كل شيء يقوم بالله الحبيب
إن محاولات عزل الواقع عن الله الحبيب وتصغير دور الله في الواقع كانت موجودة منذ القدم في التأريخ البشري وكانت هي الصفة الأساسية للمجتمع الإنساني حيث يعمل على إقامة حياة مُنعزلة عن الله الحبيب قدر الإمكان ويُبقي لله دوراً صغيراً في الحياة ، وهذه المحاولات تجسدت عبر التأريخ في أطروحات فكرية وفي فلسفات كبيرة وفي عقائد وأيديولوجيات مُتعددة وفي سياسات ومشاريع سياسية وفي أطروحات أدبية وشعرية وفنية وتجسدت حتى في السلوك الديني والمناهج الدينية التي حاولت عزل دور الله عن الواقع قدر الإمكان ..
ولقد شهد العالم في العقود السابقة القريبة عقائد كثيرة حاولت تجاهل دور الله في الواقع ، كما شهد الواقع في العصر الحديث محاولات دينية سياسية توحي بأنها تجعل لله دوراً حقيقياً إلا أنها في الحقيقة لا تُعطي دوراً حقيقياً لله في منهجها الفكري وفي مشروعها السياسي وفي وجدان المنتمين لها ، وهي تأتي بالأطروحات الدينية وتروج لها وتعتبر أن هذا هو حضور الله في الواقع ، وهذا فهم خاطئ فليست الأحكام ولا العقائد بديلاً عن الله الحبيب ..
فالمطلوب إذن من كل المجتمع سواء كانت توجهاته السياسية علمانية أو دينية أو أي توجه سياسي المطلوب منه أن يحترم دور الله في الواقع ويشعر بأهمية دور الله في الواقع ، والمطلوب من الجميع أن يعرفوا أن كل شيء يقوم بالله الحبيب ولا شيء يقوم بذاته ، وكل نجاح يقوم برضا الله وتوفيقه ولا شيء ينجح لتوفر الأسباب والمقدمات الكافية له ، فكل الأسباب والمقدمات للنجاح في أي أمر تفقد قيمتها عندما لا تكون مُستندة الى التوفيق الإلهي ..
هكذا يكون واضحاً لكل السياسيين أن المشروع السياسي الوطني لا ينجح إلا بالتوكل الحقيقي على الله ، ولا ينجح إلا بترك كل ما لا يرضي الله ، ولا ينجح إلا بتوفيق الله ، ولا ينجح إلا بحب الله من قبل أبناء المشروع السياسي وأبناء المجتمع ، ولا ينجح إلا باحترام دور الله وتعظيم أهمية الله الحبيب في الواقع ..
فالمطلوب إذن من كل فرد في المجتمع أن يُعظم دور الله في الواقع مهما كان موقع هذا الفرد سواء كان قيادياً أو مسؤولاً أو إنساناً بسيطاً ، ولا تقل أهمية الإنسان البسيط عن المسؤول ، لأن الإنسان البسيط يستطيع أن يستنزل بركات إلهية تُصحح مسيرة المسؤول وتُزيل آثار أخطاء المسؤولين ، والمهم هو أن يقتنع الجميع بأهمية دور الله في الواقع ويعرفوا أن كل نجاح لا يكون إلا بالله .
