البيان التأسيسي لتجمع قسم أبقراط

«إذا ما وفيت بهذا القسم ولم أحِدْ عنه، يحق لي حينئذ أن أهنأ بالحياة وبالفن الذي شَرُفت بالاشتهار به بين جميع الناس في جميع الأوقات؛ وإذا ما خالفت القسم وأقسمت كاذبًا، فيجب أن يكون عكس هذا نصيبي وجزائي(من قسم أبقراط الأصلي)».
لاشك ان عام 2012 هو عام الفصل والحسم بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط.وفي عراقنا العزيز يحل هذه السنة الجديدة في وقت ينزف فيه كل جسده الجريح دما. إن ما جرى على العراق والعراقيين في غضون العقد الماضى يؤلم ويجرح كل ضمير إنساني حيث أن أرقام القتلى والجرحى والمشردين والمهجرين والأرامل واليتامى والعاطلين مرتفعة إلى حد مذهل لكل سامع وشاهد بشكل يبعث على الصدمة. وقد ضاق المواطنون ذرعًا بالفقر الاجتماعي والفساد المالي في الحكومة.
لاشك ان هناك أيادي اجنبية تقوم وبالتعاون مع عناصرها الداخلية بتوجيه النزاعات الطائفية وتمكين الميليشيات المسلحة والإرهابيين لقتل الناس الأبرياء بقسوة وبلا هوادة وأن يحرقوا كالتنين كل ما يملك المواطنون من الشيعة والسنة والكرد والتركمان والمسيحيين وغيرهم مما تسبب بتسيير الأوضاع يوميًا من السيئ إلى الأسوأ.
أما الأسئلة الأساسية فهي ما هو السبب الرئيسي وما هي جذور كل هذه الكوارث والمآسي في تاريخ بلدنا وما هو المخرج منه؟
هل العراق البلد النفطي الرابع في العالم ينقصة الموارد الطبيعية والثروات الوطنية؟
هل إن شعبنا الذي له حضارة وثقافة عريقة تمتد من آلاف السنين وكان أتباع مختلف الطوائف والقوميات والأعراق والمذاهب يتعايشون فيها معًا في السلم والصلح طيلة آلاف السنين يتعرض فجأة للفقر المادي والثقافي وفقر الحضارة الاجتماعية ويتفجرنزاعاتها وأحقادها الطائفية
وهل رغم وجود اوسع طيف من أمهر المتخصصين والعلماء والأدباء والمثقفين العراقيين المشهورين على مستوى الشرق الأوسط والعالم من المعقول ان نعاني من النقص في العلم والعلماء؟
لماذا اندست أيادي التدخل الأجنبي في عمق نسيج ومرافق أجهزتنا السياسية والأمنية والقضائية والاقتصادية حيث ان الأجانب وعملاؤهم هم الذين يطلقون قول الفصل في كل المجالات؟
هذه الحقائق المرة وعشرات الأسئلة المماثلة تقودنا إلى سؤالين أساسيين هما: «أين تكمن جذور مشكلاتنا؟» و«ما هو المخرج؟».
نحن مؤسسو «تجمع قسم أبقراط» لفيف من الأطباء العراقيين وأساتذة الجامعات العراقية واللذين عانينا ولانزال نعاني مثل باقي الشرائح المثقفة لمجتمعنا من الواقع المزري الذي يسود العراق حاليًا خاصة في مجال الطب والعلاج، ارتاينا أن نلبي ونستجيب لنداء الضمير الإنساني لعراقنا الجريح وبالتوكل على الباري عزوجل انشانا هذا التجمع لتضميد جراح مجتمعنا بقدر وسعنا وللوصول إلى الجواب على السؤالين الأساسيين المذكورين واتخاذ خطوات ملموسة للاجابة عليهما. إننا وبعد دراسات شاملة توصلنا إلى القناعة بأن جذور كل المشاكل الحالية والتي تعصف ببلدنا العراق وتنهش بجسده لا تكمن في النقص في الثروات والكفاءات والاختصاصات والثقافة والعمق الحضاري وإنما تكمن في الواقع السياسي وارتباك السياسيين وتخبطهم في الساحة العراقية اليوم. فعلى ذلك نرى من الضروري أن تخوض كل فئات وشرائح المجتمع العراقي خاصة الشريحة المثقفة والمتخرجة جامعيا والدارسة ساحة النشاطات السياسية والاجتماعية الواسعة لتؤثر على الأحداث والتطورات حتى تحدث تغييرات جذرية تسهم في اجتياز العراق والعراقيين هذه المرحلة المصيرية بالنجاح والنصر.
إن «تجمع قسم أبقراط» ولتأمين التواصل الشامل والواسع في كل أرجاء العراق والبلدان العربية الأخرى يدعو جميع الأطباء والاختصاصيين والأدباء والمثقفين وأساتذة الجامعات من كلا الجنسين إلى التواصل والالتحاق بهذا التجمع لتضافر الجهود الشاملة لاتخاذ الخطوات الفعالة باتجاه خدمة الشعب العراقي الكريم بكل مكوناته بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق والرأي والانتماء السياسي.
وماالتوفيق إلا من عند الله وعليه نتوكل

تجمع قسم أبقراط
9شباط 2012