موقف عراقي شجاع

يصعب للمتطلع على الوضع العراقي بتفاصيله الكثيرة تبيان الصورة الشاملة. ترى حراكا متغيرا دائما يخضع لموازين القوى السياسية العراقية يأثر تأثيرا كبيرا بالوضع الامني ويأثر فيه. إلا انه من السهل ملاحظة اهم القرارات السياسية منها كان قرار السيد الصدر تمديد تجميد نشاط جيش المهدي عسكريا وتشديده على دور الجيش على الصعيد الخدماتي والانساني.

يعي السيد دوره ومسؤولياته تجاه شعبه ووطنه ومصلحة العراق العامة. ويبقى على القاعدة الشعبية الموالية له الخضوع لقيادته وتنفيذ قراره الجريء وذلك بوقف كل عمل عنف في العراق وتطوير العمل السياسي السلمي والاتزام الاعمق بقطاع خدمات الشعب.

لقد اتخذ السيد قرارا يضع الجهة السياسية المنافسة امام تحديات تطويرخدماتها هي الاخرى ولمصلحة الشعب. كما انه سيساهم في إزالة عنصر الخوف عن تيارات كانت قد حملت السلاح ضد جيش المهدي، مما يتيح لها الان الاطمأنان في محاربة تنظيم القاعدة، العدو المشترك لجميع العراقيين.

لقد ادرك السيد الصدر ان من مصلحة العراق الالتزام بالعملية السياسية التي ستقود الشعب العراقي الى مجتمع سلمي يتقبل جميع التوجهات السياسية عبر نهج ديمقراطي. يمكن كل عراقي بان يعرض رأيه ويتعرف على رأي المواطن الاخر شريكا في الوطن، داخل النظام السياسي حر تحت ضوابط الدستور.

سينظر الان الى بعض المجاميع المسلحة التي خرجت عن قرار السيد وتستعمال العنف ضد الشعب العراقي على انها لا تمثل سوى مصالحها الخاصة ولا تمثل مصالح الشعب العراقي. وتكون بذلك عنصر شغب واجرام ومشروع فتنة يتوجب على العراقيين ادانتها.
المجموعات المسلحة، تستعمل العنف وسيلة، وتتحجج بمصداقية العملية السياسية التي تقودها السلطة التشريعية والتفيذية، الممثلة في البرلمان والحكومة والرئاسة، هي مجموعات تتسبب في قتل شعب العراق.انهم يحملون السلاح لغايات تخدم اطماع لصوصية واجرامية.
ولن تكون المجاميع المسلحة التي تستعمل العنف سوى مجاميع خارجة عن القانون، تزيد الاسى والويلات على شعب بريء يعمل جاهدا للخروج من مصابه.

على شباب وشابات العراق، خيرة العراق، اتخاذ موقف شجاع، يدعون فيه الى تطوير قرار السلم الاهلي ودعم العملية السياسية السلمية وقوى الامن الوطنية العراقية في حربها ضد المجرمين وعصابات القتل والتفجير والاقتتال الداخلي ودفع عجلة الحوار بين مختلف مذاهب واعراق العراق، ليكون العراق عراقا حرا ديمقراطيا، يتقبل الجميع بتفاهم وتعايش واحترام.

ابوالنوف