فبدأت تشو تشان شيآنغ منذ ذلك اليوم عملها في التشجير
الذي استمر تسعة وعشرون عاما
وقالت الفلاحة النشطة عن عملها و تجربتها
في زراعة الاشجار الخشبية:
" منذ بدئي بالزراعة رأيت أن نمو الأشجار الصغيرة سريعا
وأن ارتفاعها تزداد كل سنة بحوالى 90 سنتيمترا تقريبا
مما زاد من حماستي ونشاطي في زرع المزيد
من شتلات الأشجار في الجبل .... "
من أجل تركيز كل قواها وجهودها لزرع الأشجار
قامت تشو تشان شيآنغ بتأجير أرض عائلتها لأحد الجيران
وغادرت القرية مع عائلتها متوجهين الى الجبل
ليستوطنوا فيه من أجل زرع الأشجار
وبرغم الظروف البيئية والمعيشية الصعبة نسبيا في الجبل
حيث لا يوجد كهرباء و هاتف و تلفزيون
إلا أنهم رضوا بذلك بسبب قرب المسكن من مكان
زراعة شتلات الاشجار الجديدة والقدرة على رعايتها
تشو تشان شيآنغ ظلت تنهض كل يوم مع أول تباشير الفجر
و تذهب الى الجبل لرعاية الأشجار
ونتيجة لعملها في الجبل من الصباح حتى وقت متأخر في المساء
ازداد عدد الأشجار المزروعة مع مرور السنوات أكثر فأكثر
حتى تحول الجبل الى غابة خضراء واسعة،
إلا أن حالتها الصحية بدأت تتدهور تدريجيا
وشعرت تشو تشان شيآنغ بألم في معدتها يعاودها كل يوم
ولكنها لم تذهب الى الطبيب لأن الوقت
كان موسم زرع شتلات الأشجار الجديدة،
فظلت تعمل في الجبل. وبعد ان اشتدت الآلام
حتى أصبحت غير قادرة على تحملها ذهبت الى المستشفى
وبعد التشخيص قال لها الطبيب إنها مصابة بسرطان المعدة
بعد أن سمعت هذا الكلام
تركت وصية لزوجها الذي لم يكن حاضرا و يعمل بعيدا:
" قدمتُ كل جهودي وشبابي لهذه الأرض ولهذه الأشجار
فأريد منك بعد وفاتي أن تدفن جثتي في هذا الجبل
وأريد أن أبقى مع أشجاري ومع هذا الجبل
سواءً أكنت على قيد الحياة أو ميتة ..... "
وبعد اجراء فحوصات مكثفة ودقيقة آخرى
شخصت مرضها من جديد بانه التهاب وليس سرطانا
بعد خروجها من المستشفى عادت فورا الى الجبل لمواصلة
زراعة الأشجار. وقالت لا أريد تضييع وقتي
لذا واصلت عملها في زراعة الأشجار
مع مرور الأيام والسنين و ازدياد أعداد الأشجار المزورعة
تحسنت ظروف معيشة عائلتها وازداد مالها أكثر فأكثر
و بعد تحقيق الثراء لم تنس تشو تشان شيآنغ جيرانها الآخرين
في القرية بل قدمت مساعدات لهم لتحقيق الثراء المشترك
وقدمت كثيرا من شتلات الأشجار الى فلاحي القرية مجانا
مع تشجيعهم على القيام بالتشجير في الجبال والآراضي الجرداء
قال احد جيرانها الفلاح يو تشنغ جيانغ عنها:
" إنها إنسانة طيبة جدا إذ سلمت لي ألفي شتلة أشجار
مجانا وطلبت مني أن أزرعها لتشجير الجبل
ولتحقيق المزيد من الدخل لعائلتي
نرى أن عملها وتصرفاتها هذه تستحق الثناء
والتقدير، ونريد أن نقتدي بها .... "
وبالتشجيع والتأثير من تشو تشان شيآنغ بدأ الفلاحون
في قريتها يزرعون الأشجار، مما جعل نسبة الغابات
في المنطقة تزداد سنة بعد سنة حتى وصلت اليوم
الى ثلاثة وثمانين بالمائة من أجمالي مساحة الآراضي
المحلية
وفي احصاء صادر من الهيئة الصينية للغابات
إن تشو تشان شيآنغ قامت خلال تسعة وعشرون عاما
بزرع أكثر من ثلاثمائة ألف شجرة في أرض تبلغ مساحتها
حوالى مائة وخمسين هكتارا. وتساوي قيمة هذه الأشجار
حاليا نحو عشرة ملايين يوان صيني
وأصبح الجبل بعمل وإرادة تشو تشان شيآنغ
اليوم بنكا أخضرا لعائلتها وللوطن أيضا
منقول
دمتم في امان الله
:66 (46):و حفظه و رضاه:66 (46):
