بنسبة %90 أنت مسؤولة عن هروب زوجك من المنزل وهذا دليلك لاستعادته

في هذا الإطار، أعد مركز إشراف للدراسات الاستشارية والتربوية دراسة حول هذه العلاقة الشائكة بين الزوج والزوجة. وعن ذلك يقول د.تامر جمال، عضو الجمعية العالمية للصحة النفسية: إن هناك سببين لاختفاء الزوج من بيته.
الأول: أن يكون بسبب طبيعة العمل والرغبة في زيادة الدخل أو تحسين مستوى المعيشة له ولأسرته.
الثاني: يرجع إلى الزوجة نفسها، وهنا تشير الدراسة إلى مسؤوليتها بنسبة %90؛ لما تحمله من «عوامل تطفيش» تجعل الزوج يلجأ إلى أي وسيلة تساعده على البقاء بعيداً عن بيته.
ويضيف د.تامر قائلاً: هناك بعض الحالات التي تصل نسبتها إلى %10 يكون الزوج هو المسؤول عن خروجه من البيت بشكل مستمر، وقد حددتهم الدراسة بأن %4 منهم يرتبط بأمه ولا يدرك كيف يتخلى عنها؟ ويبقى بمفرده حتى بعد سنوات من الزواج وإنجابه الأبناء، و%3 يبحثون عن زوجة بديلة ولا يعترفون بالزوجة الواحدة، ولا يريدون بذل أي مجهود في الإصلاح و%3 يرتبطون بأصدقائهم ويولونهم المكانة الأولى من الاهتمام والتقدير في حياتهم وأنفسهم، وفي أحيان أخرى يكون الزوج ذا شخصية نافرة لا يرغب في الدفء الاجتماعي.
أما الزوجة المسؤولة عن هروب زوجها من البيت فهذا يرجع إلى عدم قدرتها على جذبه رغم ما تمتلكه من مقومات جذب الأنثى للرجل سواء في الشكل الخارجي أو في الشكل الداخلي وقدرتها على صنع جسور من الصداقة والألفة بينها وبين زوجها.

لماذا يهرب الرجل؟!
ويتابع د.تامر: الرجل لا يهرب من البيت فجأة، ولكن هناك أسباباً تؤدي إلى ذلك، مزيج من العصبية والتوتر والصوت العالي والصراخ والعراك، كما يهرب الرجل من البيت غير المنظم ذي الرائحة الكريهة، يقرر بنفسه أنه لن يعود إلى المنزل إلا بعد أن ينام آخر أفراد أسرته، أو أن يكون قرار عدم عودته للمنزل قراراً لا شعورياً بمعنى أن يستغرق في العمل بدعوى الظروف الاقتصادية التي كثيراً ما تكون ميسرة إلى حد بعيد.

رحلة بحث
يحذر د.تامر من هذا الهروب الذي من شأنه أن يدفع الرجل؛ للبحث عن زوجة مختلفة ذات صوت هادئ تراعي شؤونه، تحببه وتقربه من البيت، ولا تنفره منه.
ويظل يبحث عنها بلا ملل، قد يجدها في صورة زميلته في العمل أو مديرة مكتبه أو في أي مكان آخر، وهنا يتحول هروبه وعدم عودته للمنزل إلى أزمة زوجية خطيرة، وفي بعض الحالات يحدث الزواج الثاني.
ولفت إلى أن اللوم في هذه الحالة يقع على الزوجة التي أخرجت زوجها مرغماً من المنزل؛ ليبتعد عن التوتر والقلق، وبعد أن كان في يدها، لم تستطع الحفاظ عليه فخرج؛ ليواجه مصيره، ومن ثم الزواج من أخرى تعوضه عن أيامه المريرة مع زوجته الأولى.

ماذا تفعل؟
تنجح الزوجة عندما تشعر زوجها بأنه رقم واحد في حياتها، يأتي من بعده الأبناء والأهل والأصدقاء وتخسر الزوجة كثيراً إذا لم تنظر بكل هذا الاهتمام إلى زوجها.
ويضيف د.تامر: في دراسة تلك الحالات كانت الزوجة هي أول من تشعر بالقلق على حياة زوجها، وتأتي إلى عيادة الاستشارات النفسية؛ أملاً في العلاج أو في الوصول إلى مفاتيح التعامل مع شخصية زوجها، بينما يقابل ذلك %5 فقط من الرجال الذين يبحثون عن علاج استشاري وتربوي لأزمتهم الزوجية، فهم يبحثون عن حلها بطريقتهم والبحث عن بديل إما شرعي بالزواج الثاني، وإما غير شرعي بالخيانة الزوجية واللقاءات المحرمة.
والزوجة أثناء محاولة عودة زوجها إلى المنزل تحتاج إلى بعض المهام، وإن كانت كلها متطلبات نفسية إلا أنها تعد طوق النجاة لها؛ حتى تستطيع الفوز بزوجها في نهاية الأمر. وبرأي د. تامر تحتاج إلى طاقة بدنية ونفسية مرتفعة للغاية وإلى الصبر والمثابرة، وعليها أن تدرك أن الحياة لا تنصلح بمجرد قرار منها، ولكن لابد أن يكون هذا القرار نابعاً من الزوج ذاته الذي تأكد من أن زوجته تفهمه، وتدرك احتياجاته ومن أجله غيرت من حياتها.
وفي النهاية ينصح المرأة بالخروج لسوق العمل، فقد أثبتت معظم الدراسات النفسية أن أبناء العاملات أكثر صحة نفسية من أبناء غير العاملات.
وإن رفض الزوج خروجك للعمل فعليك استكمال دراستك الجامعية، وما بعدها إذا كان ذلك متاحاً، أو دراسة علوم الكومبيوتر والعلوم اللغوية، وكل هذه الأمور وإن كانت تبدو بسيطة إلا أن عليها الكثير في صقل وجدان المرأة وعقلها.

طبيعة العمل
في حالة خروج الزوج، وابتعاده عن البيت لفترات طويلة نتيجة لظروف وطبيعة عمله تقول د.سهير عبد العزيز، أستاذة علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر: إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها والأزمات الاقتصادية المتوالية تجعل الكل في حالة صراع من أجل كسب لقمة العيش أو توفير حياة كريمة له ولأسرته، وهي الظروف الجديدة التي صنعت حياة اجتماعية مختلفة عن الحياة في الماضي؛ مما زاد من صعوبة الحياة فجعلتها قاسية، والزوج أو رب الأسرة مسكين في هذه الحالة فهو العائل الأول للأسرة الذي عليه توفير كل متطلباتها واحتياجاتها؛ لذلك نجده يضطر للعمل في أكثر من مهنة صباحاً ومساءً أو يطيل فترة عمله من أجل الحوافز الإضافية، وكلها وسائل مشروعة للكسب.

دور الزوجة

على الزوجة أن تدرك أهمية الدور الذي تلعبه في حياة زوجها، ولها بعض النقاط كما يوضحها د.تامر:
< أن يكون زوجك هو الأول في حياتك، ومن بعده الأبناء والأهل والأصدقاء.
< أن يكون البيت هادئاً وخالياً من الصراعات والأصوات العالية والتعامل مع مشاكل الأبناء بحكمة بعيداً عن الصراخ والشتائم والابتذال في أسلوب الحوار.
< أن تكون حجرة النوم مرتبة، وكذلك المطبخ وحجرة الجلوس فالمنزل المرتب يحمل علامة من علامات العلاقات الهادئة الناجحة.
< أن يكون للزوجة أصدقاء تلتقي بهم، ولو مرة كل شهر لتخفيف عبء الوحدة والبقاء في المنزل لفترات طويلة معاً.
< محاولة مشاركة الزوج في العمل ومتطلباته، والحديث معه عن آخر أخبار وطرائف رئيسه في العمل.
< قومي بكل ما عليك من واجبات تجاه زوجك الذي يظل عند نفس أسلوبه رافضاً العودة للمنزل، وراجعي أحد المتخصصين والاستشاريين؛ لبحث تلك العلاقة.

لذا تقدم د.سهير عدة نصائح:
< لا تمارسي أساليب ضغط على زوجك من أجل مزيد من النقود، وهو الأمر الذي يترتب عليه الكثير من المشاكل للدرجة التي يتصور فيها الزوج أنه مجرد آلة نقود لا إنسان له طاقة محددة.
< تكيفي مع طول فترات الغياب، وانشغلي بالأشياء المفيدة أو الخروج للعمل؛ حتى لا يكون الغياب سبباً رئيساً في معركة يومية.

نصائح للزوج

< لبيتك الأولوية والاهتمام، ويكفي المتابعة التليفونية حتى يدرك الأبناء أن والدهم موجود ومتحكم.
< دور فعال لا يمكن إغفاله وتحويله إلى ماكينة نقود، فالأب هو الأمان ومهما كانت قوة الأم فالأبناء يريدون من داخلهم أن يكون للأب تواجد مثالي في حياتهم.
< إن كانت ظروف العمل صعبة، وتتطلب الغياب عن البيت لفترات طويلة، فعوض ذلك من خلال أيام نهاية الأسبوع وخذ الأبناء في نزهة.
< اعلم أن الأموال والمكاسب التي تجنيها من أجل أسرتك ونفسك، ليست مبرراً لتخسر نفسك وصحتك من أجل الحصول عليها.