رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
رسالة من سيدة حاقدة
لا تدخلي
وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك … وزعمت لي …
أن الرفاق أتوا إليك … أهم الرفاق أتوا إليك
أم أن سيدةً لديك … تحتل بعدي ساعديك ؟
وصرخت محتدماً : قفي ! والريح … تمضغ معطفي …
والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف
أنا لست آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دني … أخبرتني
أني انتهى أمري لديك … فجميع ما وشوشتني
أيام كنت تحبني … من أنني …
بيت الفراشة مسكني … وغدي انفراط السوسن
أنكرته أصلاً كما أنكرتني …
لا تعتذر …
فالإثم … يحصد حاجبيك وخطوط أحمرها تصيح بوجنتيك
ورباطك … المشدوه … يفضح
ما لديك … ومن لديك
يا من وقفت دمي عليك
وذللتني ونفضتني
كذبابةٍ عن عارضيك
ودعوت سيدةً إليك ………… وأهنتني
من بعد ما كنت الضياء بناظريك …
إني أراها في جوار الموقد … أخذت هنالك مقعدي …
في الركن … ذات المقـعد …
وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذات اليد …
ستردد القصص التي أسمعتني …
ولسوف تخبرها بما أخبرتني …
وسترفع الكأس التي جرعتني …
كأساً بها سممتني
حتى إذا عادت إليك … لترود موعدها الهني …
أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …
وأضعت رونقها كما ضيعتني …
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
حبيبتي والمطـــــــــر
اخاف ان تمطر الدنيا ولستي معي..
فمنذ رحتي وعندي عقدة المطر..
كان الشتاء يغطيني بمعطفه ..فلا فكر في برد ولا ضجر..
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك ..تمسك هاهنا شعري..
والان اجلس والامطار تجلدني..اه
على ذراعي
على وجهي
على ظهري
فمن يدافع عني..يامسافرة
مثل اليمامة بين العين والبصر
كيف امحووك من اوراق ذاكرتي
وانتي في القلب مثل النقش في الحجري..
كيف امحوك ..
انا احبك..
يامن تسكنين دمي ان كنتي بالصين
او ان كنتي بالقمري..
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
حبيبتي تقرأ فنجانها
1
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الفنجان
حين تكونين معي..
لأنني أرفض هذا العبث السخيف،
في مشاعر الإنسان.
فما الذي تبغين، يا سيدتي ، أن تعرفي؟
وما الذي تبغين أن تكتشفي؟.
أنت التي كنت على رمال صدري..
تطلبين الدفء والأمان..
وتصهلين في براري الحب كالحصان...
ألم تقولي ذات يومٍ..
إن حبي لك من عجائب الزمان؟
ألم تقولي إنني ..
بحرٌ من الرقة والحنان؟
فكيف تسألين ، يا سيدتي،
عني .. ملوك الجان؟
حين أكون حاضراً..
وكيف لا تصدقين ما أنا أقوله؟
وتطلبين الرأي من صديقك الفنجان...
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الغيوب..
إن كان من بشارةٍ سعيدةٍ..
أو خبرٍ..
أو كان من حمامةٍ تحمل في منقارها مكتوب.
فإنني الشخص الذي سيطلق الحمامه..
وإنني الشخص الذي سيكتب المكتوب..
أو كان يا حبيبتي من سفرٍ..
فإنني أعرف من طفولتي .. خرائط الشمال والجنوب..
وأعرف المدائن التي تبيع للنساء أروع الطيوب..
وأعرف الشمس التي تنام تحت شرشف المحبوب..
وأعرف المطاعم الصغرى التي تشتبك الأيدي بها..
وتهمس القلوب للقلوب..
وأعرف الخمر التي تفتح يا حبيبتي نوافذ الغروب
وأعرف الفنادق الصغرى التي تعفو عن الذنوب
فكيف يا سيدتي؟
لا تقبلين دعوتي
إلى بلادٍ هربت من معجم البلدان..
قصائد الشعر بها..
تنبت كالعشب على الحيطان..
وبحرها..
يخرج منه القمح .. والنساء .. والمرجان..
فكيف يا سيدتي..
تركتني .. منكسر القلب على الإيوان
وكيف يا أميرة الزمان؟.
سافرت في فنجان...
3
فإني لست مهتماً بكشف الفال..
ولست مهتماً بأن أقيم أحلامي على رمال
ولا أرى معنى لكل هذه الرسوم ، والخطوط ، والظلال..
ما دام حبي لك يا حبيبتي..
يضربني كالبرق والزلزال..
فما الذي يفيدك الإسراف في الخيال؟
ما دام حبي كل لحظةٍ سنابلاً من ذهبٍ..
وأنهراً من عسلٍ.. وعطر برتقال..
فما الذي يفيدك السؤال؟
عن كل ما يأتيك من أطفال..
وكيف ، يا سيدتي ، يفكر الرجال..
***
توقفي فوراً..
فإني أرفض التزييف في مشاعر الإنسان
توقفي .. توقفي ..
من قبل أن أحطم الفنجان...
توقفي .. توقفي ..
من قبل أن أحطم الفنجان...
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
حبيبتي هي القانون
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا . . أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
شؤونٌ صغيرةْ
تمرُّ بها أنتَ .. دونَ التفاتِ
تُساوي لديَّ حياتي
جميع حياتي ..
حوادث .. قد لا تثيرُ اهتمامكَ
أُعَمِّرُ منها قصورْ
وأحيا عليها شُهورْ
وأغزِلُ منها حكايا كثيرَةْ
وألفَ سماءٍ ..
وألفَ جزيرةْ ..
شؤونٌ ..
شؤونكَ تلكَ الصغيرةْ
فحين تُدخنُ أجثو أمامكْ
كقطتكَ الطيبةْ
وكُلي أمانْ
أُلاحقُ مزهوَّةً مُعجَبَةْ
خيوطَ الدخانْ
توزعُها في زوايا المكانْ
دوائر .. دوائرْ
وترحلُ في آخر الليلِ عنّي
كنجمٍ ، كطيبٍ مهاجرْ
وتترُكُني يا صديقَ حياتي
لرائحة التبغ والذكرياتِ
وأبقى أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كُلُّ زادي
حطامُ السجائرْ
وصحنٌ .. يضمُّ رماداً
يضمُّ رمادي ..
وحين أكونُ مريضةْ
وتحملُ أزهاركَ الغاليةْ
صديقي .. إليْ
وتجعلُ بين يديكَ يديّْ
يعودُ ليّ اللونُ والعافيةْ
وتلتصقُ الشمسُ في وجنتيْ
وأبكي .. وأبكي .. بغير إرادةْ
وأنتَ تردُ غطائي عليّْ
وتجعلُ رأسي فوق الوسادةْ ..
تمنيتُ كُلَّ التمني
صديقي .. لو أني
أظلُ .. أظلُ عليلةْ
لتسألَ عنّي
لتحملَ لي كلَّ يومٍ
وروداً جميلةْ ..
وإن رنَّ في بيتنا الهاتفُ
إليهِ أطيرْ
أنا .. يا صديقي الأثيرْ
بفرحةِ طفلٍ صغير
بشوق سنُونُوةٍ شاردةْ
وأحتضنُ الآلةَ الجامدةْ
وأعصرُ أسلاكها الباردةْ
وأنتظرُ الصوتَ ..
صوتكَ يهمي عليّْ
دفيئاً .. مليئاً .. قويّْ
كصوت ارتطام النجومِ
كصوتِ سقوط الحُليّْ
وأبكي .. وأبكي ..
لأنكَ فكرتَ فيّْ
لأنكَ من شُرُفات الغيوبِ
هتفتَ إليّْ ..
ويومَ أجيءُ إليكْ
لكي أستعير كتابْ
لأزعم أني أتيتُ لكي أستعير كتابْ
تمدُّ أصابعكَ المتعبةْ
إلى المكتبةْ ..
وأبقى أنا .. في ضباب الضبابْ
كأني سؤالٌ بغير جوابْ
أُحدقُ فيكَ وفي المكتبةْ ..
كما تفعلُ القطةُ الطيبةْ
تُراك اكتشفت ؟
تُراك عرفت ؟
بأنيَ جئتُ لغير الكتابْ
وأني لستُ سوى كاذبةْ
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
أضمُ الكتاب إلى أضلعي
كأني حملتُ الوجود معي
وأُشعلُ ضوئي .. وأُسدلُ حولي الستُورْ
أنبشُ بين السطورِ .. وخلف السُطورْ
وأعدو وراءَ الفواصل .. أعدو
وراءَ نقاطٍ تدورْ
ورأسي يدورْ
كأني عصفورةٌ جائعةْ
تفتشُ عن فضلاتِ البذورْ
لعلك .. يا .. يا صديقي الأثيرْ
تركت بإحدى الزوايا ..
عبارةَ حُبٍّ قصيرةْ
جُنينةَ شوقٍ صغيرةْ
لعلكَ بين الصحائفِ خبأتَ شيَّا
سلاماً صغيراً .. يعيدُ السلامَ إليَّا ..
وحين نكونُ معاً في الطريقْ
وتأخذُ -من غير قصدٍ- ذراعي
أُحسُّ أنا يا صديقْ ..
بشيءٍ عميقْ
بشيءٍ يُشابهُ طعم الحريقْ
على مرفقي ..
وأرفعُ كفيَّ نحو السماءْ
لتجعلَ دربي بغير انتهاءْ
وأبكي .. أبكي بغير انقطاعِ
لكيْ يستمر ضياعي
وحين أعودُ مساءً إلى غُرفتي
وأنزعُ عن كتفي الرداءْ
أُحسُّ -وما أنتَ في غرفتي
بأنَّ يديكْ
تلفَّانِ في رحمةٍ مرفقي
وأبقى لأعبدَ يا مُرهقي
مكانَ أصابعكَ الدافئاتِ
على كُمِّ فستاني الأزرقِ ..
وأبكي .. أبكي .. بغير انقطاعِ
كأنَّ ذراعي ليستْ ذراعي
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
لا تسألوني - نزار قباني
لا تسألوني ما إسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب
والله لو بوحت بأي حرف تكدس الليلك في الدروب
ترونه في ضحكة السواقي في رفة الفراشة اللعوب
في البحر في تنفس المراعي و في غناء كل عندليب
في أدمع الشتاء حين يبكي و في عطاء الديمة السكوب
محاسن لا ضمها كتاب و لا إدعتها ريشة الأديب
لا تسألوني ما إسمه كفاكم فلن أبوح بإسمه حبيبي
http://www.aa4l.com/mlffat//photos/2413.gif
مع خالص تحياتي
لكم
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
رد: أنا ونـــزار القباني (شاعر المرأة والحب )
كل الشكر لكم ولجميل تواصلكم يافراتيين
ربي يوفقكم ويحفظكم جميعاااا
ممنونه لكل من مر من هنا ووقع بحروف شاعرنا الكبير
تحياتي لكم