مرت من أمامي وقد سحرني عطرها النفاذ والذي يخيل لي إنني أسير في حديقة كثيرة الاشجاروالازهار والورد وروائح الاشجار العطريه.
تتبعتها وسألتها عندما توقفت عند المحاسب في الجمعية دون
مقدمات سألتها :
- لقد جذبتني رائحة عطرك السحري ... فما اسمه لو سمحتي ؟
نظرت الي وقالت :
- لستي الوحيدة التي تسألني عنه ! سأتني الكثيرات والكثيرات .
واجابتي لك هي نفسها لهن , انه عطر من صنع يدي !! هكذا بكل بساطه .
تعجبت كل العجب أيعقل ذلك !! وأين مصانع العطور ؟ لم يسبق لي ان شممت رائحة !!
قاطعت تفكيري وقالت :
- إنني اصنعه في مصنعي الخاص هل ترغبين في مشاهدتي وكيف اصنعه ؟
لم أتردد وقلت : اجل !! اين ومتى ؟
أعطتني العنوان وقرأته وقلت : لها ... ولكن هذا عنوان منزل وليس مصنعا !! ؟
قالت : اجل اعلم ذلك .. تعالي وسوف ترين ..
شكرتها وذهبت للخادمه السيلانية التي تركتها ومعها العربة , تبحث عني
ذهبت في الوقت المحدد لذلك المكان .. واخيرا وصلت الي العنوان .
طرقت الباب .. ففتحت لي هي الباب .. وقد امبعثت رائحة العطر النفاذة مع النسمات التي خرجت من الباب ...
استقبلتني مضيفتي استقبالا حارا أجلستني في الصالون وطلبت لي القهوة التركية اللذيذة
شربتها وتجاذبنا الحديث ... كنت متشوقة لمشاهدة المصنع اكثر من سماع أي حديث آخر
أخيرا وبعد نصف ساعة من الحديث والحوار أخذتني إلى غرفه خاصة تحمل هي مفتاحها
فتحتها ودخلنا... ووعليه غطاءا احمر كالدم , وستائر مائلة إلى اللون الوردي الهادئ ..
فتحت لي جهاز الستيريو فانبعثت الموسيقى العذبة .. وتلألأت معها الأضواء التي بدأت تضئ من كل أرجاء الغرفه ..!!
وقفت في الوسط , وقد هالني الذهول والعجب !!
قالت لي مضيفتي :
- لا تتعجبي.. إنني لم اخدعك أنت الآن في مصنعي المتواضع ..
إذا هي غرفة للنوم وليس ليس بها أي أدوات صناعه .. سوى سرير وثير
سألتها بعد تقبلي للمفاجأة : ولكن لا أرى أي أدوات أو أي زهور ! ! ؟
لم تجب على سؤالي .. بل أشارت إلى السرير وقالت :
- إنني على هذا السرير احلم كل يوم !! هل تعلمين بم احلم ؟ احلم بالزهور ... بالحدائق وفي كل مره تتراقص أمامي أنواع مختلفة من الزهور بأسمائها ...
قاطعتها وقلت : تقصدين في الحلم ؟ !!
ردت : نعم .. نعم .. ولم العجب !! إلا تصدقيني ؟
انتابني شك وحيره .. هل اصدقها ؟ !! هل هي مجنونة ؟ إن حديثها معي لا يدل على الجنون بل إنها في كامل عقلها .. وأيضا حديثها
لبق . وبينما أنا في حيرتي هذه أخرجت كراسة صغيرة وقالت :
- تفضلي أقرئي ..
فتحت الكراسة أخذت أتفحص الصفحات بسرعة من أولها إلى آخرها .. وقد جذب انتباهي مايلي : كل صفحة كتب في منتصفها العبارة التالية ( حلم يوم .... بتاريخ..... أنواع الزهور واسمائها )
قلت لها : هل الأحلام حدثت لك بالفترات التاريخية المدونة عند كل حلم ؟ !!
أجابت : نعم
ولكن هل يعقل ذلك ؟
- نعم لا تتعجبي ..
إن العطر الذي شممت رائحته أمس حلمت به يوم الجمعة الماضية .. هل ترغبين في تجربته
فتحت خزانه صغيرة بالقرب من السرير وأخرجت زجاجات تفوح منها روائح مختلفة وأعطتني زجاجة كانت صغيره كتب عليها
( عطر الأحلام )
وقالت وهي تمد يدها لي : خذي هذه الزجاجة لك ..
أخذتها وشكرتها وقلت : قبل إن اذهب هل لي بسؤال ؟
قالت بكل سرور ...
سألتها كيف تصنعين العطر إذن ؟
ردت بكل بساطة : إنني اشتري عطور كل الزهور التي احلم بها ومن ثم أقوم بخلط هذه العطور في زجاجات خاصة أطلق عليها اسما خاصا بي ..وأنا عطوري لا تخذلني أبدا في يوم من الأيام .
وبعد ذلك الشرح شكرتها مرة أخرى وتركتها مع عطورها وأحلامها ..
وفي ذهني تساؤلات كثيره
م\ن
