بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي أنعم علينا بنعمة البصر ونعمة السمع ونعمة العقل والادراك
الحمدلله الذي منّ علينا بنعمه و خلقنا في أحسن تقويم
وأصلي و أسلم على المبعوث رحمة للعالمين .. مبشراً ونذيراً
نبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين..
يخترق النور الغرفة .. الغرفة الموجودة في قصر لا يوصف جماله ..
وأنت على سرير من الحرير وحولك الخدم .. و كلهم يريدون ويسعون الى رضاك .. حدائق خلابة امام هذا القصر وِمن حوله ..
تخرج و تمشي بين هذه الأشجار .. ترى أنهاراً فيها العجب العجاب ..
ارسم الصورة في مخيلتك الآن ..
كيف هي الصورة ؟؟ ... الخيال شيء لا يوصف
جنة رب العالمين تُوصف ( مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )؟؟
اذاً .. السوأل هنا ..
كم مرةً تخيلت نفسك في الجنة ؟؟
هنا هو لُب الموضوع .. أخواني و أخواتي في الله
دائما عندما نقرأ أو نسمع القرآن .. يمر علينا ذكر الجنة والنار .. ودائما ما نتخيل أنفسنا في الجنان .. منعمين .. على سرر متاقبلين .. يُطاف علينا بآنية من فضة .. نلبس ثياب السندس والاستبرق .. نشتاق الى الحور العين .. وتشتاق النساء لرجل على صور يوسف عليه السلام ..
كم .. و كم قد تخيلنا ..
ولكــــــــــن .. هل تخيلنا أنفسنا في النار ..( والعياذ بالله ) ؟؟
في الغالب لا .. الا من رحم ربي ..
هل تخيلنا الآنك ( الرصاص المنصهر ) يُصب في آذاننا بسبب الأغاني ؟؟
هل تخيلنا أظافرنا من نحاس نخمش بها وجوهنا بسبب الغيبة ؟؟
هل تخيلنا أنفسنا ونحن في القبر يضيق علينا القبر حتى تتداخل أضلاعنا ونحن نرى مقعدنا من النار ؟؟
هل تخيلنا مطرقة من حديد نُضرب بها بين الأذنين فتتناثر رؤوسنا ؟؟
والله ان القلب ليعتصر رهبة من هذه المواقف ..
فلماذا نتمادى ونُصر على المعاصي ..؟؟
والسبب ..
ذكر الله تعالى قول ابليس حين قال .. " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ "
فتجد الشيطان ( القرين ) يقول لك ..
** الله ماراح يعذبك .. الله يحبك .. وأنت داخل الجنة داخل .. مو بس بتدخل الجنة .. انت في الفردوس الأعلى **
الآية التي تلي الآية السابقة .. استثناء من ابليس وعلمه ان من مؤمناً صادقاً .. فليس للشياطين عليه من سبيل .. " إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ "
ولتعرف أخي .. ولتعرفي أختي .. أين نحن فعلاً ..
تأملوا معي هذا الحديث الذي يبيين أهون أهل النار عذاباً ..
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :( إن اهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في اخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه مايرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا )
هذا أهون أهل النار عذاباً .. فما بالكم بنا نحن من يعيش في هذا الزمان ..
من شركيات ..
من كبائر ..
من فعل المحرمات ..
والأدهى والأمر أن كل هذه الأفعال يجاهر بها العبد الضعيف ..
وقد قال رسول الله ..( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ...) - والمجاهرين من فعل فعلاً وقد ستر الله عليه .. فيقول اني فعلت كذا وكذا ,,
فألله المستعان ..
نرجع الى من توعد لهم الشيطان بالأغواء ..
هناك فئة من الشباب ( هداهم الله ) .. يقول وبكل استهتار .. انا في النار في النار
لا حول ولا قوة الا بالله ..
اين هم من قول الله عزوجل ..
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم "
ولدتك أمك يا ابن آدم باكـــــــــياً ... والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا ... في يوم موتك ضــاحكاً مسروراً
وأخيراً أحبتي في الله .. تذكروا دائماً قول الله عزوجل من قائل ..
" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
اللهم أجعلنا ممن كتبت له حياة طيبة في الدنيا .. وجزيته الاجر والثواب .. وتدخله برحمتك جنات الخلد ..
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
منقول :66 (46)::66 (46):
