت من قولها حتى علمت ان يوم ولادتى كان موافقا لاحتفال البيت والمسلمين بيوم الاسراء والمعراج لخير الانام سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم) فقالت استبشرت انا وابيك كثيرا بك .
فادخلونى الكتاب حتى احفظ القران الكريم , فحفظته وانا ابن سن 14 عام, وكان افضل لحظات العمر وانا صغير عندما احببيت كتاب الله عز وجل , فانا اتذكر انه فى اول يوم ذهب بى ابى الى شيخى الجليل رحمة الله عليه ليحفظنى القران كنت خائفا كثيرا ولا اريد الذهاب معه , ولطالما رايت الاطفال فى سنى يكرهون الذهاب اليه ويحكون ان الشيخ يضرب بشده وغيرها من الامور التى جعلتنى اكره فى نفسى الكتاب هذا ولا اريد الذهاب اليه , ولكن مع فترة ذهابى اليه انجلى هذا الخوف من قلبى وانقشع حتى صرت اتلهف ان ياتى النهار لاذهب مسرعا اليه , فكنت اتسابق مع بعض الاصدقاء فيمن يذهب الى الكتاب باكرا , لان الشيخ يجعل من ياتى باكرا ينصرف بعد قرائته باكر, فكنت اخرج من الكتاب فالعب والهو مع الاصدقاء , وكنا نتسابق فى الجرى والمرح , وكان عندنا فى موسم حصاد الارز فى مدينتنا كان لايوجد ماكينات كما هى الان فكان الاهل يجمعو ا المحصول فى منطقة واسعه فيصعد عليه الجرار ليقوم بهرسه , فيحمل الناس القش بعيدا ويتركوا الارز مكانه لتاتى ماكينه اخرى لتدريه وتنقيه من القش الصغير ,
فكنت اذهب انا والاطفال من قريتى للعب على القش بما انه بمثابة الوساده ولا يتاذى احد مننا ,وكنا نعمل الحركات فى الهواء كالشقلبه وغيرها ونتدحرج عليه , فكانت اجمل لحظات نقضيها .
واصبحت اكبر فى السن يوما بعد يوم , وكنت استمر فى حفظ القرأن حتى احبنى شيخى ,
فصار يسال على اذا غبت يوما ويرسل لى بعض الاصدقاء لاتيان بى , فصرت مقربا منه , فكان يحفظنى بنفسه وكان له ابن فى مثل عمرى احبنى مثله , وانا احببته كثيرا لطالما كان شيخى وله الفضل فى تحفيظى القران , فكان يجعلنى احفظ الاطفال بعد ان انتهى من واجباتى , فقبل ان يعلمنى القران علمنى الحروف الهجائيه بطريقه مبسطه وميسره , واتذكر اول كتاب فى حياتى اقراه كان يسمى ب(معلم القرأه) فكان عباره عن حروف هجائيه وصور لبعض الحيوانات التى تبدا بالحروف الهجائيه.
وforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الله العلى العظيم على ان جعلنى اتمتع فى دنيتى افضل المتاع الا وهو مصاحبتى لكتابه الكريم وحفظه.
فالطفوله بالنسبة لى كانت افضل مراحل العمر , فالانسان يحياها دون ان يشغل باله شئ او يقيده شئ , فالحياه كانت افضل بكثير من يومنا هذا , كنت ارى الاهل مجتمعين والاقارب .
وعندما بلغت سن السادسه من العمر دخلت مجالا جديدا فى حياتى الا وهو مجال الدراسه والتعليم, فقدم لى والدى اوراق التحاقى بالازهر الشريف , وقال لى ان حفظك للقران سيساعدك كثيرا فى التفوق فيه , والحمد لله تقدمت السنوات وكنت ناجحا بين الاصدقاء فى مجال الدراسه , وهبانى الله بجمال الكتابه , فكان خطى جميل جدا وكان اساتذتى يتشكرو فى جمال الخط هذا .
