دائما ما يحكى في روايات الجرائم أن المجرم يعود إلى "مسرح الجريمة" ، وهذا ما سيحدث تماما مع فريق أتلتيكو مدريد الأسباني لكرة القدم عندما يحل ضيفا على بورتو البرتغالي غدا الأربعاء على استاد "دو دراجاو" ضمن منافسات المجموعة الرابعة ببطولة دوري أبطال أوروبا.
كان الحظ قد عاند أتلتيكو مدريد على نفس الاستاد في العام الماضي ليخرج أمام بورتو من دور الستة عشر بالبطولة الأوروبية ، حيث تعادل أتلتيكو على ملعبه بأسبانيا 2/2 في مباراة الذهاب ونجح مدافعوه كالعادة في إحباط عدد كبير من الهجمات الخطيرة لبورتو ، لكن أتلتيكو أخفق بعدها في تسجيل الهدف الحاسم في مباراة الإياب والذي كان سيصعد به إلى دور الثمانية.
والآن ، يتكرر الموقف الذي وضع فيه أتلتيكو في آذار/ مارس الماضي ، حيث يحتاج أتلتيكو مدريد إلى الفوز على بورتو في عقر داره.
وبدأ أتلتيكو متعثرا في البطولة الأوروبية حيث تعادل سلبيا على أرضه أمام أبويل نيقوسيا القبرصي.
وقال دييجو فورلان نجم هجوم فريق أتلتيكو مدريد أمس الاثنين "يجب حقا أن نفوز في مباراة الأربعاء. وأي نتيجة أخرى ستكون سيئة بالنسبة لنا.".
وكانت أهداف فورلان ، الذي تصدر قائمة هدافي الدوري الأسباني للمرة الثانية ، قد ساعدت أتلتيكو مدريد على إحراز المركز الرابع بالدوري الأسباني في الموسم الماضي.
ولكنه مثل بقية زملائه ، يعاني من تراجع في المستوى وافتقاد للثقة والمهارة في اللمسات الأخيرة.
واعترف فورلان "لم نحقق بداية جيدة. ولكن الأمور في كرة القدم يمكن أن تتغير بشكل سريع للغاية."
ويحتل أتلتيكو الآن المركز الثامن عشر بالدوري الأسباني برصيد ثلاث نقاط فقط حصدها خلال خمس مباريات.
وتقع المسئولية في تعثر أتلتيكو بشكل كبير على إنريكي سيريزو رئيس النادي والذي لا يتمتع بشعبية كبيرة والمدير العام ميجيل أنخيل جيل نجل مالك النادي السابق المثير للجدل خيسوس جيل والمدير الفني المتعثر أبيل ريسينو.
ويتظاهر مشجعو النادي ، الذين يعانون منذ فترة طويلة ، احتجاجا على قرارات سيريزو وجيل وخاصة لأنهما جمعا أموالا من صفقات بيع اللاعبين هذا الصيف أكثر مما أنفقوا على صفقات شراء لاعبين جدد لتدعيم صفوف الفريق.
ولا يزال أبيل يتمتع بشعبية نوعا ما لتاريخه الحافل وإنجازاته عندما كان حارسا لمرمى أتلتيكو في أوائل التسعينيات من القرن الماضي ، حيث يحمل رقما قياسيا في تاريخ الدوري الأسباني من حيث عدد الدقائق المتتالية التي حافظ فيها على شباكه نظيفة (1275 دقيقة) في عام 1991 ، ولكن الصبر يبدو محدودا الآن في استاد كالديرون.
وتولى أبيل /49 عاما/ تدريب أتلتيكو بعد إقالة خافيير أجويري في شباط/فبراير الماضي ، وقد خرج الفريق تحت قيادته من دوري الأبطال على يد بورتو.
ومن بين أكثر اللاعبين المتحمسين للفوز على بورتو ، لاعب خط الوسط البرازيلي باولو أسونساو الذي انضم لأتلتيكو قادما من بورتو قبل 14 شهرا.
وقال اللاعب البرازيلي أمس الاثنين "بورتو لديه فريق جيد ولن يكون من السهل الفوز عليه ، لكنني واثق من أننا يمكننا الفوز هناك والعودة إلى مدريد بثلاث نقاط."
وأكد أسونساو "لم نفكر أبدا في الإخفاق في التأهل إلى الدور التالي (بدوري الأبطال)."
واختتم تصريحاته قائلا "سنواصل العمل من أجل التخلص من أثار بدايتنا السيئة. فريقنا يعمل بجدية وجلساتنا التدريبية مكثفة بشكل كبير وسنواصل العمل لتفادي الوقوع في المزيد من الأخطاء."
كوورة
