ما زال الجمهور العراقي يتذكر له الشخصيات التي مثلها ، ولا زال (ابو جوقي) هو اللقب الاقرب اليه ،
بالاضافة الى ان تاريخه الفني يشهد له بالمثابرة خاصة انه من الجيل الذي ترك بصمة في ذاكرة المشاهد ، منذ افتتاح التلفزيون العراقي ،
لكنه شبه معطل منذ ست سنوات وغائب عن الشاشة على الرغم من حنينه اليها والسبب في الوسط الفني الذي تناساه مثلما تناسى ابناء جيله .
غائب انت منذ وقت طويل .. لماذا ؟
هذا صحيح ، وغيابي بسبب عدم وجود اعمال ، كما ان اي احد لم يقل تعال واعمل ، وانما هناك اعمال للمجموعات التي تسيطر على المشهد الفني ، كنا في السابق نلوم الفنانين حين يوزعون الادوار فيما بينهم وكأن المسألة (سرقفلية) ، الان تتكرر الحالة نفسها ،
هناك مجاميع خاصة توزع الاعمال فيما بينها في قنوات حديثة وقديمة ، واصبح الذي مثلي نسيا منسيا ، للاسف .. خلال السنوات الست الماضية لم اعمل الا في عملين ، هل يعقل هذا ؟ ، كما ان هناك سبب غريب اخر وهو ان البعض من الفنانين يتبرع في تقديم الاعذار عن الفنان اذ يقال حين يريد احد ان يطلبه لعمل انه مسافر !!.
أليس لديك اي عمل الان ؟
لدي مشاركة في مسلسل (النخلة والجيران) الذي يقع في (30) حلقة ، واجسد فيه شخصية (مرهون) سائس الخيل ، الذي يحب وطنه ويحبه منطقته (المحلة) كما يحب المكان الذي يعمل فيه الذي يسمى بالعامية (الطولة) التي تتعرض الى التهديم من قبل صاحب (المٌلك) فيبيع الاحصنة والعربات ،
ويتألم مرهون بشكل شديد حتى ينتهي به الحال الى الموت في احد المساجد حزنا، كان يؤمن ان هذا المكان هو بيته ،وكان القصد من هذا انه كان يريد ان يحافظ على (الطولة) مثلما يحافظ الانسان على ارضه ، وعندما تباع الارض التي هي الوطن ، فما فائدة الحياة .
هل تم اختيارك للدور بقصد لانه يلائمك ام غير هذا ؟
الدور كان مرسوما للفنان يوسف العاني ، وبما ان يوسف الان في الاردن ، اسندوا الدور لي ، وحيث قرأت النص وجدت الاحداث جميلة والشخصية مؤثرة .
الم يطلبك احد خلال هذه السنوات ؟
فيما مضى كان المخرج جمال عبد جاسم يتصل بي ولكن لا اعرف لماذا لم يتصل .
والمسرح .. اينك منه ؟
لم اعمل منذ وقت طويل لان ما يقدم حاليا هو عن طريق الفرقة القومية للتمثيل حصرا ، ولديها فنانوها ولا يمكن ان تأتي بمن هو خارجها للعمل ، فأنا عضو في فرقة 14 تموز وعندما تعطلت الفرق المسرحية تعطل معها الفنانون الذين ينتمون اليها ، الفرقة القومية لم ترسل في طلب فنان من خارجها لان فنانونها موظفون ، وان طلبوا احد فيعطونه صفة (ضيف شرف) وعليهم ان يعطوه اجورا ايضا والدائرة بلا ميزانية !!.
وهل تشعر بالحنين الى الفن ؟
وكيف لا ، لهذا وجدت في وقت الفراغ مجالا للكتابة ، فكتبت خلال الست سنوات الماضية عددا من المسلسلات منها : مفاتيح الشيطان وبنت النجار واليتيمتان وحب بلا دموع ، وهي مسلسلات شعبية يختلف عدد حلقاتها واحاول حاليا البحث عن مخرج من اجل تنفيذها ،
انا قدمت ما قدمت من اعمال ظلت في ذاكرة المشاهد ، ومن الطبيعي ان احن واشتاق الى التمثيل ولكن عندما اشتاق يجب ان يكون هناك دافع للعمل ، فما هي الاعمال التي ستعطى ولم اعملها ، فالمسرح راكد والتلفزيون انتاجه قليل وله اصحابه واغلب الاعمال تصور في الخارج ، ويبقى الحنين مجرد حنين .
لماذا لم تفكر بالعمل خارج العراق؟
لايمكنني هذا لانني مرتبط بعائلة كبيرة ، واخشى ما اخشى عليهم لاسيما في هذه الظروف ، وانا اعرف عندما اسافر سيظل بالي معهم .
لو استطلعت ذاكرتك .. ما الاعمال التي تعتز بها ؟
قدمت اعمالا كثيرة ولكنني اتذكر منها مسرحيات : الدبخانة وجفجير البلد وكملت السبحة وخان بطران وصايرة ودايرة ، ومن المسلسلات : حظ يا نصيب وحامض حلو وياحافر البير وغيرها بالاضافة الى برامج تلفزيونية تمثيلية مثل اين الحل .
ما هي الشخصية التي مازال الجمهور يذكرك بها ؟
شخصية (ابو جوقي) في مسلسل (حامض حلو) وهو شاب بلا عمل (عطال - بطال) ويحاول البحث عن عمل ومعه صديقه (ابو حنش) ، فيجوبان الشوارع ويضحكان على الناس البسطاء بما يقدمون من حيل ومشاكل تافهة يندى لها جبين الشباب الواعي ، ولكن الناس احبوها لظرافتها .
كيف ترى واقع الدراما العراقية الان ؟
هناك اعمال جيدة خاصة التي يقدمها حسن حسني مثل رسائل رجل ميت وسارة خاتون ، ولم اشاهد عملا الا وتحدث عن الواقع بحذافيره ، وهذه ليست دراما بل يمكن ان نسميه الخروج عن المألوف .
هل انت ضد طرح الواقع دراميا ؟
انا ضد عرض الواقع بصورة سيئة ومشوهة ومشوشة ، من يطرح الواقع عليه ان يطرحه بصورة مهذبة ، لا ان تعرض مسائل اختطاف مرعبة للناس ولأحداث غير واقعية ، ويضع حلولا سيئة لها ، الدراما القصد منها عرض مشاكل المجتمع ، وما يعانيه من وضع اجتماعي وتعليمي وسياسي واقتصادي وبطرق مختلفة .
ما الذي تحتاجه الدراما العراقية لتواكب العربية ؟
تحتاج الى كاتب درامي يعالج المشاكل الاجتماعية بصورة حقيقة ومهذبة وخالية من القسوة والاهانة بحيث لا يكون المشاهد عرضة للنقد والتجريح ، الدراما الحقيقية هي ما يخلد اليه المسلسل من هدف ، اغلب الاعمال الان بلا اهداف سوى المادية منها ، وتحتاج الى مخرج يعتني بالشخوص التمثيلية ، لا ان يأتي بممثل كوميدي ليؤدي دورا تراجيديا ولا يمكن لن يقنع المشاهد لانه ليس دوره ، كما تحتاج الى ممثلين جيدين يتقمصون الشخصيات الدرامية بشكل لائق ومقنع .
والإنتاج .. الا تحتاجه الدراما ؟
طبعا هو المهم لكن للاسف الانتاج لدينا متخوف لعدم وجود سوق للبيع ، المنتج عندما يصرف كذا مبلغ في مسلسل يفكر في شركة أو فضائية يبيع لها ، وان لا توجد هذه السوق فالمنتج يعتكف ولا يعمل على انتاج اي مسلسل ، فما الفائدة انه ينتج ولا أحد يشتري انتاجه .
تحياتي
