إخواني وأخواتي،
هل تعرفون ما هي السعادة الحقيقية؟
هل السعادة جمع المال؟
هل السعادة كثرة العيال؟
هل السعادة في الدور والقصور؟
هل السعادة ............... ؟
وسأقوم بضرب بعض الأمثلة حتى تعرفون ما هي السعادة:
1- عندما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه بأنه سيرافقه في الهجرة، تمثل أبو بكر رضي الله عنه بهذه الأبيات:
ورد الكتـاب من الحبيب بأنـــه ..... سيزورني فاستعبرت أجفـاني
غلب الســـرور علي حتى أنني ..... من فرط ما ســرني أبكـــــاني
يا عين صار الدمع عندك عادة ..... تبكيــن من فرح ومن أحزاني
فلماذا كل هذا السرور والفرح حتى أنه بكى رضي الله عنه من فرط السعادة؟
2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
أنا جنتي في صدري، فسجني خلوة، وقتلي شهادة، وتشريدي سياحة،
فما هو سبب هذه السعادة التي كان يشعر بها؟
3- وقال أيضا: والله إنا لفي سعادة لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف،
من أين كل هذه السعادة مع أنه كان في شقاء وسجن وتعذيب؟
4- وكما قال شيخ الإسلام ابن القيم:
فليتك تحلو والحياة مريـــــرة ..... وليتك ترضى والأنـــام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ..... وبيني وبيـــن العالميـــن خراب
إذا صح منك الود فالكل هين ..... فكـــل الذي فـوق التراب تراب
كيف هو سعيد مع أنه مستعد أن يترك الناس ومسامرتهم والترفيه عن نفسه معهم؟
5- وقد قال أحد الصالحين:
ولست أرى السعادة جمع مال ..... ولكـــن التقـــي هـــو السعـــيد
هذا هو الجواب الوافي التقوى والزهد والورع وحب ما عند الله تعالى،
فقد قال عليه الصلاة والسلام:
(ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس)
صحيح الجامع الصغير 922،
فالسعادة ليست بخليلة يسامرها، بل بزوجة صالحة يهنيها ،
والسعادة ليست بمشروب يذهب العقل، بل بكل ما أحل الله لنا من الطيبات،
والسعادة ليست بمال يكنزه في البنوك، بل بالمال الذي يبقيه لنفسه يوم القيامة (الصدقة)،
والسعادة ليست بأولاد يضيعهم، بل بالذرية التي يعلمها ويربيها على طاعة الله،
والسعادة ليست بالدور والقصور، بل بما تبنيه لك في الجنة،
فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طـاب مسكنهـــا ..... وإن بناها بشر خــاب بانيـــها
فاللهم أسعدنا بذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم آمين،
