إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء.
عرض للطباعة
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء.
الحب المستحيل
أحبك جدا
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديل
وأعرف أن زمان الحب انتهى
ومات الكلام الجميل
أحبك جداً ولست أعلم
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..
احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق
وغيم ورعد وثلج ونار.
واعرف أن الوصول اليك.. انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا
واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني
أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك.
أحبك جدا ..وجدا وجدا
وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..إن خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
أحبك جدا
وأعرف أني تورطت جدا
وأحرقت خلفي جميع المراكب
وأعرف أني سأهزم جدا
برغم ألوف النساء
ورغم ألوف التجارب
أحبك جدا ... !
وأعرف أني بغابات عينيك وحدي أحارب
وأني كـكل المجانين حاولت صيد الكواكب
وأبقى أحبك رغم اقتناعي
بأن بقائي إلى الآن حيا
أقاوم حبك إحدى العجائب
أحبك جدا ... !
واصل تدخينك يغرينــــي
رجل في لحظة تدخيـــــن
هي نقطة ضعفي كإمـرأة
فإستثمر ضعفي وجنوني
مأشهى تبغك والدنيـــــــــا
تستقبل أول تشريــــــــن
والقهوة والصحف الكسلى
ورؤى وحطام فناجيـــن
دخن لاأروع من رجــــــل
يفنى في الركن ويفنيني
رجل تنضم أصابعـــــــــــه
وتفكر من غير جبيــــن
أشعل واحدة من أخـــــرى
أشعلها من جمر عيوني
ورمادك ضعه على كفــــي
نيرانك ليست تؤذنــــــي
فأنا كإمرأة يرضينــــــــــــي
أن ألقى نفسي في مقعـــــد
ساعات في هذا المعبــــــــد
أتأمل في الوجه المجهــــــد
وأعد أعد عروق اليـــــــــد
فعروق يديك تسلينـــــي
وخيوط الشيب هنا وهنــــا
تنهي أعصابي تنهينــي
دخن لاأروع من رجـــــــل
يفنى في الركن ويفيني
أحرقني أحرق بي بيتــــي
وتصرف فيه كمجنــون
فأنا كإمرأة يعجبنــــــــــي
أن أشعر أنك تحمينــي
أن أشعر أن هناك يــــــداً
تتسلل من خلف المقعـــــد
كي تمسح رأسي وجبيني
تتسلل من خلف المقعـــــد
لتداعب أذني بسكونـي
ولتترك في شعري الأسود
عقداً من زهر الليمـون
دخن لاأروع من رجــــــل
يفنى في الركن ويفنيني
سيان عندي
ان بقيت،او ارتحلت مع المساء
انا في شؤون الحب،ماعتدت التلفت للوراء
ان تذهبي
لن تسقط الدنيا،ولن تنسد ابواب السماء
ان الكواكب في السماء كثيرة
جدا
وحب الصيف يمحو عادة حب الشتاء
http://www.alforat.org/picture.php?p...027046&thumb=1http://up.foraten.net/uploads/719cc0c9b5.gif
احلام في الانتظار ......دمت باخلاص .........رد انا ونزار القباني ( شاعر المرأه والحب )...............
ياله من جمال ورقه وتعبير ما خطه قلمك يمتعنا كثيرا راق لي كل ما كتبت ابدعي وتألقي.......
