التغيير الكبير الذي حصل في العراق بعد عام 2003 في مجال الحقوق والحريات لم يحصل من قبل في تاريح الشرق الاوسط مما جعل من العراق قدوة يقتدي بها شعوب المنطقة. الشيء المهم هو انه يجب المحافظة على بل وتطوير ماتحقق للعراق في السنوات الست الاخيرة. ابدى مؤخرا نسبة من العراقيين استعدادهم للتخلي عن بعض الحقوق والحريات مقابل الأمن ورغم طيب نواياهم لكنهم لايعوا خطورة هكذا طرح لان هذه الحقوق والواجبات يجب ان تكون مقدسة وخطوط حمراء لايمكن تجاوزها حتى في احلك الظروف ومهما كانت الاسباب لان الشعب اذاما سمح للحكومة بمصادرة حق من حقوقه حتى ولو مؤقتاا ومهما كانت الاسباب فان الحكومة سوف لن تتوقف عن مصادرة بقية الحقوق للتتحول بالتالي الى حكومة استبدادية. التنوع علامة صحة في مسيرة اي دولة وتعدد الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية هي من يقوم مسيرة الدولة ويمنعها من الانحراف نحو الديكتاتورية. هناك محاولات لتوحيد منظمات المجتمع المدني في العراق وتعديل الدستور لتقوية السلطة المركزية على حساب سلطة المحافظات والاقاليم ودمج الاحزاب في ائتلاف واحد وهذه دلالات انحراف خطير وتمهيد للعودة الى حكم الحزب الواحد والسلطة المركزية القوية. على العراقيين ان ينتبهوا الى خطورة هذا الطرح ومنع انحراف الديمقراطية الوليدة في العراق والعودة الى أيام الدكتاتورية والانقلابات العسكرية.