وكان شيخى يقدمنى لمسابقات حفظ القران الكريم , فكنت اذهب معه ويختبرنى المشايخ فى حفظى هذا وكنت انجح فى هذه الاختبارات , والفضل يرجع لله ثم لشيخى الجليل الذى لازلت اتذكره وادعوا ربى ان يرحمه ويعفو ا عنه ويغفر له ويرحمه .
وكان والدى يعلمنى اشياء كثيره لازلت اتمسك بها واشكره على تعليمى اياها , فعلمنى الصلاه وان لا اسب احد , وان اكون مسامحا , ولكنى اتذكر فى طفولتى هذه انى قصرت كثيرا فى حق ربى , فكنت لااصلى دائما , وكنت ارد السب لمن يشتمنى , فلم اتعلم وصايا والدى لى الا بعد ان نضجت وعرفتها واستوعبتها جيدا فصرت انفذها ولله الحمد.
ولكن فى طفولتى اتذكر مواقف مؤلمه مما جعلنى اعلم ان الحياه لاترحم احد صغير او كبير , وان الحياه قاسية جدا , فمن وقتها عرفت معانى كثيره للحزن والالم والقسوه , ولكن كنت كتوما ولا زلت احب ان اجعل سرى لنفسى والمى لنفسى , ودموعى لايراها سوى ربى .
فأتذكر انه يوما من الايام وانا لم ابلغ سن العاشره من العمر مرضت امى واحتاجت للدواء , ولكن اخى الكبير لم يكن موجود ولا والدى , فلم اكن اعرف قيمة المال وكيف المال يحتاج الناس اليه كثيرا , فخرجت من البيت وانا حزين لمرض امى وقلة حيلتى , ولطالما علمت انه لاشفاعة فى الموت ولا حيلة فى المرض, فذهبت الى شيخى والى الكتاب كما هو معتاد ,
ولكن حدث فى هذا اليوم ان اعطانى الشيخ مبلغا من النقود , فسالته لمن هذا فقال لى: انه لك فهذه النقود لفوزك فى مسابقة القرأن التى كانت بالشهر الماضى , ففرحت كثيرا كاى طفل يمسك بيده النقود , فقال الشيخ لى اذهب الى اهلك واعطهم النقود حتى لاتضيع , فذهبت مسرعا الى البيت واخذت من والدتى الروشته التى كتبها الدكتور لها فاتيت لها بالدواء , واخذت معى مبلغ عشرة جنيهات لى وذهبت الى محل البقاله لاشترى الحلوى والمصاصات والعسليات وغيرها كثيرا من الحلويات التى كنت احبها وانا صغير , ولكن حدث شئ لم اتوقعه الا وهو ان راى والدى النقود فى يدى فظن انى سرقتها من احد او منه , وكان والدى من النوع الذى يطلقون عليه الرجل الشديد , فمن شدة خوفى منه لما انطق بكلمه واحده وكان لسانى اتشل , فاذا به يضربنى ضربا شديا واخذنى للبيت وضربنى هناك وانا طفل موهوم مذعور فكنت فى سن الثامنه , الى ان اخذنى الى شيخى ليامره بتاديبى وضربى كما يفعل الاباء عندنا فى قريتنا , فقص للشيخ ماحدث وانه راى معى النقود الكثيره , فقال له الشيخ انها نقود فوزه فى المسابقه للقران التى دخلتها , فابدلت لحظات فرحى حزنا والما , وفى لحظة وقوف والدى مع الشيخ انتهزتها فرصه لعدم ملاحظته لى ففرت هاربا منه , وذهبت لمكان بين الاراضى الزراعيه وجلست وحيدا ابكى وابكى , وفى هذه اللحظه كنت اطبق اول شئ فى حياتى تعلمته من ابى , الا وهو ان اغلى مايكون للمرأ هى الدموع وان لااجعل احدا يراها سوى الله.
فكان ابى عندما يتالم يدخل غرفته ويبقى لوحده ويبكى , فطبقت هذا الامر فى حياتى كلها , فلم ابكى يوما من الايام امام احد من الناس سواء كان صديق او شقيق او انسان مقرب الى ,
فدموعى احفظها لنفسى . وكان لهذا الموقف اثرا فى نفسى الا وهو عدم محبتى للنقود كما كنت احبها , فحبها قل من قلبى .
وايضا حدث لى موقف فى طفولتى وانا ابن عشر سنين الا وهو وفاة افضل صديق لى فى حادث كنت معه يومها , ورايته وهو يموت امام عينى رحمه الله , فكنت احبه حبا شديدا فكنت اعلم انه افضل صديق لى وانى لن القى مثله ابدا صديق , فمن يوم وفاته ساء اختيارى للاصدقاء وكنت دائما اخدع فيهم , فلم تكتمل ابدا صداقتى باحد او تطول , حتى كرهت نفسى من كثرة سوء اختيارى للاصدقاء , وكان لهذا الحادث اثرا كبيرا فى حياتى ايضا , فلطالما جعلت الدنيا هى مدرستى التى اتعلم منها افضل الدروس فتفوقت فى امور الحياه , ولما لا وانا تلميذ من تلاميذ هذه الدنيا , فعندما كان يحتضر الصديق اخذ الجميع يدعوا ويقولون , لو ربنا بيحبه هيرجع ويعيش , فنظرت للسماء وقلت يارب احبه واجعله يعيش , ولكن بعد وفاته ظننت ان الله يكرهه ولا يحبه , وقال الناس جميعا الله يرحمه , فجاء اهله لاخذه ودفنه تحت التراب , ودفنت معه احلامنا التى رسمناها سويا بان نتخرج ونصبح مهندسين او طيارين , وان نتزوج فى ليلة واحده , وكثير من الاحلام التى رسمناها مع بعض , فطارت كلها فى الهواء , وتعلمت اكبر درس فى الحياه , ان الموت قادم لكل النس لامحاله فلا يفرق بين صغير او كبير , فصرت ارحب به فى اى وقت ,
ففى مرحلة الطفوله عشت اجمل الايام وافضل اللحظات فى الدراسه, وفى اللعب مع الاصدقاء ,وحفظى للقرأن , وكنت مدللا بين الاهل , الله على ايام الطفوله فكم تمنيت ان اعيش منها يوما بدون جرح او حزن كما اعيش الان , ولكن مافات لايعود ابدا .
ومن يوم حادث صديقى اصبح الحزن اكثر من الفرح , والالم اكثر من الراحه , فلم القى صديق مثله الى زمن بعيد .
وبعدها تقدم بى العمر ومر وكنت اظن انى مازلت صغيرا الى بلغت سن الثانية عشر , حتى نجحت فى الشهاده الابتدائيه , وذهبت للمرحله الاعداديه بمجموع كثير , ففرح ابى وامى واهلى وكل من حولى , وقالو انت الان رجلا دعك من امور الطفوله واللعب واللهو وانظر امامك للمستقبل , وكثيرا من النصائح التى وجهوها لى , فعلمت انه يجب ان اعتمد على نفسى وان اجعل فى الحسبان انى ساسير فى طريقى من الان بدون رفيق او صديق , فجعلت جميع اسرارى لنفسى , وبالذات احزانى لم اطلع عليها احدا ابدا مهما كان , فكان خير من ارمى اليه همومى واحزانى هو ربى , وصرت امشى بين الناس مبتسما وانا اتالم واتعذب ولا احد يدرى بذلك سوى الله , فاحببت الناس واحبونى وكان الحب بالنسبة لى هو العطاء , وان تتقاسم الفرح مع غيرك وتبقى الحزن لك وحدك, فكان والداى يرو الهم على وجهى وانى اجلس كثيرا وحيدا فيسئلون عن السبب فلا اعلمهم بسرى واتحجج بالدراسه وغيرها من الامور , فلا اريد ان يشعر ابى وامى بحزنى فيحزنوا لاجلى .
وكنت دائما اردد قولا اكتبه كثيرا على ورقتى
( ليه حظى معاكى يادنيا كده ؟؟؟؟ فى الاحزان تفتكرينى وفى عز الفرحه تنسينى وارسملك ضحكه تبكينى....ليه؟؟؟؟)
دى يجماعه جزء تانى من المذكرات هبقى اكل بعدين علشان مش قادر اوك
