في تصريح غير مسبوق ادلي به د. محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا قال: إنه سوف يتقدم باستقالته في حال تعرضت إيران لضربة عسكرية،محذرا من أن أي هجوم من هذا القبيل سيحول منطقة الشرق الاوسط إلي 'كرة من اللهب.
إدلاء د البرادعي بهذا التصريح الخطير يؤشر إلي أن لديه - بحكم موقعه مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية - معلومات مؤكدة حول هجوم اسرائيلي مؤكد لقصف إيران وبدعم أمريكي تم وضع لمساته الاخيرة خلال الاسابيع المنصرمةثم جاء تصريح السفير الأمريكي السابق لدي الأمم المتحدةجون بولتون والذي قال فيه: إن اسرائيل قد تشن هجوما عسكريا علي إيران بعد اجراء الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر وقبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد منصبه.. وقال بولتون الذي يعد احد ابرز صقور اليمين الأمريكي المحافظ: إن ضربة اسرائيلية للمنشآت الايرانية ستبعث الارتياح في العالم العربي - حسب زعمه - وستكون إيجابية في نظر بقية العالم معربا عن أسفه لأن ادارة الرئيس جورج بوش تراخت في هذا الصدد.. لكن إسرائيل تبدو أكثر تصميما وعزما علي منع ايران نوويا.. وتزامن ذلك مع ما صرح به خبير استراتيجي امريكي بأن هناك مؤشرات قوية علي عمل عسكري ضد إيران بناء علي ما تسرب من الاجتماعات الدائرة في البيت الابيض بين اركان الإدارة الأمريكية ومع المسئولين الاسرائيليين وكان اخرهم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.
هذه التصريحات التي انطلقت هنا وهناك تكشف عن اجواء ساخنة سوف تشهدها المنطقة خلال الأشهر القليلة المقبلة في سياق استعدادات اسرائيلية واضحة عبرت عنها المناورات التي تسربت أنباؤها مؤخرا والتي تري في فترة مغادرة الرئيس بوش موقعه الرئاسي وحلول آخر محله.. فرصة ذهبية لقصف إيران والتخلص من امكاناتها النووية.. خاصة في ظل ما تسرب من معلومات حول التدريبات العسكرية الاسرائيلية التي استمرت لعدة سنوات بهدف الهجوم علي المواقع النووية الايرانية حيث تري بعض الاوساط العلمية أن تدمير المفاعل النووي الايراني يحتاج إلي ما لايقل عن الف ضربة وهو ما يتطلب حملة جوية واسعة لتدمير المنشآت النووية الايرانية.
كانت المعلومات قد أشارت إلي أن نحو 100 طائرة اسرائيلية شاركت في مناورات لتوجيه ضربات بعيدة المدي خلال الشهر الجاري وذلك في سياق الهدف الأساسي من وراء ذلك وهو استهداف المنشآت الإيرانية .. ولعل ذلك هو ما دعا وزير الخارجية الروسي إلي التحذير من تكرار سيناريو العدوان الأمريكي علي العراق مع إيران والذي شنت فيه القوات الأمريكية عدوانا علي شعب العراق بزعم امتلاك نظام صدام لأسلحة دمار شامل.. وهو ما ثبت عدم صحته طيلة السنوات الماضية
تقبلوا مني التحية
