حبيبتى حين تعشقين
بعدي
ستحاولين
أن تكوني إنسانة جديدة
وستحلمين وتحبين من جديد
وستتلهفي وتغاري من جديد
وستنـزفي القصائد
وترسمي الوعود الجميلة من جديد
فإذا ما انتهت بهجة الجديد
عدتِ إلى وسادتك الخالية
تجهشين كالطفل اليتيم على صدر
أيامي
وتفتحين دفتر
حكايتنا
وتعيدي القراءة من جديد
وحين تعشقين
بعدي
ستبحثين
عن رجل يشبهني
وستناديه
باسمي
وتهديه
عطري
وتختاري له تسريحة
شعري
وستحاولين جاهدةً ان
تجعليه أنا
وستحدثيه عني
كثيراً
عن رسائلي .. عن
ملامحي
عن صفاتي .. عن
عيوبي
عن جنوني .. عن
غروري
وأبداً
لن يكون
حبيبك المستنسخ أنا
وحين تعشقين
بعدي
ستجربين
طعم المساءات الباردة
وطعم
الحوارات التافهة
وطعم
الكتابات الميتة
وطعم
الحكايات الفاشلة
وستحاولي
كثيراً كثيراً
ان تنسيني
وتكرهيني
وستفشلي برغم جهد
المحاولة
وستكتشفي بعد كل
حكاية
ان كل رجل .. هو
رجلٌ
وأني وحدي من الرجال
قافلةٌ
وحين تعشقين بعدي
ستسيري معه فوق شاطئ البحر
يدك في يده
تتقاسمان الوعود الأبدية
وسيرسم لك من الحب عصافير
خضراء
وستلوِّني له من
اللهفة مدينة وردية
فإذا
ما حل الغروب
وحوَّل عينيه
بشوقٍ إليك
سافرت عيناكِ
أنتِ بالشوق إليَّ
وسيموت
حبيبك فوق الشاطئ
كالأمواج
كالرمال كالأوهام
حين
يكتشف أن قلبك العزيز لديَّ
وحين تعشقين
بعدي
ستغني له
كل الاغاني التي كنت أحبها
وستهديه فيروز
وحين
يضج المكان بالصوت العذب مردداً
راجعين يا هوى راجعين
ستقطعين من نافذة عينيه تذاكر
الرحيل
وتستأذنيه
وترحلين
بطيفي إلى أقصى مدن الخيال
فإذا ما أصبحنا أنا وأنتِ
والصدق ثالثنا
رددتِ لي وحدي
شايف البحر شو كبير ... كبر البحر بحبك
وحين تعشقين
بعدي
ستفتحي
حقائب قصائدك الجميلة
وستسافري إلى الجزيرة البعيدة
وستحفري آبار أحلامك
المستحيلة
وستحلمي بالفارس
الجديد
وستطرقي أبواب
الكون بحثاً عنه
وستكتشفي
عند الباب الأخير
أني
الرجل الوحيد
وحين تعشقين
بعدي
ستهديه
شمس النهار
وحكايات
الليل
وأشعار
المساء
وستمتد يدك لتلاعب
شعره
وسيراقص الآخر خصرك
تحت الاضواء
وستخنقك يد
المساء بعدي
وستودعينها
حين تكتشفي
أنك قد نسيت في
صدري الهواء
وحين تعشقين
بعدي
وألتقيك
يوماً ورجلٌ آخر بصحبتكِ
وستشقي صدر الزحام إليَّ حين تريني
وتنحري من أجلي ضحيتكِ
وستناديني بصوت اللهفة
أنا يا حبيبي التي كانت
حبيبتك
مازلت حبيبتك
