فن الكلام والأستماع .

بقلمي/طركاعه

يتفاعل معظم الناس مع مايسمع من اخبار دون التدقيق بصحتها وموثوقية مصدرها وهذا شأن السواد الأعظم من الناس على اختلاف اعمارهم وجنسياتهم واصولهم وثقافاتهم . وهذا جزء من التركيبه البشريه الموجوده في الأنسان العادي ولا يختلف عن هذه القاعده الا قليل من الناس واولهم الأنبياء ثم الأوصياء ومن بعدهم آل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.. وهناك قول مأثور يقول ( بين الحق والباطل مسافة اربع اصابع ) والمقصود المسافه بين العين والأذن فكل ماتراه بعينك هو الصحيح وكل ماتسمعه اغلبه غير صحيح الا اذا تأكدت منه بصوره جليه . ويمكن تصنيف شياع الأخبار الى عدة اقسام وحسب المناخ وطبيعة المتلقي للخبر ومنها ...
1. اشخاص يبحثون عن اي مصدر للأخبار دون التأكد من مصداقية هذا المصدر فتراه يتلقف الخبر على عجاله ثم يخرج لنشره بين معارفه بعد ان نسى لب الموضوع واضاع جزءاً كبيراً من مضمونه فجعل التكمله من عندياته ومن بنات افكاره فأضاع على المتلقي جوهر الحقيقه وماهية الخبر .
2. البعض الآخر يحب ان يبرز نفسه امام الآخرين انه قريب من مصادر الأخبار المهمه فيأتي بمواضيع لأخبار لاوجود لها على ارض الواقع ولكنها مفبركه او يسمع خبراً تافهاً جداً فيهول الموضوع على طريقة الصحافه المعارضه للحكومات والتي تنشر اخباراً عاريه عن الصحه وذلك لأبراز مساوئ الحكومه ولو بالباطل .
3. البعض الآخر يستخدم طريقة البابرازي بنقل الخبر والمعروف ان البابرازي هم مصوري الفضائح للمشاهير وهؤلاء يلتقط اي صوره لأي شخص مشهور ثم يركب عليها خبراً من عنده ويكون الخبر بعيد كل البعد عن مضمون الصوره الملتقطه .. المهم هو ان ينشر ويفضح وهذا هو المطلوب .. فهؤلاء الأشخاص الذين يستخدمون هذه الوسيله يمكن ان يرتب لك موضوعاً عن اجتماع شخصين دون علمه بفحوى الأجتماع الحقيقي .. ولكن خلاص ماداموا اجتمعوا فأجتماعهم على الموضوع الذي وضعه هو من خياله ولك ان تصدق مايقول ... شئت ام ابيت .!!!!!!!
4. يمكن لشخص عنده اسلوب مميز بالكلام ان يوحي لمجموعه ما بأي خبر .. مجرد ايحاء . وستتكفل هذه المجموعه الساذجه بأذاعة مالم يقله الشخص الموحي امام اكبر مجموعه من الأشخاص والأصدقاء والمعارف وعلى اساس ان مذيع الخبر لبيب جداً وفهمها ( وهي طايره )..... وا أسفي على مثل هؤلاء السذج .
5. وهناك قليلون عندهم امكانية صياغة مواضيع خياليه جداً ويجلس يتحث معك لساعات دون ان يرف له جفن وهو يعلم انك تعلم انه كاذب بكل حرف يقوله وهؤلاء مقدور عليهم لوضوح الكذب عليهم من خلال القصه المرويه .
نسأل الله ان يحفظ السنتنا واسماعنا من كل هذا وذاك ..
وتحياتي .