ضياع الامان

طفله عراقيه تقول ((( ساعات طويله امضيها امام قبر والدي وانا لا اصدق انه يحتضن التراب بدلا مني ..سنوات مضت غمرني فيها بحبه وحنانه والشئ الاهم انه منحني الامان . قبل عامين لم يكن هذا حالي , فعلي الرغم من ظروف الحرب القاسيه التي فرضت علينا في العراق ونجحنا كبار وصغار في التعايش مع ويلاتها ومعطياتها اليوميه من صوت قنابل وانفجارات , ولكن الشئ الوحيد الذي عجزنا جميعا عن التعايس معه هو فقدنا الاعزاء . بين يوم وليله سلبتني وحوش ادميه حضن والدي عندما اقتحم الجنود الامريكين بيتنا وخطفوا والدي وسط دموعنا وصراخنا دون سبب , لنجده جثه هامده في احد الشواع في اليوم التالي . تري ماذا فعلوا بك يا ابي ؟ لا اري امامي سوي وجهك الباسم وثقبا في راسك ... هل هذه رصاصه الموت التي حرمتني منك ؟
بالامس كان عندي بيت يملؤه الحب ... وكانت عندي ذكريات سعيده ... وكان عندي ظهر يحميني ... واليوم لم يتبقي لي سوي حجرتين صغيرتين اعيش فيهما مع اخوتي الثمانيه , ومشاهد مؤلمه حفرت في ذاكرتي , وحياه قد سلبت مني في لحظه . لكن مهلا .. بقي لي شيئاواحد انه حلم ابي ان اصبح طبيبه ,فهو كان يناديني بالدكتوره نور .. اعدك ابي اذا قدر لي ان اعيش ان احقق لك الحلم حتي لو كنت ساري مزيد من الالام ... كعادتك دائما لازلت تنير لي الطرق .. وعزائي الوحيد انك مت شهيد ابنتك نور ))لاحول ولا قوه الا بالله الي متي يستنزف شعب عريق عراقه العراق في كل شئ البشر والارض والمال ماذا جنت هذه الطفله لتتجرع كاس المرار والهوان الي اين نحن سنظل معصوبين العين مكتوفي الايد وهناك شعب يباد بالالاف يوميا يارب بجلال قدرتك اسحق امريكا سحقا يكون عبره للعالمين يارب يارب يارب