وارتقي الي عنان السماء .............. ادم 22
ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر
لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك
لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين
لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا
لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي
إغضب
إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
لا تسألوني
لا تَسـألوني ما اسمُهُ حبيبي
أخشَى عليكمْ ضَوعَةَ الطُّيوبِ
زقُّ العَـبيرِ، إنْ حـطّمتموهُ
غَـرِقتُمُ بِعَاطِـرٍ سَـكِيبِ
واللهِ.. لو بُحْـتُ بأيِّ حَرْفٍ
تَكَـدَّسَ اللّيـلَكُ في الدُّروبِ
لا تبحَثوا عَنهُ هُـنا بِصَدري
تركتُهُ يَجري مَعَ الغُـروبِ
ترونَهُ في ضِـحكَةِ السَّواقي
في رَفَّةِ الفَرَاشَـةِ اللَّعُـوبِ
في البحرِ، في تنفّسِ المَراعي
وفي غـناءِ كُـلِّ عَندليـبِ
في أدمُع الشِّـتَاء حينَ يَبكي
وفي عطاءِ الديمَةِ السَّكُوبِ
لا تسـألوا عن ثَغرِهِ .. فهلاّ
رأيتـمُ أنَـاقَـةَ المَـغِـيبِ
ومُـقلَتَاهُ شَـاطِئا نَـقَـاءٍ
وَخَصرُهُ تَهَزهُـزُ القَضيبِ
مَحاسِـنٌ... لا ضَمَّها كِتابٌ
ولا ادَّعَتْها رِيشَـةُ الأديبِ
وصَـدرُهُ.. ونَحـرُهُ.. كَفَاكُمْ
فلن أبـوحَ باسـمِهِ حَبيبي
شؤون صغيرة
شؤونٌ صغيرهْ
تمرُّ بها أنتَ دونَ التفاتِ
تُساوي لديَّ حياتي
جميعَ حياتي ..
حوادثُ .. قد لا تثيرُ اهتمامَكْ
أُعَمِّرُ منها قصورْ
وأحيا عليها شهورْ ..
وأغزلُ منها حكايا كثيرهْ
وألفَ سماءْ .
وألفَ جزيرهْ ..
شؤونٌ .. شؤونُكَ تلكَ الصغيرهْ
2
فحينَ تُدَخِّنُ .. أجثو أمامَكْ
كقِطَّتِكَ الطيِّبهْ
وكُلِّي أمانْ
أُلاحقُ مَزهوَّةً مُعجَبهْ
خيوطَ الدخانْ
توزّعُها في زوايا المكانْ
دوائرْ ..
دوائرْ ..
وترحلُ في آخرِ اللّيل عنّي
كنجمٍ ، كطيبٍ مُهاجِرْ
وتتركني يا صديقَ حياتي
لرائحةِ التبغِ والذكرياتِ
وأبقى أنا .. في صقيعِ انفرادي ..
وزادي أنا .. كلُّ زادي
حطامُ السجائرْ
وصحنٌ يضمُّ رماداً ..
يضمُّ رمادي ..
3
وحينَ أكونُ مريضهْ
وتحملُ لي أزهارَكَ الغاليهْ
صديقي إليْ ..
وتجعلُ بين يديكَ يديْ
يعودُ ليَ اللونُ والعافيهْ
وتلتصقُ الشمسُ في وجنتَيْ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ إرادهْ
وأنتَ تردُّ غطائي عليّْ
وتجعلُ رأسي فوقَ الوسادهْ
تمنّيتُ كلَّ التمنّي
صديقي .. لو انّي
أظلُّ .. أظلُّ عليلهْ
لتسألَ عنّي ..
لتحملَ لي كلَّ يومٍ ..
وروداً جميلهْ ..
4
وإن رنَّ في بيتِنا الهاتفُ
إليهِ أطيرْ
أنا يا صديقي الأثيرْ
بفرحةِ طفلٍ صغيرْ
بشوقِ سنونوَّةٍ شارِدهْ
وأحتضنُ الآلةَ الجامدهْ
وأعصرُ أسلاكَها الباردهْ
وأنتظرُ الصوتَ .. صوتَكَ يهمي عليّْ
دفيئاً ، مليئاً ، قويّْ
كصوتِ ارتطامِ النجومْ
كصوتِ سقوطِ الحليّْ
وأبكي .. وأبكي ..
لأنّكَ فكَّرْتَ فيّْ
لأنّكَ من شرفاتِ الغيوبْ
هتفْتَ إليّْ
5
ويومَ أجيءُ إليكْ ...
