لحظات كالأوثان الحية
أحلم أني مسجون فيها
أني من ولد على صخرتها النائية
وليست هي من ولد في الظلمات
نتشتت في الأنحاء كأمم متفرقة
وجلود متفاوتة القدرة
ما لونت الشمس
ما سفعته الريح
ما نقع الظل
ما لامس الثلج
في كل لقاء نتذاكر أصلا كان
والغائب لا يترك إلا روائح جلده
الألم كبير يا أماه
ينمو كالفطر
يغفو على سطح يديّ مثل الغبار
يسابق الوجود إلى الوجود
والعدم إلى العدم
يسافر في الفضاء القاحل
يعشش فوق الأشجار
كفضاء أو صاعقة
الحب والنجوم وحدهما
سر انصهار المسافة
كلاهما استودعني قبسا
من نور مقطر
وعطرا قديما
من أيام حبوهما على حجر الدروب
الحب والنجوم وحدهما
نبعان من ضوء في حدائق الليل
كلما مس حريقهما روحي
عرفت كيف أن اشتعال القمر
هو معجزة الوردة
تتداعى طويلا بيننا
كفيوض النور
كل تلك الكائنات التي
لا اسم لها
مثل سماوات الحقيقة
فجأة أحلق بارتفاع
جسيم كفرخ عنقاء
أغادر فوق الأرض ظلي
أعانق الهواء لأزيل بندرته
جراحا في جسدي
صنعتها الأوثان الحية
