اقتحام إنسان
تم الاقتحام خلف قناع
الــحــب
القلب
ذلك السور الذي لم نرفعه بطاعة
ولم نحصنه بذكر
فتم اقتحامه بسهولة
والمقتحم توغل
واجتث الأوردة وامتص الدم
وشغل الفكر
وأعل الجسد
ثم رحل تاركا خلفه جسد بلا روح ينتظر الموت
تم الاقتحام خلف قناع
الجمال
العين
تلك البوابة الرئيسية
اجعل عليها حارسا اسمه ...
غض البصر وإلا ...
فاللصوص كثر كلهم تزينوا ..
وكل حلمهم أن تنضم لعصبتهم
ولن يرضوا إلا إن أمالوا
وكل لص أتاك فلم يجد الحارس
دخل عليك
فهذا يسرق فكرك
وذاك ينهب عقلك
وآخر يفسد قلبك
هذا يزرع شهوة كجمرة نار
وذاك يأتي بالحطب ويزدها اشتعالا
وآخر ينفخ فيها حتى تأجج
ثم يرحلون
بعد أن يخلفوك وراءهم
مشتعلا
أو مريضا
أو أسيرا
أو هالكا
تم الاقتحام خلف قناع
الفكر المستنير ، الثقافة ، الفن .....الخ
القرآن والسنة
بفهم الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم ...
سلاحك الذي لا ينبغي أن تغفل عنه وإلا ...
فالأعداء كثر
وأعداهم من بني جلدتك
يدّعون أخوتك
محبتك
بل وترى شعارهم
إني لكم ناصح أمين
وحالما تضع سلاحك
يتوغلون إليك تحت شعار ( الحرب خدعة )
فيخدعوك
ويقنعوك أنهم بنو جلدتك ودمك
يتنكرون في صورة بصرك ليبصروا لك
وعقلك ليفكروا لك
ويحفرون لك خنادقا اسمها
التحرر
التقدم
الفن
الإسلام العصري
التجديد
الفكر المستنير
رويدا رويدا
حتى يقبحون لك سلاحك
أو يعبثون به حتى لا تقدر على الانتفاع به
فلا يرحلون إلا وقد تركوك وراءهم
مسلما بلا إسلام
بلا أرض
بلا كرامة
بلا هوية
عونا لهم على المزيد
ولا يشبعون أبدا كما النار
لهم في ذلك نفس شعارها
هل من مزيد ؟!
تم الاقتحام خلف قناع
النصيب
القضاء والقدر
واقي من فيروسات القنوط أو الضجر
فتحرك بهذا الواقي ساعيا في مطالب الدنيا والآخرة
وانتبه
فمجرمين بانتظارك
مجرم اسمه التواكل
وهذا المجرم يخيل لك أن هذا الواقي سكن
إن سكنته
وجدت الخير في أركانه
دون سعي !
فتظل تنتظر السماء لتمطر ذهبا
وتظل منتظرا بين أركان التواكل أن يأتيك الكنز الهمي من فوقك أو أسفل منكومع كل عثرة تقل نصيبمع كل ذلة تقل نصيبمع كل خطأ تقل نصيب
فيرحل هذا المجرم المدعو التواكل
تاركا خلفه
إنسانا كارها للقضاء والقدر الذي أخلف ظنه الجميل
ولكنه لم يدرك أنه من أساء الظن فنال السوء
والجزاء من جنس العمل
أما ...
المجرم الثاني
فهو الذي يوهمك أن هذا الواقي لا يفيد
ولا يضر
بل لا وجود لشيء اسمه القضاء والقدر
ويوهمك أنا ما نلته إنما أوتيته على علم عندك وقوة
كقارون
بل حتى زوجتك ليست قدرك ولكن جهدك
وعيالك ليسوا قدرا بل صنعك
حتى إن أصابك ألم أو مرض أو خير أو شر
فليس هذا بقضاء وقدر
وكل شيء بصنعك وحدك لا شريك لك
فيرحل هذا المجرم
تاركا خلفه كافرا
جاحدا
بلا واق
فتنصب عليه المهالك صبا
بلا رد ولا صد
فليرد بقوته وبذكائه وبحوله وقوته قضاء الله حين يأتيه
فليأخر موته ساعة
أو موت زوجته أو أولاده
أو أحبته
فليرد عنهم النوازل
بل
ولو لم تك بالدنيا نوازل
فليرد عن وجهه النار يوم القيامة بقوته وحوله
اقتحام تلو اقتحام
هذا بقناع
وذاك بآخر
فانتبه
ونبهني
ونبه من حولك
نبه من كل مقتحم
سواء كان فيمن ذكرتهم لك
أو من رأيتهم أنت
وخبرنا كيف نتصدى لهم
لنقيم دولة الإسلام في قلوبنا
وأرواحنا
حتى يقيمها الله على أرضنا
أحبكم في الله
اخوكم
الزير سالم
