أبـــــــــات عــــلـــــى الـــــطـــــوى
أتطلب مني أن أبات على الطوى وقلبي مشتـاق يحـن الـى القـد؟؟
وأسرق من بين الوجوه ابتسامة كما ابتسم الخسران في لعبـة النـردِ
ومابين تغريب وبين مهاجر وست عجاف فـي الحجـاز وفـي نجـد
وما هـذه الايـام إلا دوائـر تـدور سريعـا ليـس يلحقهـا الطـرد
تعيش الرجال الصيد يوما وليلة وفوق الشفاه الحمـر ينسكـب الشهـد
وعشت سنين والهموم نديمتـي وسيجارتـي تبكـي ويطفئهـا البـرد
أصارع أفكاري بنفس كسيـرة وماأقبـح الايـام تتركنـي00 وحـدي
وحطمت صمتي كي أعيش لبرهة وحولي رياض لاتمل مـن الـورد
فمالي بأطـلال تعيـش كئيبـة وترسـل أحـزان الدهـور بـلا عـد
فلا ضوء فيها أرتجيـه يلفنـي ولاصـوت قيثـار يحـن لـه الكبـد
ديار طواها الموت قبل وفاتهـا00 أرى بابهـا دومـا كبوابـة اللحـد
فياليت من يهدي اليَّ سهامه يكون رحيماً فـي الحديـث وفـي النقـد
وأكره قولاً لايكون 00حقيقة 00ومعتذراً ماكـان فـي ذلكـم قصـدِي
وياليت من طاشت علي سهامه يعـش ساعـة ممـا تحملـه وجـدِي
ليعلم ماقاسيت رغـم انتهائـه واثـار سـوط لاتـزال علـى جلـدِي
أنا جبل لايُزرع الشوكَ فوقَه ومن يزرع الاشـواك لايبلـغ الحصـد
وأبقى عصياً والرياح كئيبـةً تمـوت بِغيـضٍ لاتطـول الـى خـدِّي
أنا جبل ماهدني يـوم معـولٌ وأهـزء بالأمطـار بالسحـب بالرعـد
وعاشت سفوح الكون تحت وصايتي وإن نضجت فيها الثمار فذا سعدي
أترضى بأن الذئب يمسي جائعا ويهزء من فـوق الثمـار بـه القـرد
وتطعمه ماءاً وخبـزاً مكسـراً وتحرمـهُ مـن لـذةِ اللحـم والثـرد
وطبعي كطبع الذئب يفترس الهوى فكيف إذا تمنع منـاي مـن الصيـد
وأطوي الصحارى طالبا ما أرومه وأوف بعهدي إن قطعت له وعـدي
وأترك فؤادي إن يحن لغيرها ولم التفت يومـا00 وأتركـه00 بعـدي
وتوهبني من صبر أيوب جزئه وقد كان صبـري فوقـه غايـة البعـد
فمثلـي لا أيـوب يرقـى لحالـه وأملـك صبـراً لايجـاوزه حـد
وكم رغبوا فيَّ الثواب وطالمـا صمتـت وأخفيـت التألـم والسهـد
فهل من جواب شافيا رغم ضعفه00 ولاشك في ذلك ستعجزَ من الرد
سأشبع جوعي من شرود وضامر وراوية الاطراف والـردف والنهـد
تفوح عطور الكون عند مسيرها وتنبلـج الاضـواء مـن ناعـم القـد
وإن كنت لاتدري فحالي عندها وليد برغد العيش فـي دافـئ المهـد
وراحلتي من مطلع الشمس أصلها وفي دارهم يشبـع الحـر والعبـد
وخير جياد ان تكون أصيلـة وطاهـرة الانسـاب فـي الاب والجـد
واترك أياما قضين خواليا وألغـي مـن عمـري سنينـا مـن الجهـد
فتعساً لمن يبقى جباناً وساكتـاً وفـي كفـه سيـف يطـول بـه النـدِّ
أنا شاعر والْحِس عندي مرهف وأعرف قـولاً إن يميـل عـن الـود
ومن كان لايعرف من الغير اسمه فكيف له ان يعرف الصدق والجـد
وأَغفر إن زلة من الغير كلمـة فقلبـي كبيـر لايميـل الـى الحقـد
ومالي الى شرح الهموم وسيلة فما أجمل الايجاز فـي لغـة السـرد
فهذا قليل مااستفاضت قريحتي وعندي كثير لا أبـوح بـه00 ضـدِّي
وتطلب مني أن أعود الى الطوى وقد كنت ملتاعا أحـن إلـى القـد؟؟
الـــــــــــشـــــــــــاعـــــــــــر
ابـــــــــو حــــيـــــدر الــشــريــفـــي
2009/3/24
