تعال تعال أيها القدر
تعال إن مثلك يتعلم من مثلي العبر
تعال إني ما عدت أرهب نجما
ولا رعدا ولا شمسا ولا قَمر
تعال فلا أخشى أن تعود كحبيب
أو غريب عاد من سفر
تعال إني أعلم جيدا
أن العاصفة تأتي من المطر
ألا تأتي أيها الخفي الغامض المستتر؟
ألا تأتي أم تراك حسبتني
ألقاك بباقات الزهر!؟
أو لعلّك ظننت أني سأنتظر
نزواتك التافهة مدى العمر؟
الاَن يا عزيزي سأرمي بك في قمامة الذكرى
سأتركك تذبل كأوراق الشجر
سأمضي دون أن أبالي بخيبتك وأدفن
خيالك العنيد في الحفر
الاَن يمكنني أن أسخر منك كما كنت أفعل في الصغر
الاَن يمكنني أن أغزو
كل غبائك ودهائك بعيوني السمر
سأجعل منك منديلا يمزقه جنون البقر
ألا تعلم يا عزيزي من أين يأتي الهنود الحمر؟
ألا تعلم كيف صارت فتاة الثقاب بلا حذاء
و كيف غطتها الخواطر والصور؟
ألا تعلم أن هناك... بعيدا، أناسا يجترون كالحمير
الحلم المرير والذكرى الأمر؟
ألا تعلم أن هناك... بعيدا، صغارا يلعبون كل يوم
بين السحاب ولكن.. يأكلون فتات الحجر؟
ألا تعلم يا عزيزي أن كل البؤساء
يسهرون لا لشيء إلا للسهر؟
ألا تعلم أن بعض الصرخات تتمزَّق على أجساد فتيات الغجر؟
ألا تعلم أنك لا تعني لي شيئا
فلماذا يا قدري تلح وتصر؟
لماذا تصر أن تتبع أحلامي
ولا تلقي نظرة على أناس أخر؟
لماذا لا تريد أن تتبع غيري
لماذا لا تود أن تصدق الخبر؟
أأقسم أنك لم تعد سوى سراب بغيض
سوى قطعة من ماض كدر؟
أأقسم أنك لو أتيتني قويا عظيما
سأقضي عليك ولو جئتني في خفر؟
أأقسم أني لم أعد أخشى شيئا
ولا أخاف أن يقضي علي الكبر؟
لأني أعلم أني سأعيش ما دمت أريد
كما يصمد لغرور الطبيعة بعض الصخر
لأني أعلم أنك يا جبان
لن تقضي علي ما دمت من البشر
فتعال، تعال واجهني إذا
كما تدعي دائما يا قدر...
(( منـقـــــول ))