لكي أستعيرَ كتابْ
لأزعمَ أنّي أتيتْ ..
لكي أستعيرَ كتابْ
تمدُّ أصابعَكَ المُتعَبهْ
إلى المكتبهْ ..
وأبقى أنا .. في ضبابِ الضبابْ
كأنّي سؤالٌ .. بغيرِ جوابْ
أحدِّقُ فيكَ .. وفي المكتبهْ
كما تفعلُ القطَّةُ الطيّبهْ ..
تُراكَ اكتشفتْ ؟
تُراكَ عرفتْ ؟
بأنّي جئتُ لغيرِ الكتابْ
وإنّيَ لستُ سوى كاذبهْ ..
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
كأنّي حملتُ الوجودَ معي ..
وأشعِلُ ضوئي ..
وأسدِلُ حولي الستورْ
وأنبشُ بينَ السطورِ ، وخلفَ السطورْ
وأعدو وراءَ الفواصلِ ، أعدو
وراءَ نقاطٍ تدورْ ..
ورأسي يدورْ
كأنّيَ عصفورةٌ جائعهْ
تفتّشُ عن فضلاتِ البذورْ
لعلّكَ .. يا .. يا صديقي الأثيرْ
تركتَ بإحدى الزوايا
عبارةَ حُبٍّ صغيرهْ ..
جُنَيْنَةَ شوقٍ صغيرهْ ..
لعلّكَ بينَ الصحائفِ خبّأتَ شيّا
سلاماً صغيراً .. يعيدُ السّلامَ إليّا ..
6
.. وحينَ نكونُ معاً في الطريقْ
وتأخذُ - من غير قصدٍ - ذراعي
أحسُّ أنا يا صديقْ
بشيءٍ عميقْ ..
بشيءٍ .. يشابهُ طعمَ الحريقْ
على مِرفقي
وأرفعُ كفّي نحوَ السّماءْ
لتجعلَ دربي بغيرِ انتهاءْ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ انقطاعِ ..
لكي يستمرَّ ضياعي ..
وحينَ أعودُ مساءً .. إلى غُرفتي
وأنزعُ عن كَتفَيَّ الرداءْ
أحسُّ - وما أنتَ في غرفتي -
بأنَّ يديكَ
تلُفَّانِ في رحمةٍ مِرفقي
وأبقى لأعبدَ يا مُرهِقي
مكانَ أصابعكَ الدافئاتْ
على كمِّ فُستانيَ الأزرقِ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ انقطاعِ ..
كأنَّ ذراعيَ .. ليستْ ذراعي ..
شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
*
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
*
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
" لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين .. "
طموحُ الوردة
لو كانَ لدى الوردةْ،
مطبعةٌ...
وناشرْ..
لأصْدَرَتْ ديوانَ شِعْر...
هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..
على ستائري..
أراهُ.. في ثوبي..
وفي عطري.. وفي أساوري
أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..
أراهُ منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنهُ
طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ
وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
لو أخبروني أنهُ..
سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ
ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ
ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ
لكنتُ قد طردتهُ..
يا أيّها الغالي الذي..
أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
أروعُ حبٍّ عشتهُ
فليتني حينَ أتاني زائراً
بالوردِ قد طوّقتهُ..
وليتني حينَ أتاني باكياً
فتحتُ أبوابي لهُ..
ممنوعة أنت من الدخول حبيبتي عليا
ممنوعة أنت أن تجلسي أو تهمسي أو تتركي يديك في يديا
ممنوعة أن تحملي لي دمية أحضنها
أو تقرأي لي قصة الأقزام و الأميرة الحسناء و الجنية
أغطيتي بيضاء و الوقت و الساعات و الأيام كلها بيضاء
فهل من الممكن يا حبيبتي أن تضعي شيئا من الأحمر
فوق الشفاة الملساء
أطلب أقلاما فلا يعطوني أقلام
أطلب أيامي التي ليس لها أيام
أسألهم برشامة تدخلني في عالم الأحلام
حتى حبوب النوم قد تعودت مثلي على الصحو ..
فلا تنام ...
إن جئتني زائرة فحاولي أن تلبسي العقود و الخواتم
الغريبة الأحجار...
و حاولي أن تلبسي الغابات و الأشجار
ما يفعل المشتاق يا حبيبتي إذا به زنزانتي الفردية
و بيننا الأبواب و الحراس و الأوامر العرفية
ما يفعله المشتاق للحب و للعزف على الأنامل العاجية
و القلب لا يزال في الإقامة الجبرية
آه ... لا تشعري بالذنب يا صغيرتي
فإن كل امرأة أحببتها قد أورثتني ذبحة في القلب
ماذا اقول له
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه
ماذا أقول إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده
وأن تنام على خصري ذراعاه
غداً غداً إذا جاء أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي .. هل أنا حقاً حبيبته
وهل أصدق بعد الهجر دعواه
أما انتهت من سنين قصتي معه
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه
رباه أشياءه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معاً كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا بقايا من بقاياه
مالي أحدق في المرآة أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه
وكيف أكره من في الجفن سكناه
وكيف أهرب منه إنه قدري
هل يملك النهر تغييراً لمجراه
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها لإخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
ان كنت أهواه ... اني الف أهواااااه
شكرا لحبك
فهو معجزتي الأخيره
بعدما ولى زمان المعجزات
شكرا لحبك
فهو علمني القراءة، والكتابة
وهو زودني بأروع مفرداتي
وهو الذي شطب النساء جميعهن .. بلحظه
واغتال أجمل ذكرياتي
شكرا من الأعماق
يا من جئت من كتب العبادة والصلاه
شكرا لخصرك، كيف جاء بحجم أحلامي، وحجم تصوراتي
ولوجهك المندس كالعصفور
بين دفاتري ومذكراتي
شكرا لأنك تسكنين قصائدي
شكرا
لأنك تجلسين على جميع أصابعي
شكرا لأنك في حياتي
شكرا لحبك
فهو أعطاني البشارة قبل كل المؤمنين
واختارني ملكا
وتوجني
وعمدني بماء الياسمين
شكرا لحبك
فهو أكرمني، وأدبني ، وعلمني علوم الأولين
واختصني، بسعادة الفردوس ، دون العالمين شكرا
لأيام التسكع تحت أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين
ولكل ساعات الضلال، وكل ساعات اليقين
شكرا لعينيك المسافرتين وحدهما
إلى جزر البنفسج ، والحنين
شكرا
على كل السنين الذاهبات
فإنها أحلى السنين
شكرا لحبك
فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء
وهو الذي يبكي على صدري
إذا بكت السماء
شكرا لحبك فهو مروحه
وطاووس .. ونعناع .. وماء
وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء
وهو المفاجأة التي قد حار فيها الأنبياء
شكرا لشعرك .. شاغل الدنيا
وسارق كل غابات النخيل
شكرا لكل دقيقه
سمحت بها عيناك في العمر البخيل
شكرا لساعات التهور، والتحدي
واقتطاف المستحيل
شكرا على سنوات حبك كلها
بخريفها، وشتائها
وبغيمها، وبصحوها
وتناقضات سمائها
شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل
شكرا على الحزن الجميل
شكرا على الحزن الجميل
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ
حيث الحبُّ بلا أسوارْ
و الكلمات بلا أسوارْ
و الأحلامُ بلا أسوارْ
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي
..........................................
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد
.......................................
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين اللؤلؤتين
.............................................
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات
............................................
ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام
...............................................
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين
........................................
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق
.......................................
عبثا ما أكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى
صوتي .. يتخطى حنجرتي
عبثا ما أكتب .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي
أكرهها كل كتاباتي
مشكلتي أنكِ مشكلتي
...................................
قد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر
................................................
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام
حُبٌ إستثنائي.. لامرأةٍ إستثنائية
( نزار قباني )
1 أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ..
أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ..
وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ..
أنها بقيتْ خمساً.. لا أكثَرْ..
إنَّ امرأةً إستثنائيةً مثلكِ
تحتاجُ إلى أحاسيسَ إستثنائيَّهْ..
وأشواقٍ إستثنائيَّهْ..
ودموعٍ إستثنايَّهْ..
وديانةٍ رابعَهْ..
لها تعاليمُها ، وطقوسُها، وجنَّتُها، ونارُها.
إنَّ امرأةً إستثنائيَّةً مثلكِ..
تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها..
وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها..
وموتٍ خاصٍ بها وحدَها
وزَمَنٍ بملايين الغُرف..
تسكنُ فيه وحدها..
لكنّني واأسفاهْ..
لا أستطيع أن أعجنَ الثواني
على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعكْ
فالسنةُ محكومةٌ بشهورها
والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها
والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها
وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهارْ
في عينيكِ البَنَفسجيتيْنْ...
2
أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة.. أنّها لا تكفيكِ.
وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتُبُكِ..
أنتِ امرأةٌ صعبهْ..
كلماتي تلهثُ كالخيول على مرتفعاتكْ..
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيَّهْ..
معكِ لا توجدُ مشكلة..
إنَّ مشكلتي هي مع الأبجديَّهْ..
مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة
واحدةٍ من مساحات أنوثتكْ..
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك
الجميلْ...
إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ..
أنكِ امرأةٌ متعدِّدهْ..
واللغةُ واحِدهْ..
فماذا تقترحين أن أفعلْ؟
كي أتصالح مع لغتي..
وأُزيلَ هذه الغُربَهْ..
بين الخَزَفِ، وبين الأصابعْ
بين سطوحكِ المصقولهْ..
وعَرَباتي المدفونةِ في الثلجْ..
بين محيط خصركِ..
وطُموحِ مراكبي..
لاكتشاف كرويّة الأرضْ..
3
ربما كنتِ راضيةً عنِّي..
لأنني جعلتكِ كالأميرات في كُتُب الأطفالْ
ورسمتُكِ كالملائكة على سقوف الكنائس..
ولكني لستُ راضياً عن نفسي..
فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بطريقة أفضلْ.
وأوزّعَ الوردَ والذَهَبَ حول إليتيْكِ.. بشكلٍ أفضلْ.
ولكنَّ الوقت فاجأني.
وأنا معلَّقٌ بين النحاس.. وبين الحليبْ..
بين النعاس.. وبين البحرْ..
بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا..
بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمهْ..
ربما كنتِ قانعةً، مثل كلّ النساءْ،
بأيّة قصيدة حبٍ . تُقال لكِ..
أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتكْ..
فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي..
ولا أقابلها..
وهناك مئاتٌ من القصائدْ..
تجلس ساعات في غرفة الإنتظار..
فأعتذر لها..
إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما..
لإمرأةٍ ما..
ولكنني أبحث عن "قصيدتكِ" أنتِ....
4
إنني عاتبٌ على جسدي..
لأنه لم يستطع ارتداءكِ بشكل أفضلْ..
وعاتبٌ على مسامات جلدي..
لأنها لم تستطع أن تمتصَّكِ بشكل أفضلْ..
وعاتبٌ على فمي..
لأنه لم يلتقط حبّات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئكِ بشكلٍ أفضلْ..
وعاتبٌ على خيالي..
لأنه لم يتخيَّل كيف يمكن أن تنفجر البروق،
وأقواسُ قُزَحْ..
من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامنِ عشر.
.
بصورة رسميَّهْ...
ولكن.. ماذا ينفع العتب الآنْ..
بعد أن أصبحتْ علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة،
سقطت في البحرْ..
لقد كان جسدُكِ مليئاً باحتمالات المطرْ..
وكان ميزانُ الزلازلْ
تحت سُرّتِكِ المستديرةِ كفم طفلْ..
يتنبأ باهتزاز الأرضْ..
ويعطي علامات يوم القيامهْ..
ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه..
لألتقط إشاراتكْ..
ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه...
لأقرأ أفكار الموج والزَبَدْ
وأسمعَ إيقاعَ دورتكِ الدمويّهْ....
5
أكثر ما يعذِّبني في تاريخي معكِ..
أنني عاملتُكِ على طريقة بيدبا الفيلسوفْ..
ولم أعاملكِ على طريقة رامبو.. وزوربا..
وفان كوخ.. وديكِ الجنّ.. وسائر المجانينْ
عاملتُك كأستاذ جامعيّْ..
يخاف أن يُحبَّ طالبته الجميلهْ..
حتى لا يخسَر شرَفَه الأكاديمي..
لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليكِ..
عن جميع أشعار التصوُّف التي أسمعتكِ إياها..
يوم كنتِ تأتينَ إليَّ..
مليئةً كالسنبُلهْ..
وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحرْ..
6
أعتذر إليكِ..
بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،
ومحي الدين بن عربي..
عن كلَّ التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..
والأقنعة التي كنتُ أضعها على وجهي، في
غرفة الحُبّْ..
يوم كان المطلوبُ منِّي..
أن أكونَ قاطعاً كالشفرة
وهجومياً كفهدٍ إفريقيّْ..
أشعرُ برغبة في الإعتذار إليكِ..
عن غبائي الذي لا مثيلَ له..
وجبني الذي لا مثيل له..
وعن كل الحكم المأثورة..
التي كنتُ أحفظها عن ظهر قلبْ..
وتلوتُها على نهديكِ الصغيريْْنْ..
فبكيا كطفلينِ معاقبينِ.. وناما دون عشاءْ..
7
أعترفُ لكِ يا سيّدتي..
أنّكِ كنتِ امرأةً إستثنائيَّهْ
وأنَّ غبائي كان استثنائياً...
فاسمحي لي أن أتلو أمامكِ فِعْلَ الندامَهْ
عن كلِّ مواقف الحكمة التي صدرتْ عنِّي..
فقد تأكّد لي..
بعدما خسرتُ السباقْ..
وخسرتُ نقودي..
وخيولي..
أن الحكمةَ هي أسوأُ طَبَقٍ نقدِّمهُ..
لامرأةٍ نحبُّها....
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
************
لم أعد داريا إلى أين أنهب
كل يوم أحس أنك أقرب
كل يوم يصير وجهك جزءا
من … و يصبح العمر أخصب
و تصير الأشكال أجمل شكلا
و تصير الأشياء أحلى و أطيب
قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى تتسرب
اعتيادي على غيابك صعب
و اعتيادي على حضورك أصعب
كم أنا … كم أحبك … حتى
أن نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عينيك لا شعر يكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
و السماوات صرن انقى و أرحب
منذ أحببتك … البحار جميعا
أصبحت من مياه عينيك تشرب
أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟
أيــــ أذهــب ـــن؟؟
لم أعـد داريـاً إلـى أين أذهـب
...................كل يوم أحـس أنـك أقـــرب
كل يوم يصير وجـهـك جـزءاً
.............من حياتي.. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمـل شــكلاً
................وتصير الأشيـاء أحـلى و أطيب
قد تسربت في مســامات جلدي
.................مثلمـا قطـرة الـنـدى تتسـرب
اعتيادي على غيابــك صعـب
...............واعتيادي علـى وجودك أصعـب
كم أنا.. كم أنا أحـبـك .. حتى
..............أن نفسـي من نفسـها تتـعجـب
يسكن الشـعر في حدائق عينيك
...................فـلـولا عينـاك لا شـعر يكـتب
منذ أحببتك الشـموس استدارت
................والسـموات صـرن أنقـى وأرحب
حـبـك الـبربـري أكبر مني
.................فـلـماذا علـى ذراعيـك أُصـلب
أتمنى لو كـنـتِ بؤبؤ عيـني
.................أتـرانـي طلبـتُ مـا ليس يُطلب؟
أنتِ أحلـى خرافة في حياتـي
.................والـذي يتبـع الخـرافـات يتعـب
((مهما تعددت النساء ، حبيبتي))
فالأصل أنت...
مهما اللغات تعددت..
والمفردات تعددت..
فأهم ما في مفردات الشعر أنت...
مهما تنوعت المدائن ،و الخرائط،
والمرافئ ، والدروب،
فمرفأي الأبدي أنت...
مهما السماء تجهمت أو أبرقت.
أو أرعدت،فالشمس أنت..
ما كان حرفا في غيابك ممكنا
وتكونت كل الثقافة، يوم كنت..
ولقد احبك، في زمان قادم
فاهم مما قد أتى..
ما سوف يأتي..
هل تكتبين معي القصيدة يا ترى؟
أم أنت جزء من فمي؟
أم أنت صوتي؟
كيف الرحيل على فضاء آ خر ؟
من بعدما عمرت في ***** ، بيتي؟...
إني أحبك، طالما أحيا،وأرجو أن أحبك
كالفراعنة القدامى بعد موتي...
رسالة 1( مئة رسالة حب )
أريد أن أكتب لك كلاماً
لا يشبه الكلام
وأخترع لغة لك وحدك
أفصلها على مقاييس جسدك
ومساحة حبي .
*
أريد أن أسافر من أوراق القاموس
وأطلب إجازة من فمي .
فلقد تعبت من استدارة فمي
أريد فماً آخر ..
يستطيع أن يتحول متى أراد
إلى شجرة كرز
أو علبة كبريت
اريد فماً جديداً
تخرج منه الكلمات
كما تخرج الحوريات من زبد البحر
وكما تخرج الصيصان البيضاء
من قبعة الساحر ..
*
خذوا جميع الكتب
التي قرأتها في طفولتي
خذوا جميع كراريسي المدرسية
خذوا الطباشير ..
والأقلام ..
والألواح السوداء ..
وعلموني كلمة جديدة
أعلقها كالحلق
في أذن حبيبتي
*
أريد أصابع أخرى ..
لأكتب بطريقة أخرى
فأنا أكره الاصابع التي لا تطول .. ولا تقصر
كما أكره الأشجار التي لا تموت .. ولا تكبر
أريد أصابع جديدة ..
عالية كصواري المراكب
وطويلة ، كأعنق الزرافات
حتى أفصل لحبيبتي
قميصاً من الشعر ..
لم تلبسه قبلي ..
أريد أن أصنع لك أبجدية
غير كل الأبجديات .
فيها شيء من إيقاع المطر
وشيء من غبار القمر
وشيء من حزن الغيوم الرمادية
وشيء من توجع أوراق الصفصاف
تحت عربات أيلول .
أريد أن أهديك كنوزاً من الكلمات
لم تهد لامرأة بعدك ..
يا امرأة ..
ليس قبلها قبل
وليس بعدها بعد
*
أريد أن أعلم نهديك الكسولين
كيف يهجيان اسمي ..
زكيق يقرءان مكاتيبي
أريد .. أن أجعلك اللغة ..
5 دقائق
( نزار قباني )
إجلسي خَمْسَ دقائقْ لا يريدُُ الشِعْرُ كي يسقطَ كالدرويشِ في الغيبوبة الكبرى سوى خَمْسِ دقائقْ.. لا يريدُ الشعرُ كي يثقبَ لحمَ الورقِ العاري سوى خمْسِ دقائقْ فاعشقيني لدقائقْ.. واخْتَفِي عن ناظري بعد دقائقْ لستُ أحتاجُ إلى أكثرَ من عُلْبَة كبريتٍ لإشعالِ ملايين الحرائقْ إن أقوى قِصَصِ الحبّ التي أعرفُها لم تدُمْ أكثرَ من خمس دقائقْ...
موضوع جميل جداً
ولابد أن أضع لمستي فيه
خمسة نصوص عن الحب١حبكِ ..
حدثٌ تاریخي من أحداق الكون،
وعرسٌ للأزھار وللأعشابْ.
وحيٌ ینزل .. أو لا ینزلُ ..
طفل یولد .. أو لا یولدُ ..
برق یلمع .. أو لا یلمع ..
قمر یطلع أو لا یطلعُ ..
من بین الأھدابْ.٢حبكِ ..
نص مسماريٌّ ،
آشوريٌّ ،
فینیقيٌّ ،
سریانيٌّ ،
فرعونيٌّ ،
ھندوكيٌّ ،
نصٌّ لم یكتب في أي كتابْ.٣حبكِ ..
وقتٌ بین السلم ، وبین الحرب
ولیسَ ھنالك حربٌ
أسوأ من حرب الأعصابْ.٤حبكِ .. سرداب سحريٌّ
فیھ ملایینُ الأبوابْ.
فإذا ما أفتح باباً ..
یغلق بابْ ..
وإذا قبلت شفاھكِ،
یھطل من شفتي الشھدُ،
ویجري السكر والعنابْ.
وإذا غازلتك یوماً، یا سیدتي
یقتلني الأعرابْ ...٥حبكِ .. یطرح ألف سؤال لیس لھا في الشعر .. جوابْ.
أكيد النصوص هي لشاعر المرأة نزار قباني
تحيات النورس الجريح
أخاف أن تمطر الدنياولست معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري
وألان اجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين و البصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا احبك يامن تسكنين دمي
إن كنتِ في الصين
أو إن كنتِ في القمر
يجوزُ أن تكوني
( نزار قباني )
يجوزُ أن تكوني واحدةً من أجمل النساءِ.. دافئةً.. كالفحم في مواقد الشتاءِ.. وَحْشيةً.. كقطةٍ تموءُ في العَراءِ.. آمرةً.. ناهيةً كالربّ في السماءِ.. يجوز أن تكوني سمراءَ.. إفريقيةَ العيونِ. عنيدةً.. كالفَرَسِ الحَرُونِ.. عنيفةً.. كالنارِ، كالزلزالِ، كالجنونِ.. يجوز أن تكوني.. جميلةً، ساحقةَ الجمالِ.. مثيرةً للجلد، للأعصاب، للخيالِ.. وتُتقنين اللهوَ في مصائر الرجالِ.. يجوزُ أن تضطجعي أمامي.. عاريةً.. كالسيف في الظلام.. مليسةً كريشة النعامِ.. نهدُكِ مُهْرٌ أبيضٌ يجري.. بلا سرجٍ ولا لجامِ.. يجوز أن تبقي هُنا.. عاماً وبعضَ عام.. فلا يثيرُ حسنُكِ المدمّرُ اهتمامي.. كأنما.. ليست هناك امرأةٌ.. أمامي.. يجوزُ أن تكوني سلطانةَ الزمان والعصور.. وأن أكون أبلهاً.. معقّد الشعورِ.. يجوز أن تقولي ما شئتِ عن جُبني.. وعن غروري. وأنّني .. وأنّني.. لا أستطيعُ الحُبَّ.. كالخصيانِ في القصورِ يجوز أن تهدّدي.. يجوز أن تعربدي.. يجوز أن تثوري.. لكن أنا.. رغمَ دموع الشمع والحريرِ.. وعُقْدة (الحريم) في ضميري. لا أقبلُ التزويرَ في شعوري.. يجوزُ أن تكوني شفّافةً كأدمع الربابَهْ رقيقةً كنجمةٍ، عميقةً كغابَهْ.. لكنني أشعر بالكآبَهْ.. فالجنسُ – في تصوري- حكايةُ انسجامِ.. كالنحتِ ، كالتصوير، كالكتابَهْ.. وجسمكُ النقيُّ. كالقشطةِ والرُخَامِ لا يُحسن الكتابَهْ..