صراخ هستيري ودموع منهمرة ونزيف حتى الموت

صراخ هستيري ودموع منهمرة ونزيف حتى الموت http://www.moheet.com/image/60/225-300/602829.jpgاطفال فلسطين
أطفال غزة يتساقطون الواحد تلو الأخر مودعين عالم بأكمله ليس لهم ذنب سوى أنهم تواجدوا في وطن شاء القدر أن يكون فلسطين ، فقد شهدت غزة في أيام قليلة دماء كثيرة سالت في كل مكان ولطخت كل الجدران .. فطفل غزة إما أن تجده شهيد أو شاهد عيان على نزيف الدم أو طفل أصابته صدمة من هول الموقف أو طفل داخله نمت روح الانتقام قبل أن ينمو جسده الصغير .
فلم يعد لأطفال غزة سوى الجري العشوائي والصراخ الهستيري فور سماعهم هدير طائرة حربية إسرائيلية تحوم بشكل منخفض في أجواء مدينة غزة .
وقد تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية المتلاحقة التي شنتها طائرات مروحية وأخرى من طراز " إف 16" إضافة إلى القصف المدفعي المستمر وإطلاق النار الأيام الماضية ، في إسشهاد أطفال وإصابات بالصدمة والتوتر ، حيث تلقى رجال الإسعاف بلاغات كثيرة من قبل المواطنين تفيد بتعرض أطفالهم للصدمة وغياب الوعي .
ولعل أكثر ما أثار هؤلاء الأطفال هو مشاهد الدم والأشلاء التي شاهدوها عبر شاشات التلفزيون والتي عكست لديهم شعوراً بأن الغارات الإسرائيلية ستطالهم ، خاصة بعد اتساع رقعة العمليات الإسرائيلية ، حيث تعمدت قوات الاحتلال استهداف المدنيين داخل منازلهم .
وأكدت مصادر طبية أن الاطفال الذين وصلوا إلى المستشفيات بعد إصابتهم بجروح يعانون من صدمات نفسية ونوبات هلع ، ما يزيد من سوء أوضاعهم الصحية ويترك أثارا نفسية صعبة لديهم.
استشهاد 20 طفلاً في غزة http://www.moheet.com/image/60/225-300/601314.jpg
طالبت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال / فرع فلسطين، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف المجزرة الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين والأطفال في قطاع غزة.
وتوفير الحماية لهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تشدد على حق الأطفال بالحياة ، وذلك وفقاً لما ورد في وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا ".
وقالت الحركة في بيان لها :" إن استهداف المدنيين والأطفال يعتبر جريمة حرب بشعة تتطلب محاكمة مرتكبيها ، ويتطلب تحركا دوليا على مستوى الأمم المتحدة لاتخاذ قرار بإدانة إسرائيل ومطالبتها بوقف المجزرة والعدوان المتواصل ضد القطاع.
واستهجنت الحركة في بيانها صمت المجتمع الدولي إزاء ما يجري في القطاع ، وعدم تحرك الأمتين العربية والإسلامية للضغط لوقف العدوان ، مؤكدة أنها وثقت منذ بدء العدوان الأخير استشهاد 20 طفلا أعمارهم أقل من 18 عاماً من ضمنهم 11 طفلاً استشهدوا برصاص المحتلين وقذائفهم.
أطفال جباليا محرومون من مغادرة الـمنازل

تخشى نساء بلدة جباليا على أطفالهن من الـموت ، بعد أن غيّبت آلة الحرب الإسرائيلية أطفلاً كثيرين ، فقد فرضت هذه الـمعطيات حالة من الخوف والقلق الشديد على نساء البلدة اللواتي تحفّظن على أطفالهن ومنعنهم من مغادرة الـمنازل بشكل مطلق.
ووقفت الـمواطنة سائدة ريحان في الثلاثينيات من عمرها أمام عدد من أبنائها الذين توسلوا إليها للوقوف على شرفة الـمنزل لـمشاهدة طائرات "الأباتشي" التي تقصف شرق البلدة، واضطرت الأم الغاضبة إلى صفع أحد أبنائها على وجهه في محاولة منها لـمنعه من الخروج أو الوقوف على الشرفة، التي تطل على أحد الشوارع العريضة والرئيسة في البلدة.
ووفقاً لما ورد بجريدة "الأيام" الفلسطينية ، فقد بررت سائدة ريحان فعلتها بخوفها من الرصاص الطائش على الأقل ، مؤكدة أن ارتفاع أعداد الضحايا من الأطفال أخافها ودب الرعب في قلبها ، إذ إنها لـم تكف عن البكاء طيلة الليلة الـماضية بعد مشاهدتها مناظر الأطفال الـمقطّعة أجسادهم بفعل الـمجازر الإسرائيلية.
وقالت ريحان :" إن الوضع خطير جدا ولا يعطي مجالاً لأية أم أن تسمح لأبنائها بالخروج من الـمنزل لكنها تؤكد مخاوفها من الاستهداف العشوائي لقوات الاحتلال ضد الـمنازل.
وأضافت ريحان قائلة :" صحيح أن غالبية الأطفال قتلوا أثناء تواجدهم في منازلهم، لكن لا بد من اتخاذ إجراءات مشددة لحماية الأطفال ".
واشتكت من رغبة الأطفال الجامحة، بشكل عام وخصوصا أطفالها، بالخروج إلى الشوارع للتعرف إلى ما يجري، أو حتى متابعة سير الـمعركة عن قرب.
الرضيع محمد ناصر البرعي http://www.moheet.com/image/60/225-300/602471.jpgالرضيع ناصر محمد الرعي
ولا تغيب صورة استشهاد الطفل الرضيع محمد ناصر البرعي ستة شهور عن عيون أطفال غزة ، الذين باتوا يعانون من حالة نفسية سيئة وكوابيس ليليلة .

ولم يكن الطفل البرعي الضحية الوحيدة ولا الأخيرة للإرهاب الإسرائيلي، بل لحق به ملاك الكفارنة وأطفال عائلة دردونة وغيرهم الكثير.
وفي مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة القريب من مسرح الجرائم الإسرائيلية، أعرب الطفل محمد ثمانية أعوام ، عن خوفه الشديد من قتله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الطفل محند :" انا خايف كثير بعد استشهاد الكثير من الأطفال بعد قصفهم بالطائرات والدبابات ، بدنا نعيش زي باقي أطفال العالم وننام بأمن دون خوف ".
ويعاني الطفل سمير أبو شرخ عشرة أعوام من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة ، من حالة نفسية سيئة بعد مشاهدته على شاشات التلفاز صور جريمة قتل الطفل الرضيع محمد البرعي .
وقالت والدة الطفل أبو شرخ :" إن سمير وجميع إخوته يعانون من حالة نفسية بعد مشاهدتهم مناظر القتل واستهداف الأطفال " مشيرة إلى أن كوابيس وحالة من الهلع والفزع تنتاب سمير خلال النوم ويقوم بالصراخ بأعلى صوته قائلاً :" بدهم يقتلوني يا ماما ".
سلسبيل أبو جلهوم .. احتضنها صاروخ إسرائيلي http://www.moheet.com/image/51/225-300/519925.jpg

وكانت الطفلة سلسبيل أبو جلهوم ابنة العامين التي كانت تلعب مع أشقائها الأربعة في فناء المنزل الكائن شرق شارع السكة بمخيم جباليا ، قد لختطفها صاروخ إسرائيلي قبل أن تنهي لعبتها مع أشقائها لتلتحق بقافلة الأطفال الذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي التمتع بطفولتهم أسوة بأطفال العالم.
وقد سقط الصاروخ الإسرائيلي في فناء المنزل عقب قصف الاحتلال منزل عائلة عسلية القريب من منزل أبو جلهوم والذي أسفر عن استشهاد الشقيقتين سماح وسلوى عسلية في غرفتهما بالمنزل ، وذلك وفقا لما ذكرته جريدة " الحياة الجديدة " الفلسطينية
وقد ظن الأطفال أن منزلهم سيحفظهم ويؤمن لهم الحماية من رصاص الطائرات الإسرائيلية وصواريخها ولكن ظنونهم ذهبت أدراج الرياح عقب سقوط صاروخ إسرائيلي من طائرة أباتشي في منزلهم والذي أدى إلى استشهاد الطفلة سلسبيل وإصابة شقائها الأربعة والذين يتلقون العلاج في مستشفى الشهيد كمال عدوان.
وقالت والدة سلسبيل :" كان أبنائي الخمسة يلعبون في ساحة المنزل ينتظرون عودة والدهم ليحتضنهم ويلاعبهم كعادته، ولكن الصاروخ الإسرائيلي كان أسرع في احتضانهم من والدهم، فاستشهدت سلسبيل البنت الأصغر بين أبنائي والتي نقلها الصاروخ إلى برميل المياه غارقة بدمائها.
أما والد الشهيدة وهو ماجد أبو جلهوم الذي لم يتمالك نفسه على فقدان طفلته قال :" حسبنا الله ونعم الوكيل" متسائلاً ماذا فعلت سلسبيل لقوات الإجرام الإسرائيلي هل أطلقت صاروخاً أم أطلقت النار على جنود الاحتلال ليفقدوها طفولتها البريئة؟.
شفيق التلولي يدعو الجماهير لنصرة أطفال غزة
دعا شفيق التلولي نائب رئيس الاتحاد العام للطلبة العرب ومندوب فلسطين في الإتحاد الجماهير الطلابية في الوطن العربي الواحد والكبير وخارجه للخروج بمسيرات عارمة رفضا للهجمة الصهيونية البربرية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وخاصة ما يلاقيه الأطفال من تقتيل وتقطيع وحرق لأجسادهم الغضة بجميع الأسلحة المحرمة دوليا ، ووقوفا مع الشعب العربي الفلسطيني في معركته الغير متكافئة مع العدو الصهيوني الغاشم ، وذلك وفقاًلما ورد فيجريدة " دنيا الوطن " الفلسطينية.
وانتقد التلولي وبشده النظام العربي الرسمي لصمته المطبق معولا على الجماهير الطلابية العربية التي هي طليعة شعوبها الضغط على أنظمتها الرسمية لاتخاذ مواقف جريئة وعملية للوقوف بوجه هذا العدوان الجائر ووضع حد لهذا الكيان البغيض ومن خلفه ما يسمى بمجلس الأمن الدولي الذي بات داعما وبشكل سافر للإرهاب الصهيوني البربري.
وأشار التلولي إلى ضرورة رص الصفوف وإنهاء حالة التشرذم والانقسام في الساحة الفلسطينية وتجسيد الوحدة الوطنية التي يجب أن يوحدها الدم الفلسطيني الطهور من أجل مواصلة النضال وصد المشروع الهمجي الصهيوني الذي يرمي إلي إنهاء القضية الفلسطينية.
العدوان الإسرائيلي وأثاره النفسية على الأطفال http://www.moheet.com/image/60/225-300/602621.jpg
أكد الدكتور خالد دحلان الأخصائي النفسي في مركز غزة للصحة النفسية ، أن للعدوان الإسرائيلي واستهداف الأطفال أثرا نفسيا سلبيا على الأطفال.
وقال دحلان :" من هذه الآثار النفسية على الأطفال هو وقوع أحداث صادمة وردة فعل ينتج عنها حالة من القلق والتحفز والاضطرابات والكوابيس عند النوم ".
وأضاف دحلان أنه من هذه الآثار أيضا تجنب المكان والتجربة الصادمة مثل تجنب اللعب بالشارع لعدم شعوره بالأمان .
و عن دور الأسرة في مثل هذه المواقف ، وقال الدكتور دحلان :" إن للوالدين دورا في هذا المجال مثل: توعية أبنائهم بحقيقة ما يجري وعدم الكذب عليهم، واحترام تجربة الطفل ".
وأوضح دحلان أن لهذه الأحداث وقعا على الأطفال على المدى البعيد ، مشيرا إلى أنها تترك تأثيرات سلبية على شخصية الطفل وتكون غير سوية، إضافة الى استمرار الأثر الصادم عشرات السنين.
ولم يفرق العدوان الإسرائيلي بين طفل وامرأة ومسن يواصل عدوانه ، ضارباً بعرض الحائط كافة الاتفاقات الدولية في ظل صمت عربي ودولي على جرائم الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية ، فإلى متى سيظل أطفال فلسطين محرومون من حقوقهم ومتى سيعيشون بأمن وأمان أسوة بأطفال العالم؟.