ألوان الحياة
كم من قائل عن الحياة بانها مليئة بالفرح والغبطة , بانها نهر السعادة وبحر
الاحلام,جوهر الجمال وكل الامان والطمانينة.
كم سمعت من واصف لها يقول : الحياة هي الفرح الذي تجده مع اهلك واحبائك , هي السعادة التي يعبر عنها النجاح , هي الاماني الجميلة التي تنسجها وتظل تحوكها على امل تحقيقها فتشعرك بالغبطة والبهجة وتنسيك ما خلا من امورك .
كم صادفت من الاشخاص المستلذين بحياتهم على انها مال وحب ونزوات عابرة , على انها حياة الساعة لساعتها , لا معنى لمستقبل ولا لماضي .
كم من الناس يقول بان الحياة هي اخوة وصداقة وعاطفة وعلاقات وما شابه ذلك .
كم منهم من يفهم الحياة على انها عمل وعلم ومصالح , على انها مناصب ووجاهات ومراكز وقيم .
***************************************
الا انني ما اتجهت يوما في اتجاه من هذه الاتجاهات الحياتية الا ووجدت نفسي في سعي لا معنى له ,
وجدتني كالتائه في عالم لم يزره من قبل , بين اصناف واجناس من يشكلون ويصنفون الحياة ويفهمونها بطرقهم الغامضة .
الا انني ما جربت الفرح والغبطة الا ووجدت الحزن والمرارة ممزوجين بالفرح .
ما عرفت سعادة النجاح الا لاجدها مغموسة بالم الحياة وعذاباتها .
ما حاولت ان اطير الى عالم الاحلام للشعور بشيء من السعادة الا واجدني واهمة هاربة الى عالم هو اقرب الى الكذب والنفاق منه الى عالمنا هذا .
لجات الى طريق الذين يعيشون اللحظة بلحظتها فما وجدت سوى التعاسة والضياع .
وحين قلت لعل في الاخوة والصداقة ما يشفيني ويبلغني مرادي , فعبثا منيت النفس , لان ذلك كله لم يخل من التعذيب ومن الاحساس بالحرمان والخيبة .
وتراني ماذا اقول عن تجربة العلم والعمل والجاه فهو ليس الا كسابقاته من الاحوال والاتراح .
************************************
وبما انني لم اجد السعادة في اي مجال من مجالات الحياة , بما انني لم اصادف الراحة في اي اتجاه , بما ان الحزن والالم والمرارة كان رفيقي في كل لحظة وفي كل مسعى , تراني ماذا افعل ؟ والى اي باب الجا ؟
لعل الباب الذي ينصرني على خيبتي وعلى المي , هو الباب الذي انفتح على مصراعيه ليعطينا الامل والسعادة في الحياة , هو باب النجاة من كل ضراء ومن كل ياس , باب الوصول الى السعادة , السعادة الاولى والسعادة الاخيرة .
**********